الأمة/وجه العشرات من الشخصيات العربية والإسلامية، وقادة الرأي والمفكرين، من فلسطين والأردن ودول عربية وإسلامية، رسالة مفتوحة إلى قادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، مستمدة من التطورات التي فرضتها أحداث السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، حينما أطلقت حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى”.
جاء في الرسالة، التي وقع عليها،أمس الأربعاء، أكثر من 120 شخصية، إن المرحلة الحالية “لا تشبه ما قبلها،وهي تملي عليكم قبل غيركم (قادة الفصائل) السعي لالتقاط الفرصة التاريخية، لاستحداث استدارة في مسارات تطور الأحداث”.
وشددت الرسالة على أن “الفرصة التاريخية الحالية لن تظل مفتوحة للأبد، فإما أن نلتقطها جميعا ونبني عليها، وإلا فإن جبهة أعداء شعبنا، الذين كشروا عن أنيابهم، لن يتوانوا عن بذل كل جهد لتحويلها إلى كارثة محدقة ونكبة جديدة”.
ودعا الموقعون على الرسالة قادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، إلى “المباشرة في تنحية خلافاتكم الجانبية، أياً كانت درجة جديتها، أو المسؤول عنها والمتسبب فيها، وترك التلاوم والاتهامات المتبادلة لزمنٍ آخر، والإقدام اليوم قبل الغد، نحو لملمة الصفوف وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي”.
وأضاف الموقعون “لقد كنّا نأمل أن يتم ذلك في اليوم الأول للحرب القذرة على شعبنا، وفي أبعد تقدير، في أسبوعها الأول، ولكننا قوم نؤمن بما قاله أسلافنا: أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تصل أبداً”.
ووضع الموقعين، الذين كان من بينهم 6 رؤساء حكومات سابقين من الأردن والعراق والمغرب واليمن، أمام قادة الفصائل الفلسطينية، ما وصفوه بأنه “معالم خريطة طريق لاستنقاذ فلسطين قضية ووطنا وشعبا ومقاومة”، مكوّنة من عشرة بنود.
وقالوا إن أولى بنود تلك الخارطة هو “المبادرة فوراً، ومن دون إبطاء، لبذل كل جهد متاح من أجل وقف هذا العدوان البربري على غزة… وتحميل كل من يقف عقبة، المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية المتأتية على استمرار آلة القتل والتدمير المنهجي المنظم، لقطاع غزة وأهله ومقاومته”.
ودعا الموقعون في ثاني بند من بنود خطتهم المقترحة، إلى “العمل من دون إبطاء على ترجمة قرار قمة الرياض العربية – الإسلامية (عقدت في الرياض يوم 11 نوفمبر 2023)، بكسر الحصار الجائر على قطاع غزة، وفتح معبر رفح من دون شروط… لإدخال كل ما يحتاجه أهل القطاع من ماء وغذاء ودواء وطاقة”.
وشددت الرسالة في ثالث بند من بنود “خريطة الطريق” على ضرورة أن يعمل قادة الفصائل الفلسطينية، لمنع “مؤامرة تهجير شعبنا… بدءا بغزة وليس انتهاء بالضفة الغربية… إن مواجهة هذه المؤامرة، هي أولوية لشعبنا وطلائعه، لا تعلوها أية أولوية أخرى، وتستوجب إعلان أعلى درجات الاستنفار وتعبئة الموارد” بحسب الرسالة.
أما رابع بند في خريطة الطريق، التي اقترحها الموقعون على قادة الفصائل الفلسطينية، هو ضرورة “إسناد المقاومة الفلسطينية وتمكينها من إتمام صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تنتهي بتبييض سجون الاحتلال النازي”.
ونبه الموقعون على الرسالة، قادة الفصائل، في خامس بند من بنود خارطتهم المقترحة إلى “الحذر لما يحاك لشعبنا من مؤامرات تخليق قيادة وإدارة مطواعتين… وربط القبول بهذه القيادة المُصنّعة في الخارج، بإدخال المساعدات الإنسانية، ولاحقاً للبدء في إعادة إعمار قطاع غزة، ولا يجوز بحال من الأحوال، أن تحجب الحاجة الملحة والراهنة ليد العون الدولية، رؤية المستقبل الأبعد لشعبنا وقضيته وحقوقه الوطنية”.
