مقالات

د. أحمد الريسوني يكتب: هل جزاء الحصار إلا الحصار؟

منذ عام 2005 تفرض دولة الإرهاب والإجرام -المسماة إسرائيل- حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة وسكانه الذين يفوق عددهم المليونين.

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي شدَّدوا حصارهم الأثيم حتى شمل الماء والغذاء والدواء، ولو استطاعوا لمنعوا عن أهل غزة حتى الهواء!

وهم الآن يحاصرون المستشفيات، ويقطعون الطرقات، ويقصفون النساء والأطفال الجائعين، الباحثين عن لقمة عيش.

ومنذ أيام دعا (التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة) إلى محاصرة سفارة العدو الصهيوني بعمان. واستجابة لهذه الدعوة، يقوم آلاف المواطنين الأردنيين الآن بمحاصرة السفارة الصهيونية لدى الأردن.

مبادرة الشباب الأردني والشعب الأردني هي نموذج رائد للمقاومة الشعبية السلمية، لما يمارسه العدو الصهيوني من إجرام وعدوان وتجبر وطغيان. وهي مبادرة جديرة بأن يقتدى بها، ويُـنسج على منوالها.

فالجيوش العربية والإسلامية ممنوعة من أي مناصرة للشعب الفلسطيني، ومخصصة فقط للقمع الداخلي.. وبعضها مشارك في حصار غزة برا وبحرا وجوا..

والشعوب العربية والإسلامية محجورة ومحجوزة عن التطوع لمساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة.

بينما إسرائيل يتدفق عليها المقاتلون المرتزقة، من مختلف دول العالم، مقابل رواتب مغرية.

وحتى مجرد جمع التبرعات المالية للشعب الفلسطيني ومقاومته، ممنوع في معظم الدول العربية، بينما دولة الاحتلال تتلقى الدعم بالمليارات، الآتية من جميع الاتجاهات.

في هذه الأجواء السياسية الخانقة الكالحة، تأتي المبادرة الشعبية الأردنية بمحاصرة سفارة المعتدين المجرمين..

فلتكن فاتحةً لكسر الحصار القاتل المفروض على قطاع غزة. إنه الحصار على الحصار، والحصار لكسر الحصار. وليكن الشعار هو: (محاصرة إسرائيل في كل مكان وفي كل مجال)، وذلك:

1- بمحاصرة السفارات والقنصليات والممثليات الصهيونية.. فإن تعذر الحصار لها، فالاعتصام أمامها.

2- إذا لم توجد سفارات وقنصليات وبعثات إسرائيلية رسمية، فالسفارات الأمريكية تقوم مقامها، باعتبار الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الأول والداعم الأكبر لإسرائيل وجرائمها: عسكريا وسياسيا وماليا.

3- المقاطعة التامة للشركات والمنتجات والمؤسسات الإسرائيلية والداعمة للعدوان والاحتلال.

وكل هذا يحتاج إلى تنظيم حملات متواصلة للتوعية، حتى يعرف العالم كله – ويتذكر دوما – حجم الجرائم والفظائع الصهيونية الوحشية، وطبيعة الحصار القاتل، المفروض على قطاع غزة منذ 2005م.

د. أحمد الريسوني

فقيه مقاصدى ومفكر مغربى أستاذ أصول الفقه مقاصد الشريعة بجامعة قطر، والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى