مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (6)

«الوقفات ليست تفسيرًا، فلستُ أهلا له، لكنها تفاعل جمال المعاني مع خيال نفس الأديب، فربما أصبتُ وربما أخفقتُ»

تأملتُ اسم الله (الشافي) فوجدتُ أن آيات الشفاء معظمها ترتبط بالقلب، أو الصدر، ووجدتُ أن الأمراض هي بالقلب والبدن، وأن مرض القلب يؤدي إلى مرض البدن.

مثلا عندما يغضب أو يحزن الإنسان يصاب بالضغط، والسكر، والجلطة،

وصدق الرسول الكريم حين قال: (.. ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ)

كل هذا معلوم للجميع، لكن الذب أدهشني هو أن الله تعالى ذكرَ خطوات الشفاء في آية واحدة، لم ننتبه إليها،

تأملوا قوله تعالى فى سورة يونس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾

[يونس: 57]

ستجدون التالي:

1- موعظة

2- شفاء

3- هُدى

4- رحمة

نجد أن أولى خطوات الشفاء هي: الموعظة، أن تتحدث مع المريض سواء قلبيا أو بدنيا، وأنت تخاطب قلبه في الحالتين،

تعظه بالصبر والإيمان والاحتساب، وأنه قدر الله وما شاء فعل، وأن نتعظ ونعتبر إذا كان ذلك نتيجة خطأ نفسي وشخصي، وهكذا.

وتأتي الخطوة الثانية: الشفاء

فحديثك يطيّب خاطره، ويريح قلبه، فيبدأ بالارتياح والاستسلام، وهنا تأتي الخطوة الثالثة: الهدى

حيث تتحول إلى الشكر والحمد والاستغفار والدعاء من بعد الضيق واليأس ومحاسبة الله دون أن تدري،

يتحول القلب إلى الخير والشفاء.

وهنا تأتي الخطوة الرابعة: الرحمه

فمن رحمته تعالى أن يثبّت قلبك على الهدى..

على الشفاء..

على الخير.

فإذا طاب قلبك؛ صحَّ بدنك.

أسألُ الله لي ولكم قلبا سليما وبدنا صحيحًا.. اللهم آمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights