“وجهٌ في مرآةِ الموت”.. شعر: خالد الطبلاوي

على شجرةٍ علّقت صغيراً يحتضر؛ لتفرّ بالآخر من وجه الموت
==========================
روحٌ معلّقةٌ على شجرةْ
جفَّت لكفّ الموتِ منتظرةْ
نمْ هاهنا تحميك من بشرٍ
كَفٌّ أَبَت أن تقتفي أثرهْ
يأساً أشاحت عنه وانطلقَت
والنارُ في الأحشاءِ مُستعرةْ
في حضنِها طفلٌ تخوضُ بهِ
بحرَ المنايا تجتلي قدرَهْ
ترنو إلى شطّ الحياةِ عسَى
شهماً يمدّ الكفّ أو بصرَهْ
قد أشرَفت والموتُ منسكبٌ
فهو الوحيدُ يذيقها مَطرَهْ
قد أوشكَت ترمِي غلالتها
لم تستترْ فعظامها نخرةْ
هَـذِي أحنّ عليك فابق هُنا
طيفاً وقُل يا أمُّ يا شجرةْ
ما كان يدرِي عن فظائِعنا
فرعونُ لمّا قتَّلَ السحرةْ
فالموتُ جوعاً لا يضارعهُ
صلبٌ فكفُ الصلبِ مختصرةْ
من أنت ؟ أرواحٌ ممزقةٌ
والموتُ مضمونٌ لمن حضرهْ
سوداءُ يكفي لونها لترى
خذلانَ كل الناسِ والقترةْ
أحصرت ؟ هل للجوعِ مِن وطنٍ
إلاك يا صومالُ منتحرةْ ؟
والنصلُ موهوبٌ فما بخلوا
بالموتِ .. هُم في هذه مهرةْ
لو كان موسى بيننا حــيًّا
لأجابنا فلتذبحوا بقـــــرةْ
ولتضربوه ببعضِها كشفاً
عن بؤسهِ وعظائم الفجَرةْ
لا تخدع الأسماء مَن فقهوا
فالمقسطون قلوبُهم حذِرهْ
تستنشقين الموتَ في لهفٍ
يستنشقون خمورَها القذرةْ
لا ضير إن عانقته مزقاً
فالموتُ إكرامٌ لمن سترَهْ
يا مرحباً بالموتِ جاء بهِ
أهلٌ لكم قد أطلقوا شررَهْ
من تخمةٍ ثقلت بهم دهراً
قد أورثوك الجوعَ والغبرةْ
فلترفعي الكفّين شاكيةً
قوماً أذاقوا الذُلَّ محتضرةْ