الأمة الثقافية

“وَإِنّي لأُعطِي المالَ مَن لَيسَ سائِلاً”.. شعر الصحابي: “النعمان بن بشير”

وَإِنّي لأُعطِي المالَ مَن لَيسَ سائِلاً

وَأُدرِكُ لِلمولى المَعانِدِ بِالظُلمِ

وَإِني مَتى ما يَلقَني صارِماً لَهُ

فَما بَينَنا عِندَ الشَدائِدِ مِن صَرمِ

فَلا تَعدُدِ المَولى شَريكَكَ في الغِنى

وَلَكِنَّما المَولى شَريكُكَ في العُدمِ

إِذا مَتَّ ذو القُربى إِلَيكَ بِرَحمِهِ

وَغَشَّكَ وَاِستَغنى فَلَيسَ بِذي رُحمِ

وَلَكِنَّ ذا القُربى الَّذي يَستَخِفُّهُ

أَذاكَ وَمن يَرمي العَدُوَّ الَّذي تَرمي

————————————

النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي (رضي الله عنه)

يكنى أبو عبد الله، أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرًا فأتت به أمه عمرة بنت رواحة (أخت الصحابي عبد الله بن رواحة) تحمله إلى النبي (ﷺ) فبشرها بأنه سيعيش حميدًا ويُقتل شهيدًا ويدخل الجنة.

تمتع بمنزلة كبيرة بين الصحابة فكان معاوية يقول يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه.

من مواقفه مع التابعين

قيل إن أعشى همدان قدم على النعمان بن بشير وهو على حمص وهو مريض فقال له النعمان ما أقدمك قال لتصلني وتحفظ قرابتي وتقضي ديني فقال والله ما عندي ولكني سائلهم لك شيئا ثم قام فصعد المنبر ثم قال يا أهل حمص إن هذا ابن عمكم من العراق وهو مسترشدكم شيئا فما ترون فقالوا احتكم في أموالنا فأبى عليهم فقالوا قد حكمنا من أموالنا كل رجل دينارين وكانوا في الديوان عشرين ألف رجل فعجلها له النعمان من بيت المال أربعين ألف دينار فلما خرجت أعطياتهم أسقط من عطاء كل رجل منهم دينارين.

وقال أبو مخنف (وهو متهم بأنه شيعي لذا يوثقه الشيعة ولكنه متهم بالكذب عند بعض السنة) بعث يزيد بن معاوية إلى النعمان بن بشير الأنصاري فقال له ائت الناس وقومك فافثأهم عما يريدون فإنهم إن لم ينهضوا في هذا الأمر لم يجترئ الناس على خلافي وبها من عشيرتي من لا أحب أن ينهض في هذه الفتنة فيهلك.

فأقبل النعمان بن بشير فأتى قومه ودعا الناس إليه عامة، وأمرهم بالطاعة ولزوم الجماعة وخوفهم الفتنة، وقال لهم إنه لا طاقة لكم بأهل الشام، فقال عبد الله بن مطيع العدوي ما يحملك يا نعمان على تفريق جماعتنا وفساد ما أصلح الله من أمرنا، فقال النعمان أما والله لكأني بك لو قد نزلت تلك التي تدعو إليها وقامت الرجال على الركب تضرب مفارق القوم وجباههم بالسيوف ودارت رحا الموت بين الفريقين قد هربت على بغلتك تضرب جنبيها إلى مكة وقد خلفت هؤلاء المساكين (يعني الأنصار) يقتلون في سككهم ومساجدهم وعلى أبواب دورهم فعصاه الناس

مقتله

بعد وفاة يزيد بن معاوية بايع النعمان لإبن الزبير فتنكر له أهل حمص، فخرج هاربًا فتبعه خالد بن خلي الكلاعي فقتله سنة خمس وستين للهجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى