“موقف الإسلام من الشعر”.. بقلم د. محمد بن سعد الدبل (رحمه الله)
إن الأدب من منظور إسلامي هو أدب العقيدة الإسلامية التي تحثُّ الفرد والمجتمع على اتباع الحق، وقول الحق، والشهادة بالحق في كل شيء، والأدب هو فنُّ العبارة ذات الكلمة الصادقة، ولذا كان لزامًا على المسلم أن يَلتزم في سلوكه ومُعاملاته وأفعاله وأقواله بما هو خير، والنقد الأدبي مِن منظور إسلامي يُعنى عناية تامَّة باستجلاء النصوص الأدبية ليضعها تحت المِجهَر النقدي فيُخرج صالحَها مِن خبثِها.
ولقد لازم النُّقاد الإسلاميون إدامة النظر في العطاء الأدبي الإسلامي حين أدركوا – عن قناعة تامة – أن الإسلام هو الكفيل بإصلاح الناس مِن خلال معتقداتهم وأخلاقهم وعطائهم الأدبي، ومن خلال هذا المنهج في النقد الأدبي الإسلامي يتعيَّن على كل ناقد واعٍ بصير مُنصِف أن يقول: إن أول مصادر هذا الأدب هو القرآن الكريم، ذلك الكتاب السماوي الذي غيَّر العقلية العربية، ورفع النظر مِن الأرض إلى السماء، وعلَّم الناس أن يَقرؤوا كتاب الطبيعة في فصوله المختلفة مِن إنسان ونبات وجبال ونجوم وأرض وسماء، وأن يقرؤوا ما بعد الطبيعة مِن إلهٍ فوق العالَمين هو نور السموات والأرض.
وبذلك كشف القرآن عن العيون غطاءها فأصبح بصرها حديدًا فنظرت إلى العالم مِن أعلى، ورأته وحدة مُتناسِقة الأجزاء تخضَع كلها لإرادة الله – تعالى – وأعلنَ القرآن الكريم الثورة على النظرة المادية الأرضية التي كان يَنظر بها الجاهِلون وغيرهم مِن أمم الأرض، فكانت ضربة المعول في الأصنام دعوةً إلى النظر الجديد فدوَّت كلمة “لا إله إلا الله” في جزيرة العرب مُعلنةً ضياع الوثنية وعبادة المادية، كان هذا في القرآن وأكثر مِن هذا، وكان لزامًا أن تتغيَّر نظرة الأدب، وخاصة نظرة الشِّعر والشعراء ليرتفع نظر الشاعر الإسلامي ارتفاعه في عقيدته، وأن يكون له جانب روحي – كجانبه المادي – يرى القرآن يدعو إلى العزة، ليكف الشاعر عن المبالغة في المدح، ويدعو إلى عفَّة اللسان، ليكفَّ الشاعر ويتحرَّج عن الإقذاع في الهجاء، ويرفع القرآن من شأن المرأة لتعظم في قصيدة الشاعر فيتسامى في الكلام عن جسدها إلى الكلام عن رُوحها أمانة وعفَّة وخلُقًا.
ولكن الشعر الإسلامي في الحقبة الزمنية من تاريخ الأدب في العصر الأموي لم يتخذ له إمامًا غير الشعر الجاهلي؛ فقالبه قالبه، وموضوعاته ومادته مادته، وإن كان هناك جديد فجدة في العَرض لا في الجوهر، في الشكل لا في المضمون، جدة لا تتجاوَز رقَّة اللفظ بدل خشونته، وتحوير المعنى بدل ابتكاره، وهذا الحكم حكم ليس عامًّا، وإنما يخصُّ الكثير مِن شعراء العصر الأموي؛ لأن واقع ذلك العصر يشهد بوجود عدد من الشعراء انفردوا باتجاه جديد نحو العقيدة الإسلامية يُعبِّر عن شِعر الجهاد الإسلامي فيُصوِّر معارك الفتوح الإسلامية، ويزن الفضائل الإسلامية بميزان الإسلام داعيًا إلى الفداء بكل غالٍ ونفيس داعيًا إلى كريم الأخلاق وسموِّ الروح، وعفَّة النسيب، وسماحة الأريحة، وسخاء اليد، ولنقف على كل شيء مِن هذه الخصائص في هذه المقطوعة مِن الشعر الإسلامي المعاصر الذي وَرِث الفضائل الإسلامية مِن إلهامات الشعراء في مختلف العصور الإسلامية التي اتخذت القرآن والسنة محرابًا لشِعرها وشُعورها:
ودعِ النايَ وخلِّ الوترا
واهجرِ الكأس فقد طال السرى
لا الكَرى يُطبِق أجفاني ولا
عادت الأجفان تَرضى بالكَرى
ولقد بتْنا سُكارى لا نَعي
واصطحبْنا نَستعيد الخِدرا
فإذا نحن على قارعة
غادرتْنا طللاً مُندثِرا
لا تلوموا دولة البغي على
بَغيِها الساحق حين انتصَرا
السياسات التي حاقت بِنا
علَّمتها كيف تجني الظفرا
والقيادات هواها أن ترى
أن كل الصَّيد في جوف الفرا
والخيانات حديث يُفترى
والعمالات كلام يُمترى
والشعارات لدَيهم ثروة
تلمس الشمس بها والقمرا
فرَّقتْنا شيَعًا مجنونة
ذهل العقل بها وانتحَرا
جرَّعتنا السمَّ مِن تأويلها
ولقينا مِن أذاها الضرَرا
وبعد أن سكب الشاعر هذه العاطفة الإسلامية المتوهِّجة في هذه المعاني الإسلامية مؤنِّبًا ناصحًا لائمًا كل مسلم، محاسبًا كان أو مسؤولاً عن المجتمع المسلم في كل أرض، بعد أن تهدأ ثورة تجاربه الشعرية يأخذ في نفس طويل مِن الملحمَة مُعدِّدًا ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون المؤتَمنون على الإسلام ورسالة الإسلام فيقول:
أيها الساعون للمجد بِنا
لن يكون المجدُ إفكًا مُفترى
حرِّروا أنفسكم مِن إثمها
واتركوا البغي وجافوا المُنكَرا
قد رجونا النصر مِن ثوراتكم
فإذا نحن رجَعْنا القَهقرى
قِسمتنا قسمة ضيزى بها
بلَغ الأعداء مِنَّا الوطَرا
ما رأينا مِن فقير يغتني
منكم إلا الغني افتقرا
أشعلَت في كل نفس حسرة
ورمَت في كل قلب خنجَرا
يا عذارى الشعر أَسدِلنَ الرُّؤى
بدَّد الخَطبُ خَيال الشعرا
أنا رجعيٌّ لأني مؤمن
أتقي الله وأخشى القدَرا
عربي مسلم لا أنثني
أتحدى بثباتي الأَعصُرا
قِبلتي مكة لا موسكو ولا
أمريكا، لا لا ولا إنجلترا
كان في الليل لدينا عَسكرٌ
وصحَونا ففقدْنا العَسكرا
وتستمر أبيات الملحمة على هذا النسق بشعر يقرع جرسه الأذن، ويملأ الفم، ويستثير العواطف، ويلهب الوجدان والأحاسيس تحت مقاطع مِن عناوين الملحمة؛ كتصوير الشاعر نكبة حزيران، ومأساة فلسطين وجهاد الفدائيين، من ذلك قوله:
الفدائيُّون يا زرع الوغى
يا جنود الثأر، يا أُسدَ الثَّرى
يا نداء الوحي في إقدامه
يا ضياءً في الدياجي نوَّرا
وحِّدوا أشتاتكم واتَّحدوا
واربطوا أحزابكم ربط العُرى
واصبِروا إن عَظُم الخطبُ فما
يُدرك النصرَ سِوى مَن صبَرا
وانصروا الله يهبْكم نصرَه
واشكروه يُعطِ مَن قد شكَرا
وبيت القصيد في هذا الشعر الإسلامي يُلهب الشاعر حماس الفدائي المسلم ليجعله – حربه وقتاله واستشهاده – في سبيل الله وله؛ ليهبه النصر أو يهبه الشهادة في سبيله.
وبعد، فقديمًا قال النقاد: “أعذب الشعر أكذبه”؛ أي: إن الشاعر متى اعتمد في صوره الشعرية على الخيال المجنَّح الغارق في المعاني غير الحقيقية كان في إلهامه الشاعري بعيدًا عن الواقعية، مما يفرض عليه التعمية والألغاز أحيانًا في تلمس المعنى والخروج به إلى المتلقِّي في ثوب قد يُعري مِن الصحة، ويَنعكِس الإبداع فيه إلى صورة مشوَّهة يمجُّها الذوق ويَنفر منها العقل وترفضها الفِطرة السليمة، وتلك المآخذ قد عري منها شعر الأستاذ حسين عرب في كثير من أبيات ملحمتِه؛ ذلك لأنه في نزعته الإسلامية تقيَّد بالمعاني الحقيقية التي يمنحها الإسلام كل فرد ولكل مجتمع، فانطلق الشاعر في صوره ومعانيه وأخيِلَته من هدي الإسلام الذي هو معانٍ حقيقيَّة لا تَحتمِل التأويل والتخييل المُفرِط.
أنا رجعيٌّ لأني مؤمنُ
أتقي الله وأخشى القدَرا
عربي مسلم لا أنثني
أتحدى بثباتي الأَعصُرا
وحِّدوا أشتاتكم واتَّحدوا
واربطوا أحزابكم ربط العُرى
إلى قوله: واصبروا، وانصروا الله واشكروه، واثبتوا ولا تُخدَعوا بسياسات أعدائكم، واحذروا، وامضوا في جهادكم لله أولاً، ثم الوطن والحقوق.
ومِن خلال أفكار هذا النص الشعري للأديب حسين عرب، ومِن خلال نظرة الإسلام وتصوُّره الشامل للحياة يُمكننا القول عن موقف الإسلام مِن الأدب بعامة، ومِن الشعر بخاصة: إن أول ما يَحسُن ذكره في هذا المقام أن نقف على شيء مِن النُّظُم والعادات والتقاليد والأعراف التي كانت سائدةً إبان العهد الجاهلي لتَّتضح الرؤية في تحديد موقف الإسلام مِن الأدب عامة ومِن الشِّعر خاصة.
وإذا كنا بصدد الكلام على موقف الإسلام مِن الأدب بعامة وموقفه من الشعر بخاصة فإن هنالك عادات ونظُمًا وتقاليد وأعرافًا وأخلاقًا درَج عليها العرب في جاهليتهم، وجاء الإسلام فأقرَّ مِن هذا كله ما هو وثيق الصلة بتشريعاته وَفق كتاب الله وسنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم.
فمِن العادات التي درج عليها الجاهليون: عادات في الزواج، وعادات في المِهَن والصناعات، إلى جانب التمرُّس بأخلاق إيجابيَّة وأخرى سلبيَّة.
فمِن الأخلاق الحميدة: عزَّة النفس، كرْه الذلِّ، بغْض الظلم، الترفُّع عن أخذ الديَة، إكرام الضيف، حبُّ السلام، حفظ حقوق الجار.
ومن الأخلاق السيئة التي تفشَّت في المجتمع الجاهلي: لهْو الشباب، قلخ الشيوخ، ابتذال المرأة صغيرة وكبيرة، مُعاقَرة الخمر، لعب القمار، الدعوة إلى الثأر، تأريث العداوات.
وقد خالَج هذه الأخلاقَ ألوانٌ من المحامد والفضائل؛ كصفاء النفس، والإيمان بالله -تعالى- وإكرام المرأة للرجل، وإكرام الرجل للمرأة، التأثر بالحِكم الصادقة وحب المشورة، والحلم والأناة.
وحين جاء الإسلام أقرَّ مِن هذه القيم ما يلي: حب السلام، الشجاعة، الإيثار، الكرم، صلة الرحم، حسن الجوار، مساعدة الفقراء، حسن المعاشرة، الحلم، الصدق، الأمانة، الوفاء، الرأفة بالحيوان، التكافل الاجتماعي، مقْت الظلم، حقوق المرأة، الحقوق الزوجية، برُّ الوالدين، ثم ختم هذه القيم الرفيعة والمثل العليا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).
وهذا يعني – بالضرورة – أن الأدب الإسلامي بمصدريه النثر والشعر قد اتخذ من هذه القيم مادته التي ينزع عنها في معالجة الأدواء التي يشكو منها الفرد والجماعة على حدٍّ سواء.
وعلى الرغم مِن أن نُقَّاد الأدب قد نادوا بتأثير العقل والعاطفة والخيال على العطاء الأدبي، فإن الإسلام في نظرته إلى الأدب قد وسَّع دائرة النظرة عند النقاد فسَمَا بالعقل، وسما بالعاطفة، ولم يَحجب الرؤية الأدبية مِن خلال الخيال الشاعري، ولكنه عمل على تهذيب العواطف والارتفاع بخيال الأديب عن سفاسف الأمور؛ حتى لا يطغى جانب العاطفة على جانب العقل، فلكلٍّ منهما أثره وجدواه في جودة الأدب ورفعته، وقيمه الفنية.
وقد تحدث الإسلام عن المَعين الأول للأدب والقيَم الإنسانية كلها، ذلك المعين هو ((العقل))؛ فقد جعل له الإسلام مزية تَفوق أرقام الحساب، ودلالات اللفظ اليسير، قبل الرجوع في تأييد هذه المزية إلى المناقشات والمذاهب التي قد تَختلِف فيها الآراء.
وتلك المزية هي: التنويه بالعقل والتعويل عليه في أمر العقيدة، وأمر التبعة والتكليف.
ففي كتب الأديان الكبرى إشارات صريحة أو ضمنية إلى العقل أو إلى التمييز، ولكنها تأتي عرضًا غير مقصودة، وقد يلمَح فيها القارئ – أحيانًا – شيئًا مِن الزراية بالعقل أو التحذير منه؛ لأنه منزلة العقائد، وباب مِن أبواب الدعوى والإنكار.
ولكن القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة مقتضبة في سياق الآية، بل تأتي في كل موضع مِن مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة وتتكرَّر في كل معرض مِن معارض الأمر والنهي التي يُحثُّ فيها المؤمن على تحكيم عقله، أو يُلام فيها المُنكر على إهمال عقله وقَبول الحَجرِ عليه، ولا يأتي تكرار الإشارة إلى العقل بمعنى واحد مِن معانيه التي يشرحها النفسانيون من أصحاب العلوم الحديثة، بل هي تشمل وظائف الإنسان العقلية على اختلاف أعمالها وخصائصها.
وتتعمَّد التفرقة بين هذه الوظائف والخصائص في مواطن الخطاب ومناسباته، فلا يَنحصِر خطاب العقل في العقل الوازع، ولا في العقل المُدرك، ولا في العقل الذي يُناط به التأمل الصادق والحكم الصحيح، بل يعمُّ الخطاب في الآيات القرآنية كل ما يتسع له الذهن الإنساني مِن خاصة أو وظيفة.
فالعقل – في مدلول لفظه العام – ملَكة يُناط بها الوازع الأخلاقي أو المنع مِن المحظور والمنكور، ومِن هنا كان اشتقاقه مِن مادة “العقل” التي يؤخذ منها العقال، وتكاد شهرة العقل بهذه التسمية أن تتوارَد في اللغات الإنسانية الكبرى التي يتكلم بها مئات الملايين مِن البشر.
