الشاعر ياسر إبراهيم يكتب: غريبٌ في قافلة الغرباء

كنتُ مخطئا حين توهّمتُ أنَّ للشعر الأصيل جمهورٌ سيتلقفون ديوانا فصيحا كتبه شاعرٌ مثلي!!
على الآقل لديه تجربةٌ حقة، ويمتلك أدواته، ويحلّقُ في فضاءٍ رَحبٍ مفعمٍ بالمشاعر الصادقة لا يتصنعُ أو يتكلّفُ ….
وخاب أملي في كلّ مَن أهتممتُ بهم، وحرصتُ على إهدائهم نسخة ألكترونية من الديوان (مجنبا إياهم عناء البحث أو مشقة الذهاب إلى معرض الكتاب أو إلى مقر دار النشر التي توّلت طباعته – على حسابي الخاص – أو إلى إحدى منافذ بيع الكتاب موِّفرا عليهم ثمنَ شراء النسخة الورقية ليصلهم نصُّ الديوان وهم متكئون على أرائكهم دون عناء!!)
علَّهم يطالعونه، أو يُـلقُـون عليه مجردَ نظرةٍ ولو بقراءةِ المُقــدمة، أو حتى استـــقراء الفهرس، أو قراءة بعض القصائد ولو من باب المجاملة أو جُبران الخاطر لصديقٍ يعرفونه شاعرا منذ أكثر من ثلاثة عقود خـلَــت
لا أستثني إلا أديبا واحدا أحسن وفادة شعري وتلقّى ديواني بقَبولٍ حسَـنٍ
إنه الأخ الكريم السفير محمد حجاج .. ابن دار العلوم البار الذي قرأ الديوان قراءةً واعية وأسدَى إلى مُبدعه نصائحَ نقدية غالية، وأرسل ذلك في مقطعٍ صوتي جميل فجزاه الله عني وعن شعري خيرا
ورغم عدم توثق صلتي به، أو معرفتي الحميمة له عن قُرب – كحال أكثر من أرسلتُ لهم نسخة ً ألكترونية من الديوان – وبعضُهم أبناء دفعتي بدار العلوم 1983م
بل وبعضهم أساتذتي الذين أكنُ لهم الاحترام والتقدير، وكنتُ أنتظر منهم كلمة تبلُّ الصـــدَى وتشفي الغليل… ولكن هيهات هيهات
أقولُ: رغم ذلك فقد قام بواجب القارئ الفطِـن نحو المُــبدع الشــاعر
وما فعلها معي سوي ناقدٍ فــذٍ عظيم القدر شديد التواضع ألا وهو الأستاذ الدكتور المحترم: إبراهيم عوض، حفظه الله، رغم أنه لم يعرفني من قبل، وما تعارفنا إلا بندوة شعرية أقيمت في رابطة الأدب الإسلامي بالقاهرة حين قُمتُ بمداخلة بقصيدة شعرية ألقيتُها ليلتئذ
فكتب إليّ كليمات قليلة عبر الواتس آب !!
لم تشفِ الغليل حقا ولكن تدلُّ على اهتمام الرجل وتقديره وهذا يكفيه فضلا
أنا لا ألومُ أحــدا أو أعاتبُ أحــدا ..
فـَـكُــلٌ مشغولٌ بهموم الحيــاة، ولا يكادُ يقــرأُ إلا في مجال تخصصه الدقيق، أو تلك الورقات التي في نطاق عمله الأكاديمي!!
وأقــدّرُ انشغالَ هــؤلاء الأفاضلِ بما هُم فـيـه!!
ولا أستجدي من أحــدهم أن يستقطع من وقته الثمين لحيظاتٍ ينظرُ فيها إلى ذلك (الكــائــن) الغريب
(ديواني) الذي اقتــحم عليهم (حساباتهم) على تطبيق الماسنجر، أو الواتس آب، أو حتى على التليجرام مؤخـــرا
هــذه مجــردُ (فـضـفـضـة)، وتنفيسٌ عن حـسرةِ قلبٍ مكلــوم قـد خاب أمــلُــه في المثقفين (الكبار) وأساتذة الجامعة (العظام) حينَ توّهمتُ يـوما أنّ للشعر (عموما) قيمةٌ في نظرهم!
أو أنَّ لشعري (خصــوصا) اعتبارٌ لــديهم لينظروا فيه
ولو من باب (الفضول) أو حُبِّ الاســتطلاع!!
أمّـــا مَــن يسمونهم (نقــادا) فــلــهم معي شــأنٌ آخـــــرُ قـــريبــا !!
————-
الشاعر ياسر إبراهيم