“بين المرابع”.. شعر: يسري الخطيب
كتبتُ هذه القصيدة بعد انتهاء امتحاناتي في الثانوية العامة، في القرن الماضي .. فهي من قصائد البدايات، ورغم ذلك، فالإذاعية حكمت الشربيني تعيد قراءتها بإذاعة الشرق الأوسط مع إطلالة الربيع سنويا
———————————————
تاقتْ عيوني للربيعِ ولم يزلْ
همسُ المرابعِ ساكنـًا وجداني
أَتنسَّمُ الأزهارَ أنفاسَ الرُّبَـى
وأداعبُ الأطيارَ في البستــانِ
هامتْ شجوني في الخَميلةِ ترتوِي
من جَـمِّ أشجارٍ ومِن أوزاني
من وردةٍ حمراءَ في وَجَناتِها
سِحرٌ يداعبُ في الكَـرَى أجفاني
ويعودُ قلبي للطفولةِ دالفــًا
وأرى الخمائلَ عُـدْنَ في أحضاني
******
من بين أعطافِ النخيلِ تزورُني
روحُ الزمانِ على السعوفِ مُسافـرهْ
والشمسُ داعبت البسيطةَ لَمْلَمَتْ
خيْطَ المساءِ بكفـِّها في دائـرهْ
وتنفّسَ الصبحُ المُـزيَّـا بالندَى
يحبـو وينتظرُ القلوبَ النيــِّـرهْ
والتينُ والزيتونُ في آياتنا
والطيرُ في الأجواءِ..قُـلْ مَن طَـيَّـرَهْ ؟
أجترُّ عند “الكَـرْمِ” ذِكـرَى “طائفٍ”
فيسيلُ دمعي في الرياضِ الشاعرهْ
******
يشدو على أيْـكِ الخميلةِ بلبلٌ
بين الطيورِ وخلفهُ الشحرورْ
غَـنَّى فقام البدرُ من عليائهِ
طَـرِبـًا تُراقِصُهُ عروشُ النورْ
وتفوحُ أنسامُ الربيعِ وعطرُها
مَـجْـلَى الطبيعةِ رَوْنَقـًا وحُبورْ
في نفحةِ الزهر النديِّ قصيدةٌ
للأنفسِ الظمأى وكلِ كدورْ
سحرُ الطبيعةِ والطبيعة ُها هُنا
بين الجداولِ والسواقي تدورْ
******
تاقت عيوني للجمالِ وخلـتُـني
بين الخمائلِ طائـرَ الكروانِ
أشدو وتشدو في الدُنا قيثارتي
فتردّدُ الأزمانُ في ألحاني
وصحوتُ من نومي وكُـلِّي شاعرٌ
يبغي الرياضَ وسِحْـرَهَا الفـتَّانِ
مُـذْ عانَـقَـتْ عيني طيوفَ خميلةٍ
زَهِـدَتْ حياة شوارعٍ و(مباني)
قالت: حياةُ الشعرِ بين مرابعٍ
عطرُ القريضِ وآيةُ الفـنَّانِ