تقاريرسلايدر

توترات تاريخية بين الإمارات والسعودية تكشفها وثائق بريطانية سرية

تظهر الأرشيفات البريطانية أن الشيخ زايد شكك في طموحات الرياض الإقليمية وسعى إلى التدخل الأميركي لمواجهة المطالبات الإقليمية السعودية.

كشفت وثائق بريطانية رُفعت عنها السرية مؤخرًا عن توترات طويلة الأمد وهادئة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تعود إلى تأسيس الإمارات. وتُظهر سجلات الأرشيف الوطني البريطاني في لندن أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان متشككًا في نوايا السعودية الإقليمية، حتى أنه طلب تدخل الولايات المتحدة لوقف مطالبات المملكة الإقليمية بجيرانها الخليجيين.

تتعلق الوثائق بزيارةٍ في أبريل/نيسان ١٩٨٦، عندما استضاف الشيخ زايد النائب البريطاني المحافظ جوليان أميري في أبوظبي. وُصفت المذكرات بأنها “صريحة ومُثيرة للقلق”، وركزت على مستقبل العلاقات الخليجية، وخاصةً بين أبوظبي والرياض.

وبحسب مذكرات أميري، فقد أعرب الشيخ زايد، إلى جانب الشيخ سرور بن محمد آل نهيان (رئيس الأركان آنذاك)، عن قلقهما العميق إزاء سلوك السعودية ــ وخاصة بعد محاولاتها التاريخية للسيطرة على واحة البريمي الغنية بالنفط والمياه، وهي منطقة متنازع عليها منذ فترة طويلة مع عُمان والإمارات المتصالحة (التي أصبحت فيما بعد الإمارات العربية المتحدة).

شكوك الإمارات تجاه الطموحات السعودية

وتؤكد الوثائق أن الشيخ زايد ندم على توقيع “اتفاقية جدة” عام 1974 مع الملك فيصل، واعتبرها تنازلاً كبيراً، خاصة فيما يتعلق بترسيم الحدود.

ومن المثير للدهشة أن الشيخ زايد أخبر النائب البريطاني صراحة أنه طلب من المسؤول الأميركي ريتشارد مورفي ــ مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى آنذاك ــ توصيل رسالة مباشرة إلى المملكة العربية السعودية، يحثها فيها على عدم تقديم مطالبات إقليمية ضد حلفائها، وخاصة في إشارة إلى عُمان وأبو ظبي.

وأشار أميري في تقريره إلى أن الاهتمام الإماراتي قد تحول في تلك المرحلة إلى ما هو أبعد من القضية الفلسطينية للمرة الأولى، وأصبح الآن يركز صراحة على طموحات المملكة العربية السعودية الإقليمية – وهو ما فسره على أنه علامة على تغيير أولويات السياسة الخارجية في أبو ظبي.

وتأتي هذه الاكتشافات في وقت يشهد تحولات سياسية كبرى وتعقيدا متزايدا في العلاقات الخليجية، مما يجعل وثائق تاريخية مثل هذه حيوية لفهم الديناميكيات العميقة الجذور وراء التقارب أو الخلاف بين العواصم الخليجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى