نساء جازان تنفرد بصناعة ”النيلة”
الأمة / لم يكن هناك زمنا محددا عرف فيه الإنسان عملية الصباغة غير أنه افتتن منذ نشأته بجمال الطبيعة فعمل على تقليدها وقام بتلوين جلود الحيوان والخامات التي كان يتخذ منها ملبسا وذلك بدلكها بالثمار الملونة، ثم اكتشف المواد الصبغية الموجودة في بعض النباتات مثل الجهرة والكركم وقشر البصل وهذه تعطي اللون الأصفر ومشتقاته، والنيلة تعطي اللون الأزرق وقشر الرمان وخشب البرازيل تعطي اللون الأحمر ومشتقاته.
وفي هذا السياق ،اشتهرت منطقة جازان ، بصناعة ” النيلة ” كمنتج اقتصادي يُباع ويُقايض به في الأسواق والمحال التجارية ، حيث يمنح صبغة طبيعية بلونه الأزرق الذي يُستخرج من بعض الأشجار المحلية المنتشرة في جبال فيفاء .
والنساء سواء في محافظة فيفاء والمحافظات الجبلية الأخرى بالمنطقة ، استخدمن قديمًا نوع من الأشجار المحلية التي تسمى محليًا ” الخَدِيش ” ، حيث يتم قطف أوراق تلك الأشجار ومن ثمّ تجفيفها ، ووضعها في عود منحوت من الخشب يُعرف محليًا ب ” اميْحَز ” ، ثم تبدأ الحرفيات بإضافة الماء الحار وهرسها وتقليبها بعصا خاصة لها رؤوس مدببة تم صنعها بطريقة هندسية لضمان إتقان العمل .
وتواصل الحرفيات عملهن بين هرس الأوراق وتقليبها لتكوين عجينة ناعمة جدًا ، ليتم وضعها في قطعة قماشٍ ، ويتم تعليقها ليتسرب الماء وتبقى العصارة وبعد أن تجف يتم تقسيمها إلى قطع صغيرة تكون جاهزة للتسويق .
وإلى جانب صناعة ” النيلة ” هناك الكثير من الألوان التي اشتهرت نساء فيفاء بصناعتها قديمًا ، حيث كانت الحرفيات يصنعن الصبغة ” الصفراء ” التي كانت تُصبغ بها ملابس الرجال خاصة ؛ بعد استخراجها من لحاء شجرة القَاع ، إلى جانب صناعة صبغة اللون ” البني ” بعد استخراجها من خشب السدر المسمى “سِلب ” لصباغة ملابس النساء قديمًا .