ودعا الموقعون في سادس بند من بنود خارطة الطريق التي قدموها، إلى “المبادرة من دون إبطاء، إلى تشكيل مرجعية وطنية فلسطينية شاملة، مؤقتة وانتقالية، تضم جميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية من دون استثناء، داخل الوطن المحتل والمحاصر وفي الشتات”.
وشددوا على أن يكون “من ضمنها، بل بصورة خاصة، حركتي فتح وحماس، تقوم على الشراكة التامة بين مكونات العمل الوطني الفلسطيني، من دون إقصاء أو تهميش أو استبعاد، وتتولى قيادة دفة الاتصالات والمفاوضات، في كل ما يتعلق بشأن غزة وشعبها ومقاومتها وفلسطين وقضيتها، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية”.
ورأت الشخصيات العربية والإسلامية والفلسطينية الموقعة على الرسالة، في البند السابع من بنود خارطة الطريق المقترحة أن يتم “تحرير السلطة (الفلسطينية) والمنظمة (التحرير)، من قيود (اتفاقات) أوسلو (الموقعة عام 1993 بين منظمة التحرير والاحتلال) الثقيلة، التي ركلها الاحتلال بأقدامه، وداستها جنازير الدبابات الإسرائيلية في غزة والضفة” على حد تعبير الموقعين.
وطالبوا بالتخلي عن استراتيجية “المفاوضات حياة”، واستبدالها باستراتيجية “المقاومة حياة”، فـ “المقاومة لا تتعارض مع المفاوضات، لكن المفاوضات تصبح بحثاً عبثياً عن الحقوق إن لم تسندها عناصر القوة والاقتدار، والعدو أثبت أنه لا يفهم سوى لغة القوة، والعالم لا يحترم إلا الأقوياء”.
ودعا الموقعون على الرسالة، قادة الفصائل الفلسطينية، في البند الثامن من خارطة الطريق إلى “المسارعة نحو تشكيل حكومة كفاءات تكنوقراط، من شخصيات وطنية، نظيفة اليد وعفيفة اللسان، ونقية السريرة، تسعى في توحيد مؤسسات السلطة، بعد تخليصها من أثقال أوسلو وأعباء التنسيق الأمني المجرم دولياً”.
وحدد البند التاسع من “خارطة الطريق” المقترحة، مهام حكومة التكنوقراط، وهي “إعادة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية، وإغاثة غزة وإعادة إعمارها، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة… من دون تعطيل أو تسويف، والأهم احترام نتائجها أيا كانت”.
وطالبت الشخصيات الموقعة على الرسالة، قادة الفصائل في عاشر بنود خارطة الطريق التي اقترحوها، أن يعملوا على حث القادة العرب والمسلمين والدول الصديقة، للمبادرة على تأمين شبكة أمان لشعب فلسطين… والمبادرة إلى الاعتراف بفصائلها… ومواجهة محاولات الشيطنة” و”الدعشنة” التي تشنها إسرائيل على حركتي حماس والجهاد الإسلامي بخاصة، وفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني بعامة.
وناشد الموقعون، قادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني “التقدم دون إبطاء، للتلاقي سريعاً، والعمل لإطلاق مبادرة توحيدية – إنقاذية، والسعي لتطوير شبكات أمان عربية وإقليمية ودولية للشعب والقضية والمقاومة، والتقدم بمشروع وطني فلسطيني جامع، لكسب الحرب أولاً، والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب تالياً”.
ووقع على الرسالة المذكورة، شخصيات قومية وإسلامية ورؤساء حكومات ووزراء سابقين، ومفكرون ونشطاء من الأردن، فلسطين، الكويت، البحرين، عمان، العراق، اليمن، قطر، مصر، لبنان، الجزائر، تونس، المغرب، السودان، وإيران.
يشار إلى أن الكاتب والمحلل السياسي الأردني، عريب الرنتاوي، قال في تدوينة على حسابه في منصة “إكس”، إنه عكف على صياغة تلك الرسالة “وحشد التأييد لها”، بهدف توفير شبكة أمان للمشروع الوطني وللمقاومة الفلسطينيين.