الأمة الثقافية

“قَلبٌ يُغرِّدُ للحياةِ”.. شعر: محمّد الشرقاوي

(تحية للعالم الداعية: د. غريب جمعة)

———————–

لِلقَلْبِ سِرٌّ مُحكَمٌ وعجيبُ

بيدِ الإلهِ وما لهُ تَسريبُ

لَكِنْ لهُ بَعضُ الدلائلِ إنْ بَدَتْ

فاعلمْ بأنَّكَ للنجاةِ قَريبُ

النورُ بعدَ النورِ يَمضي في المدَى

فيخافُ مِنهُ الجهلُ والتغريبُ

غُصنٌ تَمَسَّكَ بالجذورِ فسارعتْ

مِنهُ الثمارُ تَقُولُ مَن سيجيبُ

ويَعودُ تحتَ الغُصنِ ظِلٌّ باسِمٌ

يدنو لِمَن يدنو إليهِ نَصيبُ

كَفُّ العلُومِ تَخطُّ كُلَّ سَلامةٍ

والدينُ حصنٌ شاهِقٌ وطبيبُ

والحقُّ يَمنحُ للعصورِ فَوارِسًا

مِنهُمْ هُنالِكَ عالمٌ وخَطيبُ

يتفكرونَ بِكلِّ أمرٍ قادِمٍ

إنَّ القياسَ يَصونُهُ التقريبُ

هُمْ مِثْلُ غَيثٍ في فَلاةٍ أفلَسَتْ

وقَضى عليها القَيظُ والتخريبُ

لكِنَّها عادتْ بمنحةِ خالقٍ

حتى يَزولَ مُعانِدٌ ومُرِيبُ

حتى يَسيرَ العدلُ بينَ دروبِنا

فالأمنُ إنْ هُجِرَ الكتابُ سَليبُ

والليلُ دُوْنَ الذكْرِ كَهفٌ مُوحِشٌ

ثَوبٌ حزينٌ تَعتريهِ ثُقوبُ

هلْ يُنقِذُ الأوطانَ إلَّا عالِمٌ

اللهُ قصدٌ والرسولُ حبيبُ؟!

هلْ يَنفعُ الأجيالَ إلَّا مُخلِصٌ

في سَعيهِ الإصلاحُ والتهذيبُ؟!

يَطوي المدائنَ في الصباحِ مُعلِّمًا

فتفِرُّ مِن كُلِّ النفوسِ عيوبُ

وتلينُ في شتى الأُمورِ مَصاعِبٌ

وتغيبُ عن سعيّ الرجالِ خُطوبُ

في الليلِ يَمكثُ طالبًا مُستَبصِرًا

حولَ الكنوزِ ودأْبُهُ التنقيبُ

يَستقبِلُ الفَجرَ الأمينَ بدعوةٍ

اللهُ مِن فوقِ السماءِ مُجيبُ

هيَّ دعوةٌ للمسلمِينَ جميعِهِمْ

ألَّا يكونَ بأرضِهِمْ مَنكوبُ

ألَّا يَعيشَ الذئبُ بينَ صفوفِنا

ألَّا تسيرَ إلى الديارِ حروبُ

أنْ تَصمدَ الشمسُ الكريمةُ دونَما

يدنو كُسوفٌ نحوَها وغُروبُ

أنعِمْ بجمعِ الصالحينَ إذا بَدَوا

فالحرفُ مِسْكٌ والفؤادُ رحيبُ

والعزمُ ليثٌ والثيابُ طهارةٌ

والصدقُ تاجٌ ثابتٌ ورقيبُ

والعهدُ في دربِ المحبةِ خالدٌ

بُرهانُ ذلكَ في القصيدِ وجوبُ

فانظرْ بِفَخرٍ نحو وجهِ فصيحِنا

يروي المسائلَ بالدليلِ (غَريبُ)

هَذا ابنُ (جمعةَ) عالِمٌ ومُفَسِّرٌ

جمعَ المحاسِنَ فِكرُهُ المحبوبُ

أهديتَ للإنسانِ عِلمًا ساطِعًا

هذا إلى دربِ العلا تَرغيبُ

(قبسٌ مِن الإعجازِ في قُرآنِنا)

نَبعٌ طهُورٌ سائِغٌ مطلوبُ

تلكَ التراجمُ للنجومِ يصونُها

صوتُ الوفاءِ وفَيضُهُ المكتوبُ

أبشِر وأبشِر يا (غريبُ) برِفعةٍ

فبكُلِّ حرفٍ سار مِنك تُصيبُ

في الدارِ ثُمَّ الدارِ أرفعَ مَنزِلٍ

يبقَى النعيمُ ولنْ يراهُ شُحوبُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى