الشاعر العراقي د.علي العلاق يشهر كتابه” إلي أين ايتها القصيدة ؟”
أشهر الشاعر العراقي الدكتور علي جعفر العلاق، في منتدى عبد الحميد شومان، مساء أمس ، سيرته الذاتية، “إلى أين أيتها القصيدة؟”.
خلال حفل تحدث فيه الشاعر يوسف عبد العزيز، والشاعرة الدكتورة مها العتوم، وأداره الكاتب جعفر العقيلي، بحضور جمع من المثقفين والأكاديميين.
ويقدم العلاق في كتابه الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب (2023)، سيرة ذاتية تمتزج فيها خلجاته الشخصية بالواقع الجمعي الذي شهد أحداثاً عظاماً.
وجرت فيه متغيرات كبيرة، أثرت جميعها في تجربة الشاعر، وفي علاقته بالعالم.
وجاء الكتاب الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن في 325 صفحة من القطع المتوسط. وحرص العلّاق فيه على تصوير مراحل حياته كافة، تصويرا فنيا ينقل التفاصيل الدقيقة بلغة سلسة تجذب القارئ إلى سردياتها المحبوكة بعناية.
وقال عبد العزيز، إن عنوان هذه السيرة الذاتية، عنوان غير عادي، وذلك بما يمكن أن يثيره من الكثير من الأسئلة، ومن ناحية أخرى فهو عنوان فيه الكثير من القلق والريبة والتقصي.
وأضاف ” يّتَّضح لقارئ هذا الكتاب (إلى أين أيتها القصيدة)، أنّنا أمام شاعر قلقٍ وممسوس بالقصيدة.
وعلى الرّغم من الهدوء الذي يبدو ظاهراً في إهابه، إلا أنّ داخله يحتشد بالزّلازل والبراكين، وبنيازك الشّعر التي تتهاطل على سفح روحه.
ويخيّل إليّ أنّ حياة هذا الشّاعر قائمة كلّها في القصيدة، ولذلك لا يمرّ علينا عام أو عامان، إلا وقد أصدر ديواناً جديداً، أو كتاباً نقديّاً يتحدّث فيه عن الشّعر”.
من جانبها قالت العتوم، يبدو عنوان كتاب الشاعر والناقد الدكتور علي جعفر العلاق: “إلى أين أيتها القصيدة” وكأنه سطر شعري من قصيدة عن الشعر وعذاباته.
وأضافت أن العنوان يكتظ بالدلالات على الرغم من قصره وبساطته، وإذا كانت السيرة عادة ما تطل على الماضي، والكتاب بين دفتيه تجد ذلك التاريخ الحافل بمسرات الشعر وعذاباته.
إلا أن العنوان يشير إلى المستقبل، وإلى البعيد القادم الذي تشير إليه القصيدة وتطمح إلى بلوغه.
وتتضافر الصورة المختارة للدكتور الشاعر العلاق على غلاف الكتاب مع هذا المعنى، بنظرات تشير إلى أبعد ما يطمح إليه الشاعر ويرنو إلى تحقيقه.
فالكتاب عن تاريخ الشاعر وقصيدته، والعنوان عن مستقبلهما وما يحلمان به.
وأشارت إلى أنه عادة ما يكون الشاعر مستشرفاً للمستقبل ومتنبئاً به بتلك الحساسية الشعرية وامتلاك زمام اللغة على مر تاريخه وتاريخ قصيدته.
لذلك فالمتلقي لهذا الكتاب الفريد والإستثنائي، يقرأ تاريخاً حافلاً للشاعر وقصيدته، في مسيرة لا تتوقف عند حدود ذلك الماضي، بل إنها تتجاوز حاضر القصيدة والشاعر إلى مستقبل الشعر برمته.
إنه عنوان يعبر عن القلق لدى الشاعر الحقيقي بالضفاف التي تريد قصيدته بلوغها.
وقرأ العلاق مقتطفات من شعره، مازجا إياها بحكايا عن ظروفها وإلهام كتابتها، قبل أن يوقع للحضور على نسخ من الكتاب.
وقال العقيلي خلال تقديمه للأمسية، إن الكتاب الفائز بجائزة الشيخ زايد للآداب عام 2023، بين دفتيه سيرة تكاد تكون رواية عن حياة زاخرة بالعطاء.
تتولى البطولة فيها شخصية تعلقت مع محيطها الأسري، ومع محيطها الإجتماعي، ومع الطبيعية بكل مكوناتها.
وتنقلت في أزمنة وأمكنة ثرية، واختارت الشعر ليس حاضنة كلمات منظومة فحسب، بل بوصفه معنى للوجود وأسلوب حياة.
ومن الجدير ذكره أن علي جعـفر العلّاق شاعر، ناقـد، وأستاذ جامعي عراقي حصل على شهادة الدكتوراة في النقد والأدب الحديث من جامعة اكستر عام 1984.
وعمل مديراً للمسارح والفنون الشعبية في العراق، ومحــاضرا في جامعتي بغــــداد والمستنصريــة، وأستاذا للأدب والنقد الحديث في جامعة الإمارات العربية.
ورئيساً لتحرير مجلة العلوم الإنسانية، بجامعة الإمارات، وله ما يزيد على 33 مؤلفا من بينها واحد وعشرون إصدارا شعريا.