أمة واحدةسلايدر

اليوم..المنتدي المدني يناقش”تمكين الطفل العربي في عصر الرقمنة”

 

الأمة  : انطلقت أمس أعمال منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس تحت شعار “تمكين الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة  وما بعدها”، بتنظيم من المجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”.

 وبمشاركة ما يقرب من 250 مشاركا من 16 دولة عربية يمثلون منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بالطفولة والخبراء والمتخصصين، والإعلام، والأطفال، والشباب.

وافتتحت أعمال المنتدى بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية القاها نيابة عنه الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”.

 وأكد خلالها أهمية أن نكون مستعدين لتمكين أطفالنا للمستقبل، من خلال تنمية قدراتهم الإبداعية والإنسانية، وتمكينهم من القدرات المعرفية والمهارية، للتعامل مع مقتضيات الثورات التكنولوجية والرقمية المتتالية ومتغيراتها المتسارعة.حتى نمكن أبنائنا من التعامل والمنافسة وصناعة المستقبل في عالم متغير دائم التطور.

معربا في كلمته على أهمية وضرورة دعم مؤسسات المجتمع المدني العاملة في مجال الطفولة، حيث حرص المجلس العربي مع الشركاء على أن يكون المنتدى في نسخته السادسة متماشيا ومواكبا مع التغيرات والتحديات الراهنة التي يشهدها العالم والمنطقة العربية.

 فقد أظهرت دراسة المجلس حول “جاهزية الأطفال في عصر الثورة الصناعية الرابعة”، مدى تأثير ذلك على أدوار ومسئوليات وقيم المجتمع المدني، و على سياسات التحرك نحو تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

التنشئة الإليكترونية 

وجاءت كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية مشيرة إلى إننا امام واقع يتخطى تنشئة الطفل التنشئة التقليدية إلى التنشئة الاليكترونية.

 التي ينبغي أن تتوافق وطبيعة العصر الرقمي في مرحلته الرابعة، حيث أكدت الدراسات العلمية ان الأطفال الذين تزامنت أعمارهم مع ظهور وانتشار الإنترنت لا يعيرون اهتماما بالعلاقات التقليدية لقبولهم بمعايير العالم المبني على الأسس الاليكترونية والإندماج. وهنا يظهر الدور الهام للعمل على تهيئة البيئة الاجتماعية الداعمة لعملية التمكين.

 وذلك من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية والتكنولوجية سواء التمكين الذاتي للطفل من خلال بناء قدراته أو من خلال التمكين الموضوعي الموجه إلى بيئة الطفل و المؤسسات الاجتماعية المتمثلة بالأسرة والمدرسة والمؤسسات الحكومية والخاصة.

في حين أشار الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية في كلمته إلى أن العالم اليوم يتسم بالتعقيد وسرعة التغير حيث يتم إعادة تعريف المعايير الاجتماعية والاقتصادية والسياسية باستمرار.

فالحد من الفقر، وتعزيز النمو الاقتصادي، والتوظيف، وإدارة التحولات الديموغرافية (علم دراسة السكان)، وتعزيز التنوع والمساواة، ومعالجة تغير المناخ، وضمان السلامة العامة، والاستجابة للتحضر والثورات الصناعية باختلاف مراحلها.

 هي بعض التحديات التي يواجهها كل مجتمع من مجتمعاتنا العربية الآن، والتي ينبغي معالجتها على مستويات متعددة، وهذا يوضح الحاجة إلى تطوير رؤى واضحة للسلم والازدهار والتنمية المستدامة في المجتمعات.

الطفولة اساس إستدامة التنمية 

في حين أكد الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” خلال كلمته عن “المجتمع المدني وتمكين الطفل العربي” بأن الاهتمام بالطفولة هو من أساسيات استدامة التنمية.

 التي ترمي في أبسط مفاهيمها إلى حفظ حقوق الأجيال، والإتزان في الإستفادة من الموارد، أي ضمان التجدد وعدم الإهدار.

والطفولة بإمكاناتها ومقوماتها وبما تعنيه للمستقبل هي مورد متجدد، ومن هنا فإن كل ما يُرصد للطفولة من مال وجهد ووقت هو رصيد مستثمر في مستقبل الأمة.

مضيفا بأنه لدى ” أجفند” ، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، قناعة راسخة بأن مشكلات الطفولة، وبخاصة الطفولة العربية كبيرة وكثيرة ومتشابكة لأنها تركت بدون علاج أمداً طويلاً وغاب عنها المنظور الاستراتيجي.

وإنه من الضروري استصحاب التقنية وتطوراتها في تعاملاتنا مع قضايا الطفل العربي، لإيمانه بمستقبل التقنية، وفوائدها في تحقيق استدامة التنمية.

اول دراسة عربية ميدانية 

وصرح الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بأنه قد تركزت أعمال اليوم الأول على جلسات عمل حول مدى جاهزية الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة.

 حيث تم إطلاق أول دراسة عربية ميدانية استكشافية بعنوان “جاهزية الطفل العربي لعصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها”. والتي تعد دراسة استشرافية، وتشكل تراثا علميا لأنها تعتمد على منهجية وخبراء ومتخصصين.

  مضيفا بأن نتائجها جاءت لتشير إلى ضعف الجاهزية ووجود فجوة للتعامل مع مقتضيات عصر الثورة الصناعية الرابعة، مع وجود تقدّم نسبي على مستوى المهارات الشخصية مقارنة بالمهارات المعرفية.

 وأنه ثمة حاجة إلى التعجيل بإعادة النظر في النظم التعليمية الحالية من أجل توجيه مقاصدها وممارساتها وأدوات عملها نحو المستقبل.

 وأخيرا أهمية التوجه نحو “التعليم والتعلم مدى الحياة”، وذلك لتمكين الأجيال الحالية والمستقبلية، ووضع استراتيجيات تنموية طموحة ودعم استدامة البرامج والمشاريع المعنية بتمكين الأطفال والشباب.

شهد اليوم أيضا كلمة مرئية من سعادة الدكتورة نجاة مجيد معلا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال، وفقرة فنية من كورال مكتبة الإسكندرية.

 وعرضا عن مهارات المستقبل من الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة العربي – التباع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

جلسات حول التغيرات التي تشهدها المنطقة 

في حين يشهد اليوم 14 فبراير 2024 جلسات علمية حول واقع المجتمع المدني العربي للطفولة في ظل التغيرات وما تشهده المنطقة العربية من تحديات، وتأثير ذلك على أدوار ومسؤوليات وقيم المجتمع المدني.

كما يتم إلقاء الضوء على دور المجلس العربي للطفولة والتنمية في العمل المدني في مجال الطفولة والتنمية، ودور المجتمع المدني في ظل الحروب والطوارئ، ودور الشباب والتطوع للعمل من أجل المجتمع المدني.

 إضافة إلى استعراض التجارب والمبادرات العربية الرائدة في مجال تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

يذكر بأن منتدى المجتمع المدني العربي للطفولة السادس يقام تحت رعاية الأميـــر عبـــــــــــد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”. 

و السفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، ومعالي الأستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى