قال آندي هالدين كبير الاقتصاديين السابق في بنك إنجلترا لشبكة سكاي نيوز إن المملكة المتحدة البريطانية “تعاني من نقص الاستثمار” في بنيتها التحتية، وكانت الأزمة المحيطة بالعيوب الخرسانية في المدارس والمباني العامة “متوقعة”.
أخبر آندي هالدين مع صوفي ريدج الصحفية البريطانية في قناة «سكاي نيوز» الناطقة بالإنجليزية أن المدارس والمستشفيات والطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية الرقمية في جميع أنحاء المملكة المتحدة عانت جميعها من نقص الاستثمار.
وفي مقابلة حصرية مع ريدج، قال الخبير الاقتصادي: “إن حالتنا سيئة عندما يتعلق الأمر بالمبلغ الذي نوفره كدولة، وادخاره كأمة والمبلغ الذي نستثمره كأمة هذا هو السبب الرئيسي وراء رؤيتنا لهذه المشاكل.”
كان هالدين يتحدث إلى ريدج حيث أن المملكة المتحدة في قبضة أزمة تتعلق بسلامة المباني العامة واستخدام الخرسانة الخلوية المسلحة (RAAC)، والتي هي عرضة للانهيار بعد فترة من الزمن.
ونتيجة لذلك ، طُلب من أكثر من 100 مدرسة إغلاق مبانيها أو إغلاقها جزئيًا، مما أدى إلى تعطيل آلاف التلاميذ بينما يستعدون للعودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية.
وقد أثارت الأزمة لعبة إلقاء اللوم بين السياسيين، حيث انتقد حزب العمال المحافظين بسبب ما يعتقدون أنه 13 عامًا من نقص الاستثمار، في حين أعربت جيليان كيجان، وزيرة التعليم، عن إحباطها من قادة المدارس لعدم إعادة الاستبيانات لإبلاغ الوزراء حول ما إذا كان الأمر كذلك أم لا وإنهم متأثرون بهذه القضية.
كما أنها أعادت إشعال الجدل حول الإنفاق والاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة لإجراء انتخابات عامة في العام المقبل.
وقال هالدين، الذي استقال من البنك في سبتمبر 2021 ، إنه يريد رؤية المزيد من “الطموح” السياسي من كلا الحزبين الرئيسيين عندما يتعلق الأمر بالاستثمار.
اتخذ حزب العمال لهجة حذرة عندما يتعلق الأمر بالإنفاق في محاولة لطمأنة الناخبين بأنه يمكن الوثوق به في التعامل مع الاقتصاد لكن هالدين قال: “كان هناك نقص في الاستثمار في أصول شركة PLC البريطانية”.
وردا على سؤال عما إذا كانت الأزمة الملموسة “متوقعة”، قال: “أعتقد أنه كان من المتوقع أنه إذا كنت تعاني من نقص الاستثمار بشكل مستمر، فإن جودة رأس المال الذي يسمى أحيانا رأس المال فالأشياء التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية، والمدارس التي يذهب إليها أطفالنا إلى الطرق التي نسير عليها، والمستشفيات التي نزورها ما لم تستمر في الاستثمار في هذه الأشياء، فسيؤدي ذلك إلى تعثرك على المدى الطويل وتابع:”لقد استثمرنا القليل جدًا لفترة طويلة جدًا .”
ووجه هالدين تحديا لكلا الحزبين الرئيسيين قائلا “الآن هو وقت الاستثمار” لكن القواعد المالية الحالية “تعترض طريق ذلك”.
وأضاف”إنهم لا يدركون بشكل كاف الفرق بين إنفاق الأموال التي يتم دفعها اليوم وإنفاق الأموال التي يتم استثمارها للغد في المدارس والمستشفيات والطرق والسكك الحديدية والنطاق العريض”
وردا على سؤال حول ما إذا كان حزب العمال يفهم حجته أو ما إذا كان هو أيضا “حذرا للغاية”، قال السيد هالدين:“أعتقد أن كلا الجانبين، كما أقول، يمكنهما أن ينظرا من جديد إلى القواعد المالية التي التزما بها، لضمان قيامهما بهذه الاستثمارات في جميع الأشياء التي ناقشناها.
وأشار “إن قواعدنا الحالية تعمل بطريقة قصيرة المدى ونعلم أن ذلك يضر في النهاية بالنمو على المدى المتوسط
متسائلة:”هل أفضّل إذن المزيد من الطموح السياسي على الجانب الاستثماري، وعلى الجانب المالي؟ نعم، سأفعل ذلك. فأنا أعيش في الأمل بدلاً من التوقع، يا صوفي”.
وفي معرض رد فعلهم على المقابلة، اتفق كل من الضيوف نيك فيراري والنائب العمالي دون بتلر على أن المملكة المتحدة بحاجة إلى زيادة الاستثمار في بنيتها التحتية.
وقالت بتلر، النائب العمالي عن برنت سنترال، إن بريطانيا “تنهار” بينما أشار الصحفي والمذيع فيراري إلى المياه السامة وقوائم الانتظار في المستشفيات وأسعار الفائدة المرتفعة كأمثلة على البنية التحتية المتداعية بعد أزمة RAAC.
وقال فيراري إن هالدين كان “من الواضح أنه الرجل الذي يمكنه إنجاز شيء ما” وأعرب عن أسفه لأنه لم يتم تعيينه بدلاً من أندرو بيلي محافظاً لبنك إنجلترا، الذي يقول إنه فشل في إبقاء التضخم منخفضاً.
وقال فيراري: “لقد طلبت بصراحة من المستمعين الاتصال ببرنامجي وهم في البكاء لأنهم لا يستطيعون تسديد المبالغ”.
وأضافت السيدة بتلر: “كان من المعتاد أن يكون الناس على بعد أربعة شيكات من الراتب لكي يصبحوا بلا مأوى، والآن أصبح الأمر واحدًا فقط”.
