في قاعة ريجينا التاريخية بالبرلمان الإيطالي، ارتفعت صرخة مدوية ضد جرائم النظام الإيراني، في مؤتمر بعنوان «مذبحة إيرانية جديدة تتكشف أمام أعين الجميع».
هذا الحدث، الذي عُقد يوم الأربعاء 30 يوليو 2025، جمع نخبة من السياسيين الإيطاليين والدوليين لفضح قمع النظام الإيراني المتزايد، والتنديد بإعدام السجينين السياسيين بهروز إحساني (69 عامًا) ومهدي حسني (48 عامًا، أب لثلاثة أطفال)، اللذين أُعدما فجر 27 يوليو في سجن قزل حصار بتهم ملفقة لانتمائهما إلى منظمة مجاهدي خلق .
ومع وجود 14 سجينًا سياسيًا آخر على قوائم الإعدام، حذر المؤتمر من خطر تكرار مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي.

السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، تصدرت المؤتمر بخطاب مؤثر، وصفت فيه إعدام بهروز ومهدي بأنه «جريمة ضد شباب إيران الذين يتوقون إلى الحرية».
وقالت: «خامنئي يظن أن هذه الجرائم ستطيل عمر نظامه المتداعي، لكنها تزيد من غضب الشعب وتصميمه على إسقاط الديكتاتورية الدينية».
ودعت إلى «الخيار الثالث» لمستقبل إيران: «ليس التدخل العسكري الأجنبي، ولا استمرار الديكتاتورية الدينية، بل تغيير النظام بيد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة».
وأكدت أن خطتها ذات العشر نقاط لإيران ديمقراطية تمثل ضمانة لانتقال سلس، رافضة عودة النظام الملكي: «الشعب الإيراني قاتل ضد الديكتاتوريتين الملكية والثيوقراطية، ولن يقبل بالعودة إلى الماضي».
من جانبه انتقد شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي السابق، سياسة الاسترضاء الأوروبية: «الديكتاتورية الملالية في أضعف حالاتها، ولهذا هي أخطر. أعدم النظام 81 سجينًا الشهر الماضي، وهذه ليست أرقامًا، بل أرواح بشرية.
وتابع قائلا :نتذكر مذبحة 1988 التي استهدفت مجاهدي خلق. الاسترضاء فشل، والصمت تواطؤ. خطة السيدة رجوي للديمقراطية هي الطريق الصحيح».
وفي نفس السياق اضاف السيناتور جوليو تيرزي، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية، أ«لطالما روج النظام لخرافة أنه لا يوجد بديل ديمقراطي. المجلس الوطني للمقاومة وخطة السيدة رجوي ذات العشر نقاط هما الجواب. إعدام بهروز ومهدي يظهر خوف النظام من هذه المقاومة. على إيطاليا وأوروبا مواجهة هذه الوحشية».
وبدوره أكد السيناتور لوچيو مالان «حبكم لبلدكم يقودكم. إعدامات جديدة حدثت في إيران، وهناك خطر المزيد قريبًا. الحكومة الإيطالية تعارض عقوبة الإعدام. قيادة السيدة رجوي وخطتها لإيران حرة تثبت وجود بديل ديمقراطي. مشيره الي تطلعه لزيارة إيران حرة».
النائبة نايكي غروبيوني شددت على دور المرأة: «النظام الإيراني المعادي للمرأة يرتعب من مريم رجوي، لأنها رمز للديمقراطية ومصدر إلهام للنساء الإيرانيات الشابات. دعمنا لها واجب أخلاقي وسياسي». وأضاف لورنزو تشيزا، رئيس لجنة الناتو بمجلس النواب: «نحمل ذكرى 100 ألف شهيد سقطوا من أجل الحرية. واجبنا دعم خطة المجلس الوطني لإيران حرة».
ليندا شافيز، مسئولة أمريكية سابقة، أضافت: «التغيير يجب أن يأتي من الشعب الإيراني عبر المجلس الوطني للمقاومة. الخيار الثالث هو السبيل الوحيد».
وخلال جلسات المؤتمر ترددت رسالة بهروز إحساني، المجاهد المخضرم، الذي كتبها من سجن إيفين: «لن أساوم على حياتي في السبعين، مستعد لتقديمها فداءً للشعب الإيراني».
نفس الأمر تكرر مع مهدي حسني، الأب المكافح، أكد: «المجتمع في حالة انفجار، وواجبنا مواجهة هذا النظام». رسالتهما المشتركة للسيدة رجوي من سجن قزل حصار عكست إيمانهما: «قلوبنا قريبة من المقاومة، ونحن صامدون حتى النهاية».المؤتمر اختتم بمعرض مؤثر في ساحة القديسين الرسل، حيث عُرضت صور مئات ضحايا الانتفاضات الإيرانية مزينة بالورود الحمراء والأعلام الإيرانية، تكريمًا لأرواحهم. وبينما يواجه 14 سجينًا آخر خطر الإعدام، دعا المؤتمر المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف آلة القتل الإيرانية. فهل سيكون الصمت تواطؤًا أمام هذه المذبحة؟ الشعب الإيراني ينتظر الجواب