الأمة : أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية”اوتشا ” تقريرا حول آخر مستجدات الوضع في غزة جاء فيه :
يتعرّض آلاف الأشخاص للنزوح القصري بشكل متكرر بسبب تواصل إصدار أوامر الإخلاء وتصاعد الأعمال القتالية يدعو وزراء الصحة في الإقليم إلى تهيئة «بيئة آمنة ومواتية» للحد من تفشي فيروس شلل الأطفال في غزة، حيث سترسل منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون جرعة لقاح إلى القطاع.
يواجه سكان مدينة غزة نقصًا شبه تام في الفواكه والخضروات الطازجة، وفقًا لتقييم سريع أجرته اليونيسف بشأن الأسواق.ويكشف التقرير عن التقييم الجديد الذي أجرته مجموعة التعليم أن ما يقرب من 85 بالمئة من المباني المدرسية في غزة تعرّضت للقصف المباشر أو لحقت بها الأضرار.
المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية :
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وما زالت التقارير تفيد بتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف.
شدّد نائب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، السيد مهند هادي، في إحاطة قدمها لمجلس الأمن بشأن الحالة الإنسانية في غزة في 26 تموز/يوليو،
وتفيد التقارير بأن «الإجراءات الحالية المتبعة في إيصال إرساليات المعونة والوقود من المعابر إلى الناس المحتاجين مرهقة وخطيرة ومكلفة”.
كما أشار إلى أن المخاطر التي تواجه العاملين في المجال الإنساني في غزة «غير مقبولة،» وأكد من جديد دعوة الأمم المتحدة إلى جملة أمور من بينها حماية المدنيين، وفتح جميع المعابر (بما في ذلك معبر رفح) وجميع الحواجز داخل غزة في الوقت نفسه، والسماح لشاحنات المعونات بالتوجه مباشرة من مصر والأردن إلى الوجهات الإنسانية داخل غزة.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 188 فلسطينيًا وأُصيب 520 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 25 و29 تموز/يوليو. وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و29 تموز/يوليو 2024، قُتل ما لا يقل عن 39,363 فلسطينيًا وأُصيب 90,923 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وأفادت وسائل الإعلام نقلاً عن الدفاع المدني الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي قصف مدرسة خديجة للبنات في دير البلح في 27 تموز/يوليو، والتي كانت تؤوي ما يزيد عن 4,000 نازح، وكانت تضم وحدة طبية ميدانية تابعة لمستشفى الأقصى الذي يقع على مقربة منها. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 100 آخرين وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
النساء والأطفال اكثر ضحايا القصف الإسرائيلي
كما أشار المكتب الإعلامي الحكومي في بيان لاحق أوردته الوسائل الإعلامية إلى أنه كان من بين القتلى 15 طفلاً على الأقل وثماني نساء. ونُقل معظم المصابين إلى مستشفى الأقصى، الذي أُجبر على التعامل مع تدفق أعداد كبيرة من الإصابات نتيجة لذلك.
وفي الفترة الممتدة ما بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و22 تموز/يوليو 2024، سجلّت منظمة الصحة العالمية ما لا يقل عن 492 هجومًا على المنشآت الصحية في شتّى أرجاء القطاع، مما ألحق الأضرار بـ109 منشآت صحية، بما فيها 32 مستشفى و114 سيارة إسعاف.
وكانت الأحداث التالية من بين الأحداث الدامية الأخرى التي نقلتها التقارير بين يومي 25 و27 تموز/يوليو :
– عند نحو الساعة 13:15 من يوم 25 تموز/يوليو، أشارت التقارير إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين عندما قُصفت منطقة بالقرب من مستشفى غزة الأوروبي جنوب شرق خانيونس.
عند نحو الساعة 13:35 من يوم 25 تموز/يوليو، أفادت التقارير بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة عدة أشخاص آخرين عندما قُصف موقع في منطقة التحلية في معان شرق خانيونس.
عند نحو الساعة 16:55 من يوم 27 تموز/يوليو، قُتل أربعة فلسطينيين عندما قُصفت مجموعة من الفلسطينيين في شارع البركة بمدينة دير البلح.
وتشير تقديرات الشركاء في المجال الإنساني الذين يتتبعون تنقّل السكان في غزة إلى أن التوجيهات الجديدة التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية في يومي 27 و28 تموز/يوليو أثّرت على مناطق في محافظات رفح وخانيونس ودير البلح، حيث كان ما يقدر بـنحو 56,000 شخص يلتمسون المأوى فيها.
ووفقًا للفريق العامل المعني بإدارة المواقع، يقدر بأن هذه المناطق تضم عشرات المواقع للنازحين، منها مراكز جماعية (تابعة للأونروا وغير تابعة لها) ومواقع مؤقتة ومواقع متفرقة، فضلاً عن منشآت تعليمية ومنشآت للمياه والصرف الصحي ونقاط طبية.
لا يزال عشرات الآلاف من الناس يتعرّضون لموجات جديدة من النزوح في شتّى أرجاء غزة بسبب أوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي وتصاعد الأعمال القتالية.
ويقدّر الفريق العامل المعني بإدارة المواقع بأن أكثر من 200,000 شخص نزحوا بين يومي 22 و27 تموز/يوليو، من بينهم 9,000 شخص وصلوا إلى منطقة المواصي في 27 تموز/يوليو.
وفي أعقاب أمر الإخلاء الذي صُدر في 27 تموز/يوليو، صرّحت وزارة الصحة في غزة أنه لم يعد بالإمكان إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس، وأضافت أن أربعة مراكز للرعاية الصحية الأولية وعدة نقاط طبية ميدانية باتت خارج الخدمة.
الأونروا : أهالي غزة يواجهون ظروفا مروعة
وأشارت الأونروا في وصفها للظروف المروّعة التي يواجهها الناس في جميع أنحاء غزة إلى أنه قد «نال الإرهاق من سكان غزة. فهم يُجبرون على الفرار كل يوم تقريبًا من مراكز إيوائهم المؤقتة دون وجود أي مكان آمن يمكنهم التوجه إليه، وغالبًا ما يكون الوقت المتاح لهم قليلاً جدًا.»
لا تزال الأمراض السارية والالتهابات الجلدية تتفشى في جميع أنحاء قطاع غزة في ظل محدودية إمكانية الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي، حسبما أشارت إليه كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف والأونروا هذا الأسبوع.
وبالمثل، حذّر الدفاع المدني الفلسطيني من أن اكتظاظ النازحين في المناطق التي تفتقر إلى المياه والنظافة ونظام الصرف الصحي قد أدى بالفعل إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك الأمراض الجلدية في أوساط الأطفال.
وفي حين أن ترصد المرض بدقة وفي الوقت المطلوب أمر مستحيل في ظل الظروف الراهنة، سجّلت منظمة الصحة العالمية نحو مليون حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة و577,000 حالة إسهال مائي حاد و107,000 حالة من متلازمة اليرقان الحاد.
و12,000 حالة من الإسهال الدموي، فضلاً عن مئات الحالات المشتبه بإصابتها بالنكاف والتهاب السحايا حتى 7 تموز/يوليو. كما سُجلت 103,385 حالة من الجرب والقمل و65,368 حالة من الطفح الجلدي وأكثر من 11,000 حالة من جدري الماء حتى 30 حزيران/يونيو.
لا تزال الجهود تُبذل لتفادي انتشار فيروس شلل الأطفال بعد اكتشاف ست سلالات من فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في عينات بيئية أُخذت من دير البلح وخانيونس في أواخر شهر حزيران/يونيو.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المنظمة سترسل أكثر من مليون جرعة لقاح ضد شلل الأطفال إلى غزة.
في 25 تموز/يوليو، عقدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الاجتماع الحادي عشر للجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته،
حيث اجتمع وزراء الصحة من جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، واليونيسف، والشركاء في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، لمناقشة الإجراءات الحاسمة للحد من تفشي الفيروس في غزة.
يكشف تقييم جديد أعدته مجموعة التعليم، بناءً على صور الأقمار الصناعية التي جُمعت في 6 تموز/يوليو، أن ما يقرب من 85 بالمئة من المباني المدرسية في قطاع غزة (477 من أصل 564 بناية) تعرّضت للقصف المباشر أو لحقت بها الأضراربين يومي 19 و25 تموز/يوليو،