خلال أعمال الصيانة الأخيرة في منارة كورسوال بـ أسكتلندا، اكتشف المهندسون مفاجأة مذهلة: زجاجة مخبّأة داخل جدار المنارة، تحمل رسالة عمرها 132 عامًا. الرسالة، التي كُتبت بتاريخ 4 سبتمبر 1892م، كانت من توقيع مجموعة من العمال الذين قاموا بتركيب عدسة وفانوس جديدين في ذلك الوقت.
تضمنت الرسالة أسماء الفريق الذي شارك في المشروع، بما في ذلك المهندسين والحرفيين والعمال مثل جيمس ويلز المهندس، وجون ويستوود الحرفي، وديفيد سكوت العامل. بعد إتمام مهمتهم، أغلقوا الرسالة داخل الزجاجة ووضعوها في الجدار، تاركين وراءهم أثرًا من حياتهم اليومية وطموحاتهم المهنية، وكأنهم يخاطبون المستقبل.
على مدار أكثر من قرن، بقيت هذه الزجاجة طي النسيان، حتى أظهرتها أعمال الإصلاح الأخيرة. ولعل أكثر ما أثار دهشة المهندسين هو أن الرسالة كانت تشير إلى نفس العدسة التي كانوا يعملون على إصلاحها. وصف باري ميلر، حارس المنارة، هذا الحدث بأنه “رسالة مباشرة من الماضي”، تربط بين جهود العمال القدامى والحاليين بطريقة مؤثرة ومليئة بالرمزية.
هذا الاكتشاف ليس مجرد قطعة أثرية، بل هو نافذة إلى حياة أناس عاشوا قبل أكثر من قرن، وتركوا بصمة تشهد على تفانيهم وإبداعهم. يعكس هذا الحدث أيضًا كيف يمكن للأشياء البسيطة، مثل زجاجة ورسالة، أن تحمل قصصًا عميقة تمتد عبر الزمن، وتُذكّرنا بقيمة التراث الذي يربط بين الأجيال.
