صفوت بركات يكتب: القرم ستغير شكل العالم بعد عشر سنوات

قبل أحد عشرة عامًا وتحديدًا في الثالث عشر من شهر مارس من العام 2014 كتبت تحت هذا العنوان «القرم ستغير شكل العالم بعد عشر سنوات».. الآتي:
من يظن أن العالم والقوى المؤثرة فيه ستظل على ما هي عليه اليوم واهم والعالم تكتنفه حركة دينامكية ومتسارعة لدرجة ملحوظة للعوام فضلا عن المفكرين والمعنيين بمستقبل بلدانهم وأممهم.
وحتما ستتغير خريطة العالم الجغرافية بحسب تغير خريطته السياسة ومراكز النفوذ ومكامن القوة والتأثير وحتى الاحتياجات المستقبلية.
ومن يستطيع تصور شكل العالم بعد عشر سنوات ولو بصورة قريبة وليس بالضرورة تكون متطابقة لها هو ما يجب أن تعمل عليه العقليات القادرة على استشراف المستقبل منطلقة من حساب وتوصيف الواقع الحالي وتحليل منحنيات التغير في العقد الماضي.
وإلى أين تمضي وفى أي اتجاه ولصالح من وما هي القوى الذاتية من حيث النوع والكم والجديد منها مع اعتبار الكتل السكانية والولاءات والمرجعيات، سواء الدينية أو المذهبية،
واتباع النظريات السياسية والمؤثرة ومصدرها وما هو السبيل لاكتسابها وامتلاكها ليتعرف على القوى الناشئة والجديدة وتموضعها الجغرافي..
وما هي احتياجاتها المستقبلية وما هي مخاطرها عليه وما قد يعود عليه بالنفع في حالات التحالف والحياد والمواجهة.
وما هي المكاسب من أثر هذا ولا يسقط في التضليل المتعمد من صناعة بؤر صراع ليست متعمدة في ذاتها ولكنها متعمده لتنتج أو تفصح عن حجم وقوة ما ليتسنى التعامل معها ووضعها في الحسبان مستقبلا.
ومصر في القلب من هذا عدم الوقوع في التضليل الإعلامي والذي نقل التنوع الطبيعي في كل مكونات المجتمع وأنواع ومصادر القوة المجتمعية لمناط العداوة وجعل الصراع بينها بديلا عن تكاملها في مواجهة القادم.
لأن ما يجرى بمصر ليس موضوعي أو جوهري ولا صحة له وهو مصنوع وتداعيات لحقبة في التاريخ الإنساني والحضارة وحدث مرات متعددة في التاريخ،
ومن يدرس تاريخ مصر من 1891 وحتى 1965 يعلم كم مرة واجهت نفس التداعيات وهي أعراض لمؤثرات خارجية وليست بسبب موضعي مصري.
وكل الدول الرخوة يجرى بها هذا في حقب تاريخية تنشأ فيها قوى عالمية جديدة وانتقال مراكز التأثير والنفوذ من مكان لآخر،
ومالم يراعى هذا في وصف وتدقيق الواقع واستبعاد كل ما هو مصنوع ويغيب بغياب المؤثر فقد نتورط بتوطينه كأصل للداء والعلة وهذا ليس بحقيقي.
والموضوع كبير ورقعته واسعة وسيأخذ وقتًا كبيرًا لأن العالم كله مقبل على خلخلة النظام القديم والذي نشأ بعد 1945
ولكن الاستجابة له لتكريس ما ليس بموضوعي والانشغال بالدفاع ونفيه بوطنه في مراحل الصراع
…….
وما يجب أن ننتبه له عدم مجاراة كل ما ليس موضوعي وجوهري وأن ننتبه من الصراعات المصنوعة استجابة لمؤثرات خارجية وممولة لصناعة جغرافيا العالم الجديد بتنحية قوى مؤثرة عن الاحتفاظ لنفسها بمكان في المستقبل أو تشكيله على حساب الخصم من حقوقها أو المقايضة بها في التغيير الحتمي والذي يجتاح كل العالم.