انفرادات وترجمات

وول ستريت جورنال : هذا دور روسيا في تعزيز ترسانة صواريخ حزب الله

 

شاهد|| صواريخ المقاومة تضرب تل أبيب

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجيش الإسرائيلي أكد أن بعض الأسلحة في لبنان، التي تشمل صواريخ مضادة للدروع حديثة، جاءت من مخازن روسية في سوريا المجاورة

واوضحت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية :بينما كان القادة العسكريون الإسرائيليون يدركون أن حزب الله يمتلك بعض الأسلحة الروسية الصنع، فإن عدم قدرتهم على الوصول إلى أجزاء من جنوب لبنان منذ الحرب مع حزب الله عام 2006 جعل من الصعب معرفة الحجم الكامل لقدرات الجماعة المسلحة. الأسلحة الروسية التي كان معروفاً أن حزب الله يمتلكها كانت أقل تطوراً، وبعضها يعود إلى الحقبة السوفيتية.

واستدركت الصحيفة قائلة :لكن الأسلحة التي تكتشفها إسرائيل الآن أكثر حداثة وتطوراً، وهي متوفرة بأعداد أكبر مما كان متوقعاً من قبل المحللين العسكريين.

وقد عززت هذه الأسلحة بشكل كبير قدرة حزب الله على الرد بعد الضربات الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة كبار قادته، حسبما أفادوا.

وتعد الأسلحة المضادة للدروع مثل صواريخ “كورنيت” من بين أكثر الأسلحة فعالية في ترسانة حزب الله، وقد تم استخدامها لقتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.

الاكتشافات المتعلقة بالأسلحة زادت من مخاوف إسرائيل من احتمال تعميق روسيا لعلاقاتها مع حزب الله، رغم تأكيدات موسكو المستمرة بأنها لا تنحاز لأي طرف في النزاعات بين إسرائيل وجيرانها.

وقال أركادي ميلمان، السفير الإسرائيلي السابق في روسيا: “إسرائيل بحاجة إلى أن تكون أكثر حزماً في الدفاع عن مصالحها. يجب علينا أن نشرح ونوضح للروس أننا لن نقبل بأي دعم لحزب الله وإيران يمكن أن يضر بالإسرائيليين.” ميلمان هو الآن باحث بارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.

فيما تسعي إسرائيل لدور روسي للحد من تسليح حزب الله حيث سلط وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الضوء على نفوذ روسيا على حزب الله، حيث قال مؤخراً إن إسرائيل تأمل أن تساعد روسيا في تنفيذ أي اتفاق لنزع سلاح حزب الله، عبر منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.

وأضاف: “المبدأ القائل بأن حزب الله لن يتمكن من إعادة تسليح نفسه أو الحصول على أنظمة أسلحة جديدة أو إدخالها إلى لبنان، لتجديد التهديد بنفس المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، هو أمر حيوي لنجاح أي ترتيب في لبنان.”

وأكد ساعر: “الروس موجودون في سوريا. إذا وافقوا على هذا المبدأ، يمكنهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف بشكل فعال.”

وقد سعت إسرائيل منذ فترة طويلة للحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، جزئياً لتجنب الصراع في سوريا، حيث تحتفظ روسيا بوجود عسكري وتنفذ إسرائيل ضربات عسكرية تهدف إلى وقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله.

لكن موقف روسيا في المنطقة تغير منذ بدء الحرب الروسية مع أوكرانيا عام 2022، حيث أصبحت موسكو تسعى بشكل أكثر عدوانية لتحدي الولايات المتحدة وحلفائها في أي مكان ممكن، حسبما أفاد المحللون.

من جهتها قدمت روسيا بيانات استهداف للمتمردين الحوثيين في اليمن أثناء هجماتهم على السفن الغربية في البحر الأحمر في وقت سابق من هذا العام، وفقاً لما أفادت به صحيفة وول ستريت جورنال. كما أنها تفكر في تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن مجموعة “فاجنر” الروسية خططت لتزويد حزب الله بنظام دفاع جوي، رغم أنه من غير الواضح إذا ما تم تسليم هذا النظام أم لا.

يأتي هذا في الوقت الذي تعززت علاقة روسيا مع إيران، حيث قدمت إيران لموسكو طائرات مسيرة وصواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.

وأكد مسؤول أمني إسرائيلي أن نفس الطائرات المسيرة التي تستخدم ضد أوكرانيا تُستخدم الآن من قبل حزب الله ضد إسرائيل بنتائج مدمرة.

وقد ازداد تورط روسيا مع سوريا منذ بدء الحرب الأهلية السورية عام 2011، حيث تدخلت روسيا عسكرياً لدعم الرئيس بشار الأسد. أرسلت روسيا أسلحة كانت مخزنة لدى القوات السورية واحتفظت بمستودعاتها الخاصة في البلاد.

منذ عام 2015، بدأ الروس يقاتلون على الأرض في سوريا جنباً إلى جنب مع جنود حزب الله الذين جاءوا أيضاً لدعم الأسدبشكل ادي لثوثيق  العلاقات  بين الطرفين، مما جعل من السهل على حزب الله الاعتماد على المخزونات الروسية في سوريا عند الحاجة، خاصة الصواريخ المضادة للدروع والطائرات والسفن، وفقاً لمسؤولين أمنيين سوريين وعرب.

ولم تتمكن الصحيفة من تحديد عدد المرات التي حصل فيها حزب الله على الأسلحة بهذه الطريقة. تقليديًا، تأتي نسبة كبيرة من أسلحة حزب الله من إيران، التي تعتبر داعمه الرئيسي، وكانت معظمها أسلحة إيرانية الصنع.

في جولة قامت بها مراسلة للصحيفة داخل مختبر التفكيك الوطني للذخائر في إسرائيل، حيث يتم فحص المواد التي تم ضبطها من جنوب لبنان، تم عرض بعض الأسلحة الروسية.

بالإضافة إلى صواريخ كورنيت الروسية، تضمنت الأسلحة أنظمة صواريخ موجهة مضادة للدروع، مثل “ميتيس”، و”كونكورس”، و”فاغوت”، و”ساجر”. تم العثور على جميع هذه الأسلحة على بعد أقل من كيلومتر واحد داخل جنوب لبنان، سواء فوق الأرض أو في مخابئ تحت الأرض تابعة لحزب الله، وفقًا لما ذكره ضابط إسرائيلي برتبة رائد يرأس مختبر التفكيك.

من جانبه أكد الضابط الإسرائيلي أن حوالي 60% إلى 70% من الأسلحة التي تم ضبطها في الأيام الأولى من الغزو الإسرائيلي كانت روسية. ومنذ ذلك الحين، قال جنود احتياط تحدثوا للصحيفة إنهم ما زالوا يعثرون على العديد من الأسلحة الروسية داخل لبنان.

وأضاف الرائد أنه غير متأكد من كيفية حصول حزب الله على هذه الأسلحة أو كيفية تلقيه التدريب عليها.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى