الأرامل عبر التاريخ: كاتبة هولندية ترصد ميراث الأرامل عبر التهميش والقسوة

كشفت الكاتبة الهولندية مينيكة شيبر خلال مشاركتها في ملتقى القاهرة الأدبي النقاب عن تاريخ طويل من المعاناة التي عاشتها الأرامل عبر العصور المختلفة مستعرضة في كتابها “الأرامل” الصادر عام 2004 كيف تحولت حياة ملايين النساء إلى جحيم بعد فقدان أزواجهن
أشارت شيبر خلال الندوة التي أدارتها الباحثة سمية عبد الوهاب إلى وجود أكثر من 258 مليون أرملة في العالم اليوم يعانين من الفقر والتهميش حيث تصل نسبة الفقر بين الأرامل إلى مستويات مرعبة تصل إلى أرملة من كل عشر أرامل
كشفت شيبر كيف تنظر الثقافات المختلفة للأرامل من خلال الأمثال الشعبية التي جمعتها من مختلف أنحاء العالم حيث لاحظت سيطرة النظرة الذكورية التي تعامل المرأة كممتلكات يمكن استبدالها عند الحاجة كما في المثل الكتالوني “الزوجة الميتة أفضل متاع في المنزل” أو المثل الشيشاني “موت زوجتك تجديد لفراشك”
تطرقت الكاتبة إلى الطقوس القاسية التي فرضتها المجتمعات على الأرامل بدءا من الإلزام بارتداء الملابس السوداء وصولا إلى العزلة القسرية لسنوات حيث كانت بعض الثقافات تفرض على الأرملة البقاء في المنزل لمدة عام كامل كما أشارت إلى الصورة الشهيرة لجاكلين كيندي التي أصبحت نموذجا للأرملة الحزينة
كشفت شيبر عن ممارسات أكثر قسوة مثل “ساتي” وهي عادة هندية قديمة توجب على الأرملة أن تحرق نفسها مع جثمان زوجها وهي العادة التي لم يتم إلغاؤها رسميا إلا في عام 1829 كما تحدثت عن مصير زوجات القاصرات اللاتي كن يحبسن في ملاجئ بعد وفاة أزواجهن ليقضين بقية حياتهن في العزلة
أشارت شيبر إلى أن بعض الثقافات كانت تمنع الأرامل من المشاركة في الاحتفالات أو إظهار أي علامات للفرح كما فرضت عليهن قيودا صارمة في الملبس والسلوك لضمان “عفتهن”
لكن الكاتبة لاحظت أن المجتمعات الإسلامية كانت أكثر اعتدالا في تعاملها مع الأرامل حيث سمحت الشريعة الإسلامية بإعادة الزواج ولم تفرض عليهن قيودا قاسية كما في ثقافات أخرى
اختتمت شيبر حديثها بالتأكيد على أن وضع الأرامل اليوم يشهد تحسنا تدريجيا مع تغير النظرة الاجتماعية لكنها شددت على أن الطريق لا يزال طويلا أمام تحقيق المساواة الحقيقية لهذه الفئة التي عانت لقرون من القهر والتهميش