الأمة : أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الهجوم على مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.
ودعا المكتب في بيان تلقته “وكالة قدس برس”، مساء اليوم السبت، إلى “إنهاء الهجوم الحالي على مخيم جنين للاجئين على الفور”، مشددا على أن “الهجوم المستمر اعلى المخيم وأجزاء مجاورة من مدينة جنين، أدى إلى عمليات قتل غير قانونية وانعدام الأمن للسكان الفلسطينيين، وتدمير هائل للمخيم”.
وشدد المكتب على أن “استخدام قوات الاحتلال للأسلحة والتكتيكات العسكرية يسهم في تصعيد العنف في الضفة الغربية المحتلة”، مشيرا إلى أن “محكمة العدل الدولية قالت مؤخرا إن وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ودعت “إسرائيل” إلى إنهاء هذا الوجود في أسرع وقت ممكن”.
وكان جيش الاحتلال اعترف اليوم بقتل 14 فلسطينيا في جنين، واصفا إياهم بـ”المخربين”، خلال العملية المستمرة في شمال الضفة الغربية، زاعما تدمير عشرات العبوات الناسفة.
وأكد في بيان اليوم السبت، أن “قوات من الجيش والشاباك وحرس الحدود تواصل القتال في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية يقول إن “الهدف منها تفكيك خلايا المقاومة في جنين وطولكرم ونابلس”، وقد أسفرت حتى الآن عن استشهاد 20 فلسطينيا واعتقال آخرين.
وفي اليوم الرابع لما سمي عملية “المخيمات الصيفية”، قُتل جندي وأصيب آخرون في كمين نُصب لقوة تابعة لجيش الاحتلال في جنين.
وقد اندلعت صباح اليوم اشتباكات في أجزاء من مدينة جنين ومخيمها بين مقاومين وجيش الاحتلال الإسرائيلي وسط دوي انفجارات واشتباكات وتحليق للمروحيات.
واندلعت الاشتباكات بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مناطق بالمدينة ومخيمها، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة طفل في الرأس برصاص جنود الاحتلال، مشيرا إلى أن “قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارة إسعاف تابعة له رغم التنسيق المسبق”.
وفي بيانات منفصلة، أعلنت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” و”كتائب الأقصى” الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني “فتح”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، أن مقاتليهم “يتصدّون للقوات المتوغلة”.
وقد دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات متلاحقة إلى جنين ومخيمها، وحاصرت المستشفى الرئيسي بالمدينة، وقامت بعمليات تجريف للمدخل الرئيسي المؤدي إلى الحي الشرقي، كما هدمت جدار وبوابة المقبرة الوحيدة في الحي نفسه.
كذلك فجرت منازل فلسطينيين في حي الجابريات الملاصق للمخيم، ونفذت حملة مداهمات لمنازل أخرى.وأظهرت مقاطع مصورة الدمار الكبير الذي أحدثته قوات الاحتلال في الحي الشرقي بجنين.
كما نشر ناشطون مقاطع مصورة لانتهاكات شملت تدنيس مسجد بالحي الشرقي وتحويله إلى موقع عسكري.
وتشهد مناطق الضفة الغربية المحتلة، اقتحامات مستمرة من قبل قوات الاحتلال، يتخللها مواجهات ميدانية، ما أسفر عن اعتقال الآلاف الفلسطينيين وارتقاء مئات الشهداء، بالتزامن مع حرب مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 40 ألفا و691 شهيدا، وإصابة 94 ألفا و60 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.