قررت الولايات المتحدة إحياء مسار التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط جهود دولية متباينة لوقف الحرب المستعرة منذ أبريل 2023، وذلك بعد نحو عشرين شهرا من المحادثات المتوقفة في جدة بالسعودية.
جولة مفاوضات
شهدت جولة جدة الأخيرة نهاية العام الماضي فشلا ذريعا في التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار رغم التوقيع على وثيقتين سابقتين حول حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية التي لم تنفذ على الأرض، ورفضت الحكومة السودانية مؤخرا نقل المفاوضات إلى جنيف مؤكدة تمسكها بتنفيذ بنود إعلان جدة كشرط مسبق لأي مفاوضات جديدة.
دور ضعيف للاتحاد الافريقى
على الصعيد الأفريقي ظل دور الاتحاد الأفريقي ضعيفا ومترددا، حيث عطل تعليق عضوية السودان بالإضافة إلى المواقف المتباينة للدول الأعضاء تنفيذ خريطة الطريق التي طرحها الاتحاد في يونيو 2023، كما فشلت هيئة إيغاد في عقد لقاء يجمع بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو حميدتي في ديسمبر الماضي مما أوقف جهود لجنتها الرئاسية للسلام
أطلقت الإدارة الأمريكية تحركات جديدة، حيث استضافت واشنطن في يونيو الماضي اجتماعا لسفراء السعودية ومصر والإمارات ضمن ما يعرف بالمجموعة الرباعية لكن اجتماعا مخططا لوزراء الخارجية في يوليو ألغي بسبب الخلافات الداخلية.،
حمدوك يدعم امريكا
شهدت الأسابيع الأخيرة لقاءات سرية جمعت المبعوث الأمريكي مسعد بولس بكلا الطرفين في سويسرا مما أثار تساؤلات حول مضمون هذه المحادثات ونتائجها.، وداخل السودان طالب القيادي مبارك أردول بالشفافية حول هذه اللقاءات بينما أعلن تحالف صمود بقيادة عبد الله حمدوك دعمه للمبادرة الأمريكية.
غياب الارادة السياسية
يواجه مسار السلام عقبتين رئيسيتين ، اولهما وفقا لرأى خبراء، هو غياب الإرادة الحقيقية لإنهاء الحرب، والثانى هو التباين في مراكز اتخاذ القرار داخل الحكومة السودانية، ويعتقد مراقبون أن واشنطن تسعى لتحقيق اختراق سريع في الملف السوداني يضاف إلى رصيدها السياسي رغم التحديات الكبيرة.
قد تبدأ أي تسوية محتملة بفتح ممرات إنسانية ثم هدنة مؤقتة تليها ترتيبات سياسية وأمنية أشمل لكن الطريق لا يزال محفوفا بالمخاطر.، فمن أبرز التحديات إعادة تشكيل المشهد السياسي الداخلي بمشاركة القوى المدنية وتحديد مستقبل قوات الدعم السريع والتحالفات المتشابكة.