بواسطة الأمة : حذر المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان ” غير حكومي مقره جنيف” من خطورة أوامر الإخلاء غير القانونية التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في كل من “دير البلح” وسط قطاع غزة، و”مواصي القرارة” غربي خانيونس جنوب القطاع “والتي تعني فرض مزيد من التهجير القسري وتضييق نطاق المساحة التي يتكدس فيها قرابة مليوني إنسان”.
وقال المرصد في بيان له إن أوامر الإخلاء غير القانونية المتتالية التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، وكان أحدثها صباح اليوم الأربعاء “تدلل على أن إسرائيل ماضية لتوسيع هجومها في دير البلح المكتظة بمليون شخص، أغلبهم من النازحين من شمال غزة وجنوبها”.
وشدد “الأورومتوسطي” على أن “تقليص الجيش الإسرائيلي لما يسميها المنطقة الإنسانية، يدلل على أن إسرائيل تسعى لحشر قرابة مليوني إنسان في شريط ضيق وتقلصه باستمرار، بحيث باتت حالة الكثافة في المنطقة غير مسبوقة في العالم.
وأشار البيان إلى قصف الطائرات الإسرائيلية العديد من المباني في مدينة غزة، منها فندق “الجزيرة” أمس الثلاثاء، “رغم انتهاء الأعمال العسكرية في تلك المنطقة وتدمير أغلبها في التوغلات وأعمال القصف الجوي المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر”.
وقال “الأورومتوسطي” إن الجيش الإسرائيلي يواصل قصف مراكز الإيواء المقامة في المدارس في مدينة غزة “كما حدث أمس الثلاثاء عندما قصف مدرسة (مصطفى حافظ) المكتظة بآلاف النازحين، وقتل 12 من النازحين فيها، وأصاب عشرات آخرين، وهي المدرسة الحادية عشر التي تتعرض للقصف والتدمير وقتل النازحين فيها منذ بداية شهر آب/أغسطس الجاري”.
وشدد على أن “قصف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين فيها، كما هو حال قصف المباني وتوسيع الأعمال الحربية في مناطق مكتظة بالنازحين ليس له أي مبرر فعلي، وغابت عنه الضرورة الحربية” بحسب البيان.
واعتبر أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة الحالية “تدلل على أن ما يجري هو محاولة لترسيخ الاحتلال وإبقائه في قطاع غزة، ويدلل على ذلك أيضًا ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه الانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم رغم الضغوط كلها”.
وأشار إلى أن كل ذلك يجري بضوء أخضر أميركي، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة لا تقبل أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد لقطاع غزة، ما يعني أنها أعطت ضوءًا أخضر لاحتلال غير طويل الأمد دون تحديد مدة زمنية لذلك.
وشدد “المرصد الأورومتوسطي” على أن المدنيين في قطاع غزة “يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية”.
وجدد المرصد الحقوقي مطالبته للدول جميعها “بتحمل مسؤولياتها الدولية بفرض العقوبات الفعالة على إسرائيل، ووقف أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري كافة المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها”.
وأكد أن “هذا التصعيد والإمعان في جريمة الإبادة الجماعية ما كان له ليتواصل ويتصاعد لولا الغطاء والشراكة الأميركية والصمت من غالبية دول العالم” بحسب البيان.
كما حث “المرصد الأورومتوسطي” المحكمة الجنائية الدولية على “المضي في التحقيق في كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن هذه الجرائم لتشمل المسؤولين جميعهم عنها، وإصدار مذكرات قبض بحقهم”.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 320 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.
Please follow and like us:
