مقالات

يسري الخطيب يكتب: الحياد في الحق خيانة

1- يقول الدكتور يوسف القرضاوي (رحمه الله):

(مِن الخيانةِ لأمتِنا اليوم أن نغرقها في بحرٍ من الجدل حول مسائلٍ في فروع الفقه، أو على هامشِ العقيدة، في حين ننسى مشكلات الأمة، ومآسيها، ومصائبها)

2- ولذا فأنا ضد الكتابات، والتعليقات التي تركت قضية غزة وما يحدث فيها، وتحوّلَت للهجوم على الصوفيين، والجماعات الصوفية.

3- ما رأيته أمس من مئات التعليقات على موضوع لأحد الكتّاب يتكلم عن شماتة الصوفيين في شهداء غزة، غير حقيقي، فالصوفيون البسطاء لا علاقة لهم بألاعيب كبارهم، وأحقادهم المريضة على كل فصائل أهل السُّنّة،،

فلن تجد منشورا لأحدهم يترحّم على موتى غزة، أو يظهر تعاطفا ولو بالكذب على صفحته بالفيسبوك، فهؤلاء مرضى،، وعلاجهم في كتب الإمام ابن تيمية الذي يكفّرونه.

 4- لماذا لم يتحدث الكاتب عن الناصريين والعلمانيين، وهُم يظهرون شماتتهم بكل وقاحة في موتى غزة، ويعلنون ذلك،

ولماذا صبّ غضبه على الصوفيين؟

ربما لأن الصوفيين فصيل إسلامي معتدل، ولم نكن ننتظر منهم ذلك.. أما فصائل الناصريين والعلمانيين فهذا دَيْدَنهم، ولو كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيًّا بيننا الآن لكفّروه، وحاربوه، ووصموه بالإرهاب، وإثارة الفتن..

5- بعض التعليقات البغيضة تطاولت على محافظات مصرية: قنا وأسوان والأقصر، واتَّهَمَت تلك المحافظات بالانبطاح الصوفي، وإنها معقل الصوفية الداعمة للسلاطين دائما، وتلك واللهِ وقاحة،، فهؤلاء يريدون قذفنا في معارك قبَليّة منتنة، وخبيثة، لإلهاء الناس وسحبهم بعيدا عن الواقع، وما يحدث في فلسطين، فأنا أعرف كثيرين من تلك المحافظات يحترقون لما يحدث في غزة، وفلسطين،، ولا علاقة لهم بالانبطاح الصوفي، أو غيره، فهم يعبدون الله حق عبادته، ولا ينتمون لأي فصيل ديني أو سياسي.

6- أنا لا أضع الصوفيين في سلة واحدة، فمنهم من يكره الصهاينة ودولة الشيطان أكثر من حماس نفسها،،

لكن الغالبية الآن (عاملة من بنها) ويقفون على الحياد،،

والحياد الآن خيانة.

7- الكاتب الذي يجرّ الناس الآن لمشاكل فرعية وحروب أيديولوجية؛ خائن لله ورسوله وأمته.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى