- تمديد الهدنة معتمد على عدد الأسرى الإسرائيليين في بيوت الفلسطينيين
- رغما عن الاحتلال سيكون هناك عودة للنازحين إلى غزة
- هدف الاحتلال لم يتحقق طوال 50 يومًا من الحرب
- حماس لن توافق على عودة السلطة لقطاع غزة
- حرب غزة تدفع بقوة نحو طرح حل الدولتين
يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، أن عودة النازحين إلى منازلهم المدمرة في قطاع غزة فور إعلان الهدنة ورغم عدم انتهاء الحرب، بمثابة دليل على تمسك الفلسطينيين بأرضهم مؤكدا أن الاحتلال لن يستطيع منع سكان غزة من تعمير ديارهم مرة أخرى، ويقول الدكتور أيمن الرقب في تصريحات خاصة لـ جريدة الأمة إن حركة حماس، لن تقبل بعودة السلطة لتسلم قطاع غزة، وأن مبدأ حل الدولتين سيحظى مجددا باهتمام عربي ودولي.
البعض يرى نتائج الصفقة بين الاحتلال وحماس ضعيفة مقارنة بالدمار الذي لحق في غزة وعدد الشهداء وعدد الأسرى الجدد منذ طوفان الاقصى، ما تعليقكم؟
بغض النظر عن كل ما يقال، فإن الصفقة هي بدايات لإنهاء الاحتلال في قطاع غزة، ولا نستطيع أن نقول أن هذه الصفقة ستنهيه، لكن وبالنظر إلى الهدف الذي وضعه الاحتلال وهو القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، نجد أنه وبعد أكثر من 50 يومًا من الحرب هدفهم لم يتحقق، أما هدف الهدنة وفق ما يمكن أن نطلق عليه نحن السياسيون فهو تهدئة وتبريد جبهات الحرب، ولا نقارن بين بين حجم التهدئات والهدنة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، والاحتلال أصر على جعل الهدنة ثلاثة أيام فيما كان المفاوض الفلسطيني يصر على خمسة أيام، وكان الحل الوسط جعلها أربعة أيام، وحاول المفاوض الفلسطيني قدر المستطاع بالتعاون مع المفاوض المصري والقطري تحسين هذه الشروط، ونعتبرها بداية تسمح للشعب الفلسطيني بالتقاط أنفاسه بعد 48 يومًا من الحرب، وللأسف سنكتشف بعد أن تنتهي هذه التهدئة أن عدد الشهداء يتجاوز 20 ألف، والاحتلال يهدد باستمرار الحرب ولن يوقفها، وهذه التهدئة والتي قد يتبعها تهدئة أخرى هي مؤقتة، والسماح بدخول شاحنات الوقود إضافة غاز الطهي وحوالي 200 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة مهم جدا للتخفيف من المعاناة، لكن طبعا لا ينهي الأزمة.
هل تتوقعون تمديدا لهدنة وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
الحديث عن تمديد الهدنة، مرتبط بزيادة عدد الأسرى -الإسرائيليين- المدنيين لدى المقاومة، والاحتلال يتحدث عن 78 طفل وامرأة، لكن العدد قد يصل إلى 100، وكما نعلم الصفقة تنص على الإفراج عن 13 مدنيًا كل يوم تقريبا مقابل 150 فلسطينيا، وبحسب الاتفاق الذي شاركت فيه مصر وقطر، بعد هذه الصفقة كلما كان هناك إطلاق سراح لـ 10 مدنيين إسرائيليين سيكون هناك تمديد لوقف إطلاق النار لمدة يوم، لكن حتى هذه اللحظة المقاومة تحاول أن تجمع أكبر عدد من المدنيين الإسرائيليين خاصة أن الأسرى ليسوا فقط لدى حماس وإنما هناك أسرى لدى فصائل المقاومة ومواطنين عاديين أيضا، وهذا قد يدفع باتجاه تمديد الهدنة.
برأيك، هل توافق حركة حماس على منح السلطة الفلسطينية، إدارة قطاع غزة؟
أعتقد أن موقف السلطة الفلسطينية غير مريح بالنسبة إلى حركة حماس، والحركة لن توافق بشكل أو بآخر أن تعود السلطة لتستلم قطاع غزة بعد موقف السلطة الذي بدا وكأن الحرب مع حماس فقط وليس الشعب الفلسطيني هو الذي يقتل؛ وبالتالي قد يكون هذا له طبعا تأثيرات على قرار حماس برفض أن تعود السلطة الفلسطينية لتتسلم إدارة قطاع غزة، لكن في سياق حدوث متغيرات لإضعاف حماس وخروجها من المشهد، قد يدفع هذا باتجاه أن تتسلم السلطة أو غيرها قطاع غزة، لكن السلطة تقول إنها لن تتسلم القطاع دون اتفاق سياسي عام، ولا يوجد من يوافق على دفع هذا الثمن بشكل أو بآخر وبالتالي لا نستطيع أن نقول أن السلطة قد يسمح لها بالعودة إلى قطاع غزة، إلا إذا كان هناك في المستقبل انتخابات وانتخب الشعب الفلسطيني قيادات تمثل السلطة، لكن الحال الفلسطيني بشكل عام سيء ونحتاج إلى وحدة البيت الفلسطيني، لأن استمرار هذا الوضع يجعل مستقبل غزة صعبا وكذلك مستقبل الضفة الغربية سيكون صعبا، وكنت أتمنى أن يستغل الرئيس عباس أبو مازن هذه الأوضاع ويشكل إطارا قياديا مؤقتا لمنظمة التحرير الفلسطينية تدير المنظمة وغزة يكون من ضمنها حماس والجهاد، لكن الرئيس أبو مازن لم يذهب للأسف الشديد لهذه الخطوة.
هل ينجح الوسطاء في إجبار إسرائيل على السماح بعودة النازحين في غزة إلى منازلهم؟
محاولة الاحتلال إزاحة النازحين إلى سيناء ودول أخرى فشل، وخلال الهدنة رأينا الناس يعودون إلى منازلهم في بيت لاهيا وبيت حانون بقطاع غزة، في ظل حجم الدمار، وأكبر دليل على أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه، أنه اليوم عندما سمحت مصر بعودة العالقين طواعية وجدنا آلاف يعودون إلى غزة لأنهم لا يخافون من الحرب ولن يتركوا غزة رغم “ضياع شقى العمر” في الحرب، وهذه أكبر رسالة للعالم بأن الشعب الفلسطيني لن يترك وطنه ولن يغادر غزة، هؤلاء كانوا خارج البلاد وعادوا إلى غزة رغم أنهم يعلمون أن الحرب ستعود مجددا بعد ثلاثة أيام، وهذا نموذج يعبر عن جميع أبناء غزة، ورغما عن الاحتلال سيكون هناك عودة للنازحين إلى غزة، والاحتلال مهما بطش ستأتي لحظة ويرفع الراية لأنه لن يتحمل صمود ومقاومة هذا الشعب.
هل أصبحت فلسطين أقرب إلى مبدأ حل الدولتين، بعد حرب غزة، أم لا؟
أعتقد أن هذه الحرب حركت ضرورة أن يتخلى العالم عن سلبيته ويعود لطرح حل الدولتين بقوة، لأن استمرار هذه الحالة من الصراع لمدة 75 عاما أمام سلبية دولية نتج عنها ما حدث من صراع دموي يتحمل مسئوليته المجتمع الدولي، لذلك رأينا قيادات عربية تتحدث عن ضرورة حل الدولتين، والرئيس المصري في أكثر من مناسبة تحدث عن ضرورة حل الدولتين، وذهب لأكثر من ذلك، طلب من المجتمع الدولي في ظل إصرار الاحتلال على عدم تطبيق حل الدولتين ان يعترفوا بالدولة الفلسطينية في حدودها الجغرافية، وهذا مهم للغاية في هذه الحالة إن أصبحت فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، من حقها أن تقاضي عبر محكمة العدل الدولية دولة الاحتلال وتطالب المجتمع الدولي بإلزام دولة عضو في الأمم المتحدة بالانسحاب من أراضيها، بناء على اعترافات دولية وأممية، وهذا محرك مهم للغاية ولكن ندرك أن العضوية الكاملة ينتظره فيتو أمريكي ينتظرنا في مجلس الأمن الدولي، لذلك نطالب باعترافات دولية بدولة فلسطين جغرافيا كضغط على الاحتلال من ناحية دبلوماسية وهذا في المستقبل يطعن في شرعية الاحتلال، خاصة وأننا ننتظر فتوى من محكمة العدل الدولية حول شرعية وجود الاحتلال على أرض المحتلة عام 1967.