انطلقت فعاليات مؤتمر “نيوسبيس أفريقيا 2025” رسميا في القاهرة يوم الاثنين في مدينة الفضاء المصرية، وهو ما يمثل سابقة تاريخية لمصر ولحظة محورية لقطاع الفضاء الأفريقي.
ويستضيف الحدث، الذي يستمر أربعة أيام، وكالة الفضاء المصرية تحت رعايتها، ويجمع ممثلين رفيعي المستوى من وكالات الفضاء الأفريقية ومؤسسات الفضاء العالمية والهيئات الحكومية والدوائر الأكاديمية والمبتكرين من القطاع الخاص.
افتتح شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الأوروبية، الجلسة الافتتاحية، معربًا عن فخر مصر باستضافة مؤتمر الفضاء الأبرز في القارة.
وأضاف أن “مصر تقف في طليعة نهضة الفضاء في أفريقيا”.
“ومن خلال جمع هذه المجموعة المتنوعة والديناميكية من قادة الفضاء، فإننا نزرع بذور المزيد من التكامل الإقليمي والتقدم التكنولوجي والتنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة.”
وأكد صدقي التزام مصر الراسخ بتعزيز النظام البيئي الفضائي في أفريقيا من خلال تطوير الأقمار الصناعية وتبادل المعرفة والشراكات متعددة الأطراف.
وتلت تصريحاته كلمات رئيسية ألقاها تيديان واتارا، رئيس برنامج الفضاء بالاتحاد الأفريقي، وغيره من كبار الشخصيات.
وشددوا على أهمية علوم الفضاء في معالجة التحديات الحرجة التي تواجه أفريقيا، بدءًا من القدرة على التكيف مع تغير المناخ وصولًا إلى الأمن الغذائي والتعليم.
وشهد يوم الافتتاح أيضًا الافتتاح التاريخي للمقر الدائم لوكالة الفضاء الأفريقية، والذي يستضيفه الآن رسميًا مدينة الفضاء المصرية.
وتمثل هذه الخطوة خطوة جريئة إلى الأمام في إضفاء الطابع المؤسسي على رؤية الفضاء القارية لأفريقيا وإنشاء منصة موحدة للتنسيق الاستراتيجي.
وفي أعقاب الجلسة الافتتاحية، تضمن المؤتمر جلسات نقاش رفيعة المستوى حول مبادرات الأقمار الصناعية الإقليمية، والابتكار الذي تقوده أفريقيا، والفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتكنولوجيات الفضاء.
واستكشف المشاركون الشراكات بين القطاعين العام والخاص وعرضوا مشاريع رائدة في مجال الأقمار الصناعية والفضاء الجوي في معرض مصاحب.
وفي يوم الثلاثاء، وهو اليوم الثاني للحدث، استمر الزخم مع جلسات ركزت على تعزيز العلاقات الدولية وتسريع الابتكار في اقتصاد الفضاء الأفريقي.
وتضمنت الجلسات الرئيسية مناقشات مفصلة حول حالة برامج الفضاء في مختلف البلدان الأفريقية، فضلاً عن العروض التقديمية من المنظمات الفضائية الدولية الكبرى.
وتضمنت أبرز الكلمات الرئيسية التي ألقتها شركة إيرباص ووكالة الفضاء الأوروبية والمركز الوطني الفرنسي للدراسات الفضائية، والتي قدمت أحدث التطورات في تكنولوجيا الأقمار الصناعية وتطبيقات البيانات وفرص التعاون مع المؤسسات الأفريقية.
وكان من أبرز فعاليات اليوم الثاني اجتماع المجموعة العربية، حيث اجتمع ممثلون من وكالات الفضاء العربية لاستكشاف التعاون الإقليمي وبناء الجسور بين أفريقيا والعالم العربي في مجال علوم الفضاء.
وأكد الاجتماع على ضرورة تعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة العرب والأفارقة، وخاصة في البعثات المشتركة، ونقل التكنولوجيا، وتنسيق السياسات.
واختتم اليوم بزيارة ثقافية إلى المتحف الوطني للحضارة المصرية، مما أتاح للمشاركين فرصة فريدة للتفاعل مع التراث القديم لمصر مع تعزيز الحوار غير الرسمي والتفاهم المتبادل بين قادة الفضاء.
يواصل مؤتمر الفضاء الجديد لأفريقيا 2025 اكتساب زخم باعتباره منصة استراتيجية لإعادة تعريف دور أفريقيا في صناعة الفضاء العالمية.
مع التركيز القوي على الوحدة والابتكار والنمو الشامل، يعكس الحدث التزامًا مشتركًا باستغلال تكنولوجيات الفضاء كركيزة أساسية للتنمية والتحول الرقمي في أفريقيا.
