
الأمة : يقول د.إبراهيم أبو محمد مفتي أستراليا ردا علي سؤال يتكرر كل عام من شخص يشكك في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي فيقول : السؤال عن شرعية الاحتفال بالمولد النبوي سؤال يتكرر..وإجابتنا هي هي ..
الأخ الفاضل الكريم. السلام عليكم ورحمة الله. وبعد.
سؤالك يتكرر في كل عام كلما هل شهر ربيع الأول.
وتكرار هذا السؤال والإصرار عليه في كل عام يستهدف توجيه الطاقة واستنهاض الهمة لا في جد من العمل، وإنما في عبث يستهدف الإثارة وافتعال ضجيج لا فائدة منه غير ضياع الوقت في جدل يرتب تصنيفا للمؤيد والمعارض على حد سواء.
كما أنه سؤال يشكل أزمة وعي وإدراك في قائمة الأولولويات لدى العقل المسلم.
ونذكر أننا تعرضنا من قبل وعلى صفحتنا لمثل هذا السؤال، وكان يمكننا أن نجيبك بنعم
، أولا. وانتهى الأمر، ولكنا نحرص على تراكم الوعي لدى قرائنا ورواد صفحتنا، ولذلك نحاول تأصيل المسألة بداية بتحديد حقل
السؤال فنسأل:
هل سؤالك في الفقه أم في التاريخ…….؟ فتحديد حقل السؤال مهم في توجيه الإجابة.
فإذا كان السؤال عن بداية الدعوة للاحتفال بالمولد
فالإجابة في التاريخ هي : أن الخلفاء والتابعين لم يفعلوا، والدعوة لإحياء المولد النبوي حدثت بعد ذلك ولم تكن قبل.
. فإذا انتقلنا إلى الحقل الفقهي، فعلينا أولا وقبل تكييف الحكم أن نحدد : هل نحن نتحدث في عادة اجتماعية….. أم نتحدث في عبادة؟
إن كنا نتحدث في عبادة، فما أظن أن أحدا في السابقين أو اللاحقين قال بأنها عبادة واجبة.وإن كنا نتحدث في عادة فالأمر هين،
ومن ثم ننتقل إلى حقل تكييف الحكم على العادة من حيث الحل والحرمة والإباحة أو الكراهة تحكمنا فيه ضوابط وقواعد أصولية،
أولها مثلا: أن الأصل في الأشياء الإباحة.
وثانيها: أن عدم الفعل لا يدل على التحريم حتى من النبي ذاته صلى الله عليه وسلم، حيث لا تحريم إلا بنص، ومن ثم لا يمكن أن نستدل على التحريم لمجرد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله،
وكذلك يقال مثل هذا الكلام في الصحابة والتابعين حيث الأصل فيه الإباحة، لأنه لا يوجد نص في التحريم وعدم الفعل كما قررنا من قبل لا يصلح دليلا على التحريم.
ومن ثم ينتقل الموضوع من أصل الحكم هل الاحتفال حرام أم حلال؟ إلى كيفية ممارسة هذا الاحتفال وما يحدث فيه، وهنا تكون الإجابة منصبة لا على الأصل المباح، وإنما على الآثار المترتبة عليه، وهل هي تعليم
وتذكير وتعريف بواجباتنا تجاه هذا النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه ورسالته؟
أم أنها احتفال من باب ذر الرماد في العيون وتخدير الناس وتغييب وعيهم وفرصة لظهور أي زعيم موتور ليدلي ببعض هذيانه في تلك المناسبة؟
أحسب – يا صديقي العزيز- أنك تعرف الإجابة الآن دون أن نقع في شراك المعارك التي تثار حول الموضوع -عمدا – وفي كل عام بين مؤيد ومعارض، وكأنه يراد لنا أن نتلهى عن الأمور الكبرى والقضايا الحساسة ويشوى بعضنا بعضا في أتون تلك المعارك.
لك منا خالص التقدير والشكر.