أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، أمس السبت، عن استهدافها “عدة مواقع” على الجانب الآخر من الحدود مع باكستان، وذلك في رد على غارات جوية شنتها القوات الباكستانية في وقت سابق. يأتي هذا التصعيد في ظل تزايد التوترات بين الجارتين حول قضايا أمنية وحدودية عالقة منذ عقود.
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن قوات حركة طالبان استهدفت “مراكز ومخابئ لعناصر تهدد أمن أفغانستان وتقف وراء هجمات داخل أراضيها، وذلك جنوب شرق البلاد”. واستخدم البيان مصطلح “الخط الافتراضي” للإشارة إلى الحدود بين البلدين، في رفض واضح للاعتراف بالترسيم الحالي المعروف بخط ديورند، الذي رسمه الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر.
وفي توضيح للبيان، قال المتحدث باسم الوزارة، عناية الله خوارزمي: “نحن لا نعتبر هذه الأراضي تابعة لباكستان، وبالتالي لا يمكننا تأكيد الموقع المحدد، لكنها كانت على الجانب الآخر من الخط الافتراضي”.
جاء هذا الرد بعد تصريحات أفغانية توعدت بالثأر لغارات جوية باكستانية قالت إنها أسفرت عن مقتل مدنيين. من جانبها، أوضحت السلطات الباكستانية أن الغارات استهدفت مخابئ لمتشددين يشنون هجمات مسلحة داخل باكستان انطلاقاً من الأراضي الأفغانية، وهو ما تنفيه حركة طالبان.
ويرى مراقبون أن هذا النزاع يبرز الحاجة إلى الحوار بين الطرفين لحل القضايا الحدودية والأمنية بشكل يحفظ استقرار المنطقة. وفي ظل ما يعانيه الشعبان الأفغاني والباكستاني من تحديات مشتركة، تأمل القوى الإسلامية في أن يسود صوت الحكمة والتعاون بين البلدين لتجنب المزيد من الصراعات.