وول ستريت جورنال: مصير غزة ومحادثات وقف إطلاق النار بأيدي نتنياهو والسنوار
قالت صحيغة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مصير الصفقة التي من شأنها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف الحرب في غزة هو الآن في أيدي زعيمين مستقبلهما على المحك في الحرب: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار.
ووفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية فقد شهد نتنياهو، الذي واجه انتقادات داخل إسرائيل بسبب الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية حول هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أثار الحرب، أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به تغرق ثم تستقر مع استمرار الصراع، على الرغم من الضغط الدولي الذي يتراكم عليه.
بل إنه أي نتنياهو قلق الآن بشأن إمكانية أن تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب مزعومة، وهي نتيجة رفضها باعتبارها اعتداء على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. إن وقف القتال يخاطر بالحساب السياسي الذي يمكن أن يدفعه في النهاية من السلطة.
أما السنوار وحسب تقرير الصحيفة الأميكية الذي ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية ، الذي تعتقد إسرائيل أنه يختبئ في أنفاق حماس في أعماق غزة، نجا حتى الآن من القصف الإسرائيلي العنيف ويعتقد أنه يستطيع الصمود حتى لو شنت إسرائيل هجومها المهدد على مدينة رفح، وفقا للمفاوضين العرب الذين يتعاملون معه والمحللين.
ولكت السنوار يوجه احتمالا كذلك بإمكانية توجيه الاتهام إليه أيضا من قبل المحكمة الجنائية الدولية. وهدفه النهائي هو تأمين إطلاق سراح المئات إن لم يكن الآلاف من السجناء الفلسطينيين في مقايضة الرهائن وتأمين صفقة لإنهاء الحرب بشكل نهائي لضمان بقاء حماس بل من المتوقع أن يرفض السنوار أي صفقة لا تتضمن طريقا موثوقا به لإنهاء الحرب.
فيما تشكل حسابات كلا الرجلين، المتشددين الذين تركت استراتيجيتهم الحربية مجالا ضئيلا للتوصل إلى حل وسط، تحديا لإدارة بايدن، التي كانت تعمل على إطلاق سراح الرهائن وتأمين وقف إطلاق النار.
بل يواجه الرئيس بايدن، الضغط داخل حزبه بسبب الموت والدمار في غزة، محاولة إعادة انتخاب ضيقة في نوفمبر وخلافا في حرم الجامعات الأمريكية حيث يحتج الطلاب على حرب إسرائيل في غزة.
بينما وصلت المفاوضات بشأن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار إلى نقطة حرجةإذ قالت الحكومة الإسرائيلية إنها تخطط للانتقال إلى رفح، وهي مدينة تقع على الطرف الجنوبي من قطاع غزة حيث يحتمي أكثر من مليون مدني فلسطيني.
وفي مدينة رفح يقر المعبر الحدودي مع مصر هو أيضا شريان حياة يجلب المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وكثير منهم على حافة المجاعة. يقول نتنياهو إن العملية ضرورية لتدمير القوات العسكرية المتبقية لحماس في المنطقة.
يأتي هذا في الوقت الذي يقول الوسطاء إن التعامل مع كل من نتنياهو والسنوار مهمة صعبة إذ يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي تمديد مسيرته التي استمرت لعقود كأحد أكثر القادة هيمنة في إسرائيل وهو شخصية استقطابية، نجت من الاحتجاجات على مستوى البلاد العام الماضي ضد محاولته التقليص من استقلال القضاء ويواجه محاكمة مستمرة بتهم الفساد التي ينفيها.
وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن غالبية الإسرائيليين يريدونه الاستقالة، لكنه يعتقد على الأرجح أن فرصه في البقاء السياسي قد تحسنت منذ الأيام الأولى للحرب، كما يقول المحللون.
“ولدي نتنياهو هدف واحد فقط وهو بقاؤه السياسي وهذا يملي كل شيء.” وقال ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي الكبير السابق، وهذا يعني أنه لن تكون هناك أي صفقة رهائن لوقف إطلاق النار إذا كان الأمر متروكا له”. “إنه في مأزق الآن.”
أما السنوار، الذي تعلم اللغة العبرية خلال عقدين من الزمن في السجن الإسرائيلي وتم إطلاق سراحه في تبادل سجناء سابق، فيقود حماس في غزة خلال فترة بنت فيها قواتها وعززت العلاقات مع إيران.
ومنذ شن هجوم 7 أكتوبر، بدا أنه أيضا يتحدى الصعاب، وصمد بينما شن الجيش الإسرائيلي الآلاف من المدفعية والغارات الجوية على غزة. على الرغم من أن قوات حماس قد تعرضت للضرب من قبل الهجوم الإسرائيلي، إلا أنه يعتقد على الأرجح أنه ومنظمته يمكن أن يصمدا لأشهر وحتى سنوات من الصراع، كما يقول المحللون.
وفي هذا السياق قال آرون ديفيد ميلر، زميل كبير في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: “الوقت والأنفاق والرهائن “يعطون” السنوار الشعور بأنه ليس عليه “القيام بصفقة””، في إشارة إلى الميزة العسكرية التي كانت شبكة الأنفاق الكبيرة تحت الأرض لحماس وقدرتها على محاربة التمرد.
قال نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إسرائيل ستطلق عملية رفح، التي تهدف إلى تدمير قوات حماس المتبقية هناك، سواء قبلت إسرائيل بوقف إطلاق النار أم لا.
من جانبهم قال المسئولون المصريون إنه في المحادثات في القاهرة، تراجع المفاوضون الإسرائيليون بهدوء أيضا عن تعهد بعقد محادثات حول وقف محتمل لإطلاق النار على المدى الطويل فيما رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.
قال نتنياهو، الذي يتعرض أيضا لضغوط من شركاء الائتلاف القومي المتطرف، إنه لن يقبل أي صفقة تنهي الحرب، بحجة أن الهدنة طويلة الأجل ستسمح لحماس بالبقاء.
بينما يقول مسئولو الاستخبارات الإسرائيليون والأمريكيون والمحللون العسكريون إن حركة حماس من المرجح أن تنجو من الحرب بغض النظر عما إذا كانت هذه العملية ويقصدون رفح ستحدث أم لا .
التصريحات المتشددة وفقا لوول ستريت جورنال القت بظلال خافتة في المفاوضات في القاهرة، حيث تواري بعض التفاؤل الذي نشأ الأسبوع الماضي بعد عودة مسئولي الاستخبارات المصرية من إسرائيل باقتراح جديد لوقف إطلاق النار بعد محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين.
وتدعو الصفقة المقترحة، على غرار المقترحات السابقة، إلى فترة أولية من الهدوء تصل إلى 40 يوما تطلق فيها حماس سراح ما يصل إلى 33 رهينة، مع احتمال التفاوض على وقف إطلاق النار على المدى الطويل.
من ناحية أخري حذرت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى إسرائيل من شن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح دون خطة موثوقة لحماية العديد من المدنيين الذين فروا إلى هناك خلال الحرب.
وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي زار إسرائيل يوم الأربعاء، أنه على حماس قبول صفقة وقف إطلاق النار المطروحة حاليا على الطاولة. وردا على سؤال حول تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بمهاجمة رفح بغض النظر عن ذلك، قال إن نتنياهو يمكنه التحدث عن نفسه.
قال للصحفيين في ميناء أشدود: “سيتعين على حماس إصدار أحكامها الخاصة”، حول التهديدات على رفح.
وبدوره قال ، أسامة حمدان، القيادي البارز في حماس الذي يتخذ من لبنان مقرا له ويعمل كمتحدث باسم الجماعة المسلحة، إن المفاوضات ستتوقف إذا هاجمت إسرائيل رفح: مشيرا إلي أنه “لا تتفاوض المقاومة تحت النار”.
فيما يواجه نتنياهو أيضا ضغوطا محلية للتوصل إلى اتفاق لتحرير بعض الرهائن ال 129 الذين تم أخذهم في 7 أكتوبر والذين لا يزالون في غزة. أصبحت الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة أكثر غضبا حيث أصبحت العائلات أكثر يأسا مع عائلات الرهائن التي تغلق طريقا سريعا رئيسيا في تل أبيب صباح الخميس مطالبة بتحرير أقاربهم.