وهذا يعني أن الأدب فنٌّ جميل قوامه العقل والعاطفة معًا، فلا يَحسن أن يَطغى جانب أحدهما على الآخَر، وها هو “العقاد” يُناقش مسألة الفن الجميل من خلال المنظور الإسلامي – الذي العقل والعاطفة مادته – فيقول: إن كثرة الأنصاب والتماثيل في المعابد والصوامع والبِيَع ليست بالقياس الصحيح لنصيب الفنون الجميلة مِن الدِّين الذي يُدان به في المعبد أو البَيعة؛ لأن المعابد الوثنية كانت تتَّسع للأنصاب والتماثيل، وليست بالنموذج الصالح للأديان في الهداية إلى معاني الجمال والحضِّ على الفنون الجميلة، وهي في جملتها لا تَخلو مِن العبادات البَشِعة والشعائر القبيحة، والعقائد التي لا تَجتمِع والجَمال في شعور واحد.
إنما يُقاس نصيب الفنِّ الجميل مِن الدِّين بالنظرة السوية المُعتدلة إلى الحياة، فلا يُقال عن دينٍ إنه يُحيي الفنون الجميلة أو يتقبَّل إحياءها إذا كانت له نظرة زريَّة إلى الحياة، وكان ينظر إليها كأنها وصمه زريَّة، وإلى الجسد ومتاعه كأنه رجس مرذول وانحراف بالإنسان عن عالم الروح والكمال، إن هذا ليس من الجمال في شيء.
والإسلام – وهو يرعى حقوق الجمال والاستمتاع به – قد انفرد بقبول نعمة الحياة وتزكيتها والحضِّ عليها وحسبانها مِن نعمة الله التي يَحرُم على المسلم رفضها ويُؤمَر بشُكرِها، والتفكير في آلائها: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7].
﴿ وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴾ [الحجر: 16]، ﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا ﴾ [ق: 6]، ثم إن الجمال بمفهومه الواسع يكون في الصورة والمشهد واللمس والذوق والتمييز بين الأشياء، ويكون في المظهر والمخبَر، والصوت الحسَن، ناهيك بترتيل القرآن الكريم من ذي الصوت الحسن الجميل، قد أبيح للمسلم الترتيل القرآني وطولب به؛ ﴿ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32]، ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 – 4]، ولا أعذب ولا أجمل من صوت القرآن يَسري في الوجود مع سكون الليل
——————
د. محمد سعد الدبل (1942م – 2013م)،
شاعر وأكاديمي سعودي، من أبرز شعراء المملكة السعودية،
كان رئيسًا لقسم البلاغة والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعضوًا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وأحد شعراء الاتجاه الإسلامي، وهو أول أستاذ سعودي يحصد الدكتوراه في البلاغة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأول رئيس سعودي لقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي، وله عدد من المؤلفات في الشعر وأدب الطفل؛ إذ كان أمينًا لوحدة أدب الطفل المسلم، إلى جانب إسهاماته في التلفزيون والإذاعة، كما اشتهر بتمكنه من الخطابة، وتوفي في الرياض يوم 13 يناير 2013م.
حياته:
ولد في محافظة الحريق الواقعة جنوب الرياض عام 1943م، وتخرّج في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفيها حاز على الماجستير والدكتوراه، وعمل بداية حياته المهنية معلمًا بالمعهد العلمي في حوطة بني تميم، ثم انتقل للرياض ليعمل معلمًا في المعهد العلمي، وفي عام 1975 عُيّن معيدًا في كلية اللغة العربية بالرياض، ثم أستاذًا مساعدًا، إلى أن عُيّن أستاذًا مشاركًا، وكانت تلك آخر وظيفة يشغلها، وأثناء عمله في الجامعة تولى مدة عامين رئاسة قسم البلاغة والنقد، وكان ينشر إلى جانب ذلك شعره ونثره في الصحف السعودية، وألّف في الشعر والنثر وأدب الأطفال، حيث كتب بعض قصص الأطفال عن الشخصيات الإسلامية.
دواوينه:
إسلاميات.
أناشيد إسلامية.
ملحمة نور الإسلام.
معاناة شاعر.
خواطر شاعر.
عبير الوفاء.
ندب الجراح.
هجير الصحراء.
على ضفاف الخليج
مؤلفاته الأخرى:
النظم القرآني في سورة الرعد.
منطقة الحريق: تاريخها وحاضرها.
زيد بن حارثة (قصة).
المقاييس البلاغية والنقدية في قراضة الذهب لابن رشيق القيرواني.