واشنطن بوست : انهيار نظام الأسد والهجمات الإسرائيلية يقضان مضاجع النظام الإيراني
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الموقع الضعيف المتزايد لطهران في المنطقة يعزز نشاط المعارضة ويدفع المتشددين إلى تأييد السعي للحصول على أسلحة نووية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته” جريدة الأمة الإليكترونية :”خلفت أسبوع من الضربات الجوية الإسرائيلية القاسية على سوريا بعد سقوط بشار الأسد آثارًا واسعة، حيث لم تقتصر على تدمير البنية العسكرية السورية، بل كشفت أيضًا عن طبقة أخرى من دفاعات إيران في المنطقة، مما ترك طهران مكشوفة أكثر من أي وقت مضى منذ عقود، بحسب الخبراء.
وأثارت هشاشة موقع إيران المتزايد قلق الحكومة، وأشعلت مخاوف من أن التصعيد المستمر مع إسرائيل قد يدخل قريبًا مرحلة أكثر خطورة. وأصبح المؤيدون المتشددون للنظام يتحدثون بشكل علني وبكثرة عن ضرورة اعتماد الردع النووي لإحباط أي هجوم إسرائيلي محتمل.
وفي الوقت نفسه، هناك أمل جديد بين المعارضة المحاصرة بأن تراجع القوة الإيرانية في الخارج قد يؤدي إلى تخفيف القبضة السلطوية داخليًا.
قال ناشط من شرق إيران، بشرط عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام: “أصابع الجمهورية الإسلامية تُقطع وتضعف تدريجيًا”.
وبعد الإطاحة بالأسد من قبل المتمردين الإسلاميين – والتي سبقتها مغادرة مفاجئة للمستشارين الإيرانيين وانسحاب القوات المتحالفة – استغلت إسرائيل الفراغ لشن هجمات مكثفة دمرت البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك الطائرات الحربية والمروحيات والمخازن البحرية.
وقد أعلنت إسرائيل أن هذه الضربات تهدف إلى منع وقوع المعدات العسكرية المتقدمة في أيدي الميليشيات، لكن المحللين أوضحوا أن الهدف كان أيضًا إضعاف إيران بشكل أكبر. فقد استغلت طهران نظام الأسد لتعزيز نفوذها الإقليمي وحماية طرقها البرية لإرسال الأسلحة إلى حزب الله في لبنان ووكلائها المسلحين في العراق.
من جانبه قال يورام شفايتزر، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، عن الحملة الجوية: “كان الأمر أشبه بعلاج جذري مؤلم. إيران كانت دائمًا جزءًا من الصورة”.
وكانت أنظمة الرادار السورية السابقة تُعتبر وسيلة تحذير مبكر لإيران في حال وقوع هجوم إسرائيلي، بينما كانت الدفاعات الجوية الروسية المتقدمة تمثل “عامل تقييد” لحركة إسرائيل في المنطقة، وفقًا لغريغوري برو، المحلل الإيراني في مجموعة أوراسيا.
وأضاف برو: “الآن أصبح الطريق مفتوحًا أمام إسرائيل نحو إيران، وسيبقى كذلك لسنوات قادمة على الأرجح. إعادة بناء المعدات المدمرة قد يستغرق سنوات”.
وفي مواجهة هذه الخسائر المتزايدة، بدأ السياسيون الإيرانيون يتحدثون علنًا عن احتمال تطوير أسلحة نووية كوسيلة ردع. في 8 ديسمبر، دعا النائب المتشدد أحمد نادري في منشور على منصة “إكس” إيران إلى اختبار “قنبلة نووية”.
فيما أشارت وكالة الاستخبارات الأمريكية في تقرير صدر هذا الشهر إلى هذا النقاش العلني في إيران، قائلة إنه يعكس “شعورًا بأن إيران بحاجة إلى تصحيح اختلال التوازن الاستراتيجي مع خصومها”.
ومنذ العام الماضي، زادت إيران من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويُقدّر أن إيران تحتاج إلى حوالي شهر واحد لتحويل هذا المخزون إلى وقود من الدرجة المستخدمة في الأسلحة.
وبدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد موجهًا حديثه إلى إيران وحزب الله: “سنواصل العمل ضدكم كلما اقتضت الضرورة، وفي أي ساحة وفي أي وقت”.
وفي إيران، يتابع الناشطون الأحداث عن كثب، على أمل أن تشجع التطورات في سوريا والمنطقة الحركات المعارضة ضد الحكومة.
قال الناشط من شرق إيران: “سقوط بشار الأسد لم يعزز فقط آمال المعارضة، بل رفع معنويات الأمة الإيرانية أيضًا”.
لكن وسط هذه الآمال الحذرة، حذر الناشط من أن الحكومة قد ترد على خسائرها الخارجية بتشديد قبضتها داخليًا، ربما باستخدام نفس الميليشيات التي انسحبت من سوريا.
وأضاف: “هذه الجماعات ارتكبت جرائم في سوريا مقابل مبالغ زهيدة من المال، والآن يمكن أن تمثل تهديدًا خطيرًا للإيرانيين”.