في خطوة مثيرة للجدل، أفادت تقارير إعلامية موثوقة بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخطط لتوفير كميات كبيرة من البلوتونيوم المتبقي من عصر الحرب الباردة لاستخدامه كوقود في المفاعلات النووية الجديدة. هذا الخبر، الذي نشرته وكالة رويترز حصرياً، يأتي في سياق جهود الإدارة لتعزيز صناعة الطاقة النووية الأمريكية وسط ارتفاع الطلب على الكهرباء.
وفقاً لتقرير رويترز الحصري، تخطط إدارة ترامب لتوفير حوالي 20 طناً مترياً من البلوتونيوم المستخرج من الرؤوس النووية المفككة خلال حقبة الحرب الباردة، ليتم استخدامه كوقود محتمل في مفاعلات الطاقة الأمريكية.
هذه الكمية مستمدة من مخزون إجمالي يبلغ 34 طناً من البلوتونيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة، والذي كان ملتزماً بالتخلص منه بموجب اتفاقية عدم الانتشار النووي مع روسيا عام 2000.
ستطلب وزارة الطاقة الأمريكية (DOE) اقتراحات من قطاع الصناعة في الأيام القادمة. سيتم تقديم البلوتونيوم بتكلفة زهيدة أو مجانية، مع تحمل الشركات تكاليف النقل، التصميم، البناء، والتفكيك للمنشآت المعتمدة من الوزارة لإعادة التدوير والمعالجة.
تأتي هذه الخطوة كتكميل لأمر تنفيذي وقعه ترامب في مايو 2025، والذي يوقف جزءاً كبيراً من برنامج التخلص من الفائض من البلوتونيوم ويحوله نحو استخدامه في الوقود النووي المتقدم.كما يشمل الأمر تقييماً للنفايات النووية كوقود محتمل.
لم تكشف التفاصيل الكاملة عن التوقيت الدقيق، لكن الخطة تندرج ضمن جهود أوسع لتسريع بناء مفاعلات نووية جديدة، بما في ذلك برنامج “البرق” الذي يهدف إلى تشغيل مفاعلات تجريبية بحلول يوليو 2026.
هذه الخطة تهدف إلى تعزيز سلاسل التوريد النووية المحلية، خاصة مع زيادة الطلب على الكهرباء بسبب مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي.
البلوتونيوم، الذي يتميز بعمر نصف يبلغ 24 ألف عام، كان جزءاً أساسياً من الترسانة النووية الأمريكية خلال الحرب الباردة. حالياً، يُخزن في منشآت محصنة مثل سافانا ريفر في كارولاينا الجنوبية، بانتيكس في تكساس، ولوس ألاموس في نيومكسيكو، مع الحاجة إلى التعامل الدقيق باستخدام معدات واقية.
بموجب اتفاق 2000 مع روسيا، كان يُخطط لتحويل البلوتونيوم إلى وقود أكسيد مختلط (MOX) للمفاعلات، لكن المشروع أُلغي في 2018 خلال الولاية الأولى لترامب بسبب تكاليفه التي تجاوزت 50 مليار دولار.
قبل الأمر التنفيذي لعام 2025، كان البرنامج يركز على خلط البلوتونيوم بمادة خاملة ودفنه في موقع تخزين تجريبي في نيومكسيكو (WIPP)، بتكلفة تقدر بـ20 مليار دولار.
استخدام البلوتونيوم كوقود حدث فقط في تجارب قصيرة الأمد في الولايات المتحدة، دون تطبيق تجاري واسع.
أثارت الخطة مخاوفاً كبيرة بين خبراء السلامة النووية، الذين يرونها محفوفة بالمخاطر. الفيزيائي النووي إدوين ليمان من اتحاد العلماء المهتمين وصف الفكرة بأنها “ضرب من الجنون”، محذراً من تكرار فشل مشروع MOX، ومؤكداً أن البلوتونيوم نفاية خطيرة يجب التخلص منها بطريقة آمنة وأقل تكلفة.
كما يعارض خبراء عدم الانتشار النووي إعادة التدوير، محذرين من أن سلسلة التوريد قد تكون هدفاً للجماعات المسلحة أو الدول المعادية.
من جهة أخرى، تدعم الإدارة الخطة كجزء من استراتيجية لتعزيز الطاقة النووية، مع آراء إيجابية من بعض الخبراء في الصناعة الذين يرون فيها فرصة لزيادة القدرة النووية بنسبة 7% من خلال إعادة التشغيل والترقيات.
إذا تم تنفيذ الخطة، قد تؤدي إلى زيادة في أسعار اليورانيوم واستثمارات في الصناعة النووية، كما حدث بعد أوامر ترامب السابقة.
ومع ذلك، يجب على الإدارة النظر في المخاوف الدولية، خاصة مع روسيا، والتأكد من الامتثال لمعاهدات عدم الانتشار.
بينما تمثل خطة ترامب لاستخدام البلوتونيوم من الحرب الباردة خطوة جريئة نحو طاقة نووية متقدمة، إلا أنها تواجه انتقادات شديدة بشأن السلامة والتكاليف. يُنصح بمتابعة التطورات من مصادر موثوقة مثل رويترز للحصول على تحديثات دقيقة. لمزيد من المعلومات حول الطاقة النووية في أمريكا، يمكن الرجوع إلى تقارير وزارة الطاقة.