حقيقة اللقاء بين الدبيبة ومدير الموساد وتفاصيل مكاسب حكومته من التطبيع مع الاحتلال

كشفت وثيقة سرية،تم تداولها علي حسابات متطابقة بتوتير عن اجتماع رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة مع مدير الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية.
وتناولت المباحثات “خطوات عملاتية لتطبيع العلاقات بين الجانبين، مقابل حشد إسرائيل الدعم السياسي والعسكري لصالح الدبيبة وحكومته
وافادت الوثيقة بأن هذا الاجتماع تمّ ترتيبه بالتعاون مع الأردن والإمارات العربية المتحدة وبإشراف الولايات المتحدة، وجرى تكليف مدير المخابرات الأردنية اللواء أحمد حسني بالإشراف على تحضيراتها اللوجستية، وبما يضمن حصولها بسرية تامة.
فيما قال مسؤولون كبار في طرابلس الغرب إن الدبيبة كان على علم بإجتماع روما “بين وزيرته ووزير العدو” ، وإنه اطّلع من المنقوش على تفاصيله بعد عودتها إلى ليبيا، وإن الدبيبة يجد «أن مصلحة حكومته هي في الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، لكنه يريد تنظيم العملية بطريقة هادئة خشية رد فعل الشارع الليبي الذي لا يزال بغالبيته يدعم القضية الفلسطينية».

ووقد اعتبرت مصادر ما ردود الفعل الشعبية الغاضبة علي التطبيع مع العدو بعد الكشف عن لقاء المنقوش وكوهين أكد له صحةَ مخاوفه لذلك، اتفق مع المنقوش على إقالتها، على أن لا تتم معاقبتها.
يأتي هذا في الوقت الذي نشرت حسابات منسوبة لنجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الموقوفة اكدت فيه أنها لن تسمح بأن تكون كبش فداء للقاء تم بضوء أخضر من الدبيبة وبتنسيق مع الإيطاليين عند زيارته لهم ..مضيفة بأني لست خائنة انا نفذت قرار رئيس الحكومة.
من جانبه لم تستبعد وزيرة الشئون الاجتماعية الليبية السابقة سمير الفرجاني في تدوينة لها علي فيس بوك إمكانية عودة المنقوش الي سدة وزارة الخارجية بعد أن تنصلت من المسئولية عن القاء الذي تم بضوء أخضر من الدبيبة وبتنسيق مع الإيطاليين وقف مزاعم الوزيرة المحالة للتحقيق.
الناشط السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم علق علي أزمة حكومة الدبية بعد لقاء المنقوش –كوهين بالقول :تواجه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة في العاصمة الليبية طرابلس تحديات كبيرة بسبب تورط وزيرة الخارجية الموقوفة في اجتماع روما، مما أدى إلى تدهور وانخفاض الدعم الشعبي لها.
وغرد علي توتير قائلا :هذا الوضع الهش يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصراع في طرابلس بسرعة أكبر مما هو متوقع، ولا يعد الهجوم السياسي الذي يستهدف قواعدها سوى جزءًا بسيطًا من التهديد الذي تواجهه.
ورجح أن يحدث انفجار في الوضع الحالي، ويجب علينا أن نكون على استعداد لذلك مضيفا :يمكننا سماع اجراس الانذار المبكر بسهوله وادراك كافة مؤشراتهم
فيما كشف مصدر حكومي ليبي، اليوم “طريقة التحقيق مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الموقتة الموقوفة عن العمل نجلاء
ونقل عن المصدر الحكومي، قوله إن “التحقيق مع المنقوش يجري عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي وخصوصًا واتساب”.
وأعلن النائب العام الليبي، أمس السبت، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول واقعة لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، في رُوما.
وبدوره استنكر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو كشف لقاء نجلاء المنقوش ووزير خارجيته إيلي كوهين
– وتابع نتنياهو في تصريحات له أن كشف لقاء كوهين والمنقوش عصف بالوزيرة الليبية وأدى لموجة من ردود الأفعال المنددة في ليبيا تسببت في إقالة المنقوش
– ومضي للقول إعلان كوهين عن لقائه بالمنقوش لم يكن مفيدًا لكن صارت الأمور واضحة الآن، وقد وجهت جميع وزراء حكومتنا بأن الاجتماعات من هذا النوع يجب أن تتم الموافقة عليها مسبقا من مكتبي.
في السياق ذاته قالت صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية إن ليبيا في عهد القذافي كانت دولة ضخمة تمثل رمزًا للعداء العربي الأبدي لـ إسرائيل، واستضاف القذافي ودرب عناصر منظمة التحرير الفلسطينية، وعمل حتى آخر يوم له على منع قبول الدول الأفريقية بإسرائيل.
وأضافت: من كان يُصدق أن تكون لدينا علاقة رسمية ومفتوحة مع ليبيا بموقعها الجغرافي وحجمها المهم للغاية لإسرائيل، حيث تُمثل علاقتنا معها سقوط لبنة أخرى في جدار الصراع العربي الإسرائيلي، وعلى أي شخص لديه القليل من الوطنية الإسرائيلية أن يتحمس لهذا التطور الذي لم يأت بالصدفة، فكوهين حدده هدفًا واضحًا لوزارة الخارجية، وفق سياسة التطورات الاختراقية، وسجل إنجازًا تاريخيًا، لكنه تحول لحدث سيئ وإحراج للمنقوش التي هربت من ليبيا.
وتابعت بأن الفصيلين اللذين يحكمان ليبيا في الشرق والغرب يعترفان بإسرائيل ويقدرونها ويريدان إقامة علاقة معها، واللقاء التاريخي بين كوهين والمنقوش برعاية إيطاليا ليس مستغربًا، فممثلو شرق ليبيا التقوا في السابق بممثلين إسرائيليين، بل وقاموا بزيارة تل أبيب،علي حد زعمها
وأضافت “خارجية إسرائيل لم تخرق اتفاقها مع المنقوش، حيث تم الاتفاق معها مسبقاً على أن يتم الإعلان عن اللقاء، والذي حدث هو تقديم الإعلان عن الموعد بضع ساعات”.
من جانب أخر طالب المجلس الأعلى للدولة الليبي بالإسراع في نشر تفاصيل التحقيقات حول اللقاء الذي جمع في العاصمة الإيطالية روما وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الموقوفة نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين.
جاء ذلك خلال جلسة تشاورية عقدها بطرابلس الأحد، المجلس الأعلى للدولة الليبي بحضور 48 عضوا (من إجمالي 145 عضوا)، وفق بيان للمجلس.
وجاءت الجلسة “لمناقشة تداعيات لقاء وزيرة الخارجية مع وزير خارجية الكيان الصهيوني”، وفق تعبير البيان.

وذكر بيان “الأعلى للدولة” أن “المجلس يدين أية اتصالات مع الكيان الصهيوني على أي مستوى كان” مؤكدا على “الثوابت الوطنية وتجريم الاتصالات حسب القوانين السارية “.
ويحظر القانون الليبي رقم 62 والصادر عام 1957 على كل شخص طبيعي أو اعتباري أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم.
ويعاقب كل من يخالف ذلك بالسجن مدة لا تقل عن ثلاثة سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات ويجوز الحكم بغرامة مالية.
وفي ذات البيان طالب المجلس “بالإسراع في نشر تفاصيل التحقيقات حول هذه القضية وإدانة الشخصيات المتورطة والوقوف ضد أية إجراءات تعارض إرادة الشعب الليبي