يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة منذ انتخابه مجددًا عام 2024. هذه العودة تأتي وسط أجواء من التوتر العالمي، حيث تنتظره ملفات معقدة مثل الحرب المستمرة في غزة، الحرب في أوكرانيا، التوتر مع إيران، إلى جانب تصاعد الانتقادات الغربية بسبب القضية الفلسطينية.
الحرب على غزة تفرض نفسها بقوة على اجتماعات الجمعية العامة. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أن الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في أكتوبر 2023 يمثل “وصمة عار على ضمير الإنسانية”، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش معاناة يومية.
رغم الانتقادات الدولية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيلتقي ترمب في نيويورك، بينما أكدت مصادر دبلوماسية أن القضية الفلسطينية ستكون محور النقاشات.
الاعتراف بدولة فلسطين يربك المشهد
المستجد الأبرز هذا العام هو اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين، بالإضافة إلى رفع العلم الفلسطيني لأول مرة أمام مقر الأمم المتحدة. المندوب الفلسطيني رياض منصور وصف هذه الخطوة بأنها “تاريخية”، بينما اعتبرها مراقبون تحولًا في موازين الدعم الدولي.
إلا أن ترمب لم يوضح حتى الآن موقفه النهائي من هذه التطورات، وسط توقعات بأن يركز في خطابه على “أمن إسرائيل” كأولوية.
الحرب في أوكرانيا لا تزال مستمرة
الأزمة الأوكرانية تظل حاضرة في أروقة الأمم المتحدة، مع استمرار الدعم الغربي لكييف في مواجهة روسيا. من المتوقع أن يعيد ترمب التأكيد على موقفه المتشدد من موسكو، رغم وجود أصوات داخل إدارته تطالب بفتح قنوات دبلوماسية جديدة.
التوتر مع إيران على طاولة النقاش
الملف الإيراني يمثل بدوره تحديًا إضافيًا. تصريحات أمريكية وصفت برنامج طهران الصاروخي بأنه “مهدد للأمن الإقليمي”، بينما ردت إيران على لسان مسؤوليها بأن هذه الاتهامات “لا أساس لها”. المراقبون يرون أن عودة ترمب قد تزيد من احتمالات التصعيد إذا تبنى نهجًا متشددًا مشابهًا لفترة ولايته الأولى.
يقول ريتشارد جوان، مدير مكتب مجموعة الأزمات الدولية في نيويورك، إن “وجود ترمب سيعيد الأمم المتحدة إلى أجواء الجدل التي سادت بين 2016 و2020″، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي معروف بمواقفه المثيرة للانقسام داخل المنظمة الدولية.
تتجه أنظار العالم إلى نيويورك لمتابعة خطاب ترمب أمام الجمعية العامة، حيث سيختبر قادة العالم ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيواصل سياسته السابقة القائمة على الانسحابات والضغوط المالية، أم أنه سيقدم رؤية جديدة للتعامل مع أزمات العالم المتفاقمة.
