يا قادة حماس والإخوان الراشدين اضبطوا عبيدكم والمسعورين في التنظيم!
ذب الغيبة عن المسلم واجب شرعي وأخلاقي

مضر أبو الهيجاء
لم تجرؤ أكبر قيادات حركة حماس -العلمية والدعوية والجهادية- في تاريخها على الصدع بالحق في توصيف الظلمة والفجرة والمستكبرين من حكام العرب والمسلمين، بل تلوثت معظم قياداتها وتألق بعضها بمدح رموز الكفر والقتل والاغتصاب وحرق مساجد المسلمين.. ورغم هذا الموقف المتردي واللاشرعي واللاأخلاقي لم يمس أحد من شخوصها الأحياء والميتين.
فلماذا ينبري اليوم المسعورون من عبيد التنظيم، عليمي اللسان وعديمي الوجدان بالنيل من شخص عالم غزة وفقيهها الشيخ سلمان الداية -والذي لا يضاهيه بعلمه أو خلقه أو نظافة يده أحد في حركة حماس ولا نزكي على الله أحدا- لمجرد أنه ذهب مذهبا مخالفا لما ذهبت إليه قيادة حماس دون هدى ولا علم مبين، خلافا للشيخ الذي بنى مذهبه في واقعة الطوفان بناء على أصول شرعية ووقائع موضوعية وأقوال فقهيه وأفهام الصحابة المعدلين؟
اتقوا الله يا قيادة حماس، فعبيدكم قد جاوزوا الحدود في النيل من كرامة العلماء، واعلموا أن لحم العلماء مر، وأن كرامة ورثة الأنبياء -في بيان الحق- مصانة بين من يرجون وجه الله، ولا يسعون لتحقيق مكاسب حزبية تنظيمية دنيوية.
العودة لنظام بشار الأسد
لقد أتخذتم قراركم بالأغلبية للعودة لنظام بشار الأسد قبل فراره، وذلك في الوقت الذي كان يحرق فيه أطفال المسلمين ويغتصب نساءهم ويعدم مجاهديهم، ولم ترعوا خلقا ولا دين، ورغم أنكم ضربتم بعرض الحائط كل نصح العلماء وفتاويهم الواضحة في التحريم والتجريم، فما كنا لكم إلا ناصحين غيورين، ولم يتجرأ على شتمكم أحد حتى من المكلومين المعذورين.
وعندما بصق عليكم بشار الأسد، بعد أن ذهبت قيادتكم لقصره وكنتم أذلاء خاضعين مهانين، أدمنا لكم النصح ولعنا بشار الأسد، رغم أنكم تجاوزتم وقفزتم وخذلتم ثورة إخوانكم المسلمين في أرض الشام المباركة والتي راح ضحيتها مليوني من أحفاد الصحابة كانوا لشعار الإسلام رافعين وماتوا عنه مدافعين ودونه غير متنازلين.
فبالله عليكم إن لم تكونوا أسودا أمام رموز الكفر والباطل والقتل والمستبدين من طواغيت العرب والمسلمين، فلا تطلقوا بعض عبيدكم على من خالف مذهبكم وطريقتكم في إدارة شؤون المسلمين.
ومن نكد الدنيا وغربة الحق في هذا الزمان أن يسب أو يهان عالم غزة وفقيهها بين المجاهدين وطلابه الأوفياء الصادقين، فيما بعض قادتكم يهبون النصر في معركة الطوفان لرموز القتلة والمستبدين، بعد أن قتلوا إخوانكم ومن ناصروكم في مصر وانقلبوا على من دفع حياته ثمنا لنصرتكم، فيما القادة الآخرون باتوا يغازلون -بذل ودونية وخنوع- محمد دحلان لعلهم يجدون عنده موطئا لهم بعد أن تسببوا بنحر المسلمين.
أعود فأجدد النداء للعلماء والدعاة والمجاهدين الصادقين، وكذلك للمصلحين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. وأقول كفوا أفواه وألسنة عبيد التنظيم المسعورين في حركة حماس، والذين باتوا ينالون من شخص عالم وفقيه في غزة لا يضاهيه أحد في إخوان فلسطين.
إن موقفكم اليوم تجاه الشيخ الفقيه سلمان الداية في ذب الأذى عنه واجب شرعي وأخلاقي، ولئلا تذوقوه غدا من أحرار الأمة والموحدين وليس من الصغار المسعورين عبيد الحركة والتنظيم.
فهل يستوي الذين يعلمون مع الذين باتوا من أخلاق المسلمين والدعاة والمجاهدين خالين؟