الأمة| حالة من الحزن الشديد خيمت على أوساط العالم الإسلامي في شتى بقاع الأرض برحيل أحد أبرز علمائه العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني يوم الأحد 22 أبريل الجاري في إحدى المستشفيات بتركيا متأثرًا بإصابته بجلطة في الشهر الأخير من حياته.
الظهور الأخير لـ الشيخ عبد المجيد الزنداني
لم يكن الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، دائم الظهور على وسائل الإعلام ولقاءاته كانت نادرة بين الحين والآخر، لكنه لم يكن يستطع التأخر في الظهور في أكتوبر الماضي وخرج لُيبارك عملية طوفان الأقصى للمقاومة الفلسطينية.
العالم الذي قضى جُل حياته في خدمة الإسلام، ظهر عقب عملية طوفان الأقصى يوم الـ7 من أكتوبر، في كلمة مُسجلة له ظل يتحدث فيها قرابة الـ 10 دقائق عن البطولة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية.
«الوصية الأخيرة»
وخلال كلمته عن طوفان الأقصى، ترك ما وصفه البعض بـ«الوصية الأخيرة»، قائلًا: «على كل فئات المسلمين أحزاب وجماعات وطوائف وشعوب، إطفاء خلافاتهم ومت ما يفرق اجتماعهم والسعي للصلح فيما بينهم وفعل كل ما هو مطلوب؛ ليكونوا قادرين على القيام بواجب النصرة لإخوانهم، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب»، مستشهدًا بقول الله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.
https://twitter.com/Ali_AlQaradaghi/status/1782615336312778804
وأضاف الشيخ عبد المجيد الزنداني في كلمته آنذاك: «في ظل هذا المنطق والفجور فإنَّ خيار المقاومة والجهاد لاستعادة الحق المغتصب هو الخيار المُجدِي والصحيح، وحقّ المقاومة على الأمة وجوب نصرتها بالمال والنفس وكل ما هو مقدور عليه».
وبارك عملية طوفان الأقصى، قائلًا: إنَّ «العملية أعلنتها المقاومة قياماً بواجب الدفاع عن مقدَّسات المسلمين، ونيابة عن الأمَّة العربية والإسلامية قاطبة، وذلك من فضل الله عليهم»، مشيرًا إلى أن المقاومة استهدفت مواقع ومطارات وآليات الاحتلال التي لطالما استخدمها ضد الفلسطينيين، وبات العدو الصهيوني يدرك اليوم أن لأمتنا ومقدساتها حرمة سيدفع ثمن التعدي عليها باهظاً كلَّما سوَّلت له نفسه التعدي عليها.
وأوضح خلال الكلمة أن «الله سبحانه وتعالى أوجب الجهاد في سبيله لنصرة المظلوم وإعانته على رفع الظلم الذي وقع عليه ولقد أجمع علماء المسلمين على إثم من خذل المظلوم، وهو يَقدِر على نصرته، فكيف بمن يصد الناس عن نصرة ذلك المظلوم؟!”.
ولد الشيخ الزنداني عام 1942، بقرية «الظهبي» التابعة لمديرية «الشعر» في محافظة إب، ويعود أصله إلى منطقة «زندان» في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء، وتوفي الشيخ عن عمر يناهز 82 عامًا في أحد مستشفيات إسطنبول يوم 22 أبريل 2024.
انشغل بتأصيل الإعجاز العلمي في النصوص الشرعية، وتفسير العديد من الظواهر الكونية، ومن جيل الصف الأول من شيوخ الدعوة الوسطية بالعالم الإسلامي، واشتهر بأبحاث الإعجاز العلمي، ومناظرة الغربيين، ومن مؤلفاته: «تأصيل الإعجاز العلمي، علم الإيمان، طريق الإيمان، نحو الإيمان، والتوحيد، والبينة العلمية في القرآن الكريم».
كما أسس جامعة «الإيمان» في اليمن والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، كما يرأس الزنداني مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح.