د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: ثلاثة أمور في مصر!
ثلاثة أمور في مصر ينبغي أن ينبعث لها العقلاء، ويتصدى لها العلماء، ويُنتدب لها أهل الحل والعقد، وتكون محلًا للاهتمام والدراسة في المراكز البحثية التي تُعنى بقضايا المجتمع المصيرية، ويركّز عليها الخطباء والوعّاظ والمصلحون.
هذه الأمور الثلاثة؛
أولها: أفراح الزواج،
وثانيها: العزاء في الميت،
وثالثها: الثانوية العامة.
👈 أما الأفراح في الزواج؛ وما يتم فيها من أول الخِطبة إلى ما بعد الزفاف بيوم -وربما أكثر- فبعضه خارج عن نطاق المنطق والمعقول، ومعظمه متدثّر بالعادات والتقاليد، وأغلبه طلبًا للسُّمعة والتفاخر.. وبعضه لا يكاد عقلي يستوعبه أو يجد له مبرِّرًا أبدًا.. مما كان سببًا مباشرًا في تعسّر الزواج على الكثير من الشباب والشابات.. والإحصائيات معروفة والواقع ملموس ومُشاهَد..
👈 وأما العزاء في الميت؛ فمراسم العزاء من أول النعي في الجرائد ومكبرات الصوت ووسائل التواصل، ونصب السرادقات وإعداد الطعام وغير ذلك؛ مما صار إرهاقًا للناس، وإهلاكًا للثروات، وتبديدًا للأموال، ونشرًا لمظاهر التفاخر، على عكس ما ينبغي أن يكون؛ عظةً بالموت، وتنبهًا لحقيقة الحياة، وزهدًا فيها.
👈 وأما الثانوية العامة؛ فلم أجد في دولة من دول العالم كله شيئا مثل ما هو عندنا؛ حتى في العالم العربي! وليست الثانوية هي المعيار الحقيقي والواقعي للنجاح في هذه الحياة، لا سيما في مصر، والجميع يعرف الواقع المر ويلمسه كل يوم.. لكن أبناءنا ضحية أسرهم الذين هم -بدورهم- ضحية لهذا المجتمع المملوء بالأخطاء والمسكون بالمظاهر والمضغوط عليه ذهنيًا بأوهام لا تنتهي؛ أشهرها ما تمجّه أذناي؛ وهو ما بات يُعرف بكليات القمّة! وأيمُ الله لا هي قمة ولا يحزنون، إنما هي عِمّة لبسها البعض وصدّقها الكثير.. والواقع المُرّ ظاهر للعيان! ولكنّا لا نتعظ ولا نتأمل.. وإلى الله المشتكى.
فما المهندس والطبيب والصيدلاني إلا أصحاب حِرَف يأخذون أجورهم عليها؛ كأي صاحب حِرفة يأخذ أجرًا على حِرفته، إن أتقن واتّقى الله استحقّها وأُجِر، وإلّا فهو غاشٌ لمجتمعه، وخائنٌ للأمانة، وأكّالٌ للسُحت.. ثم إن حالهم في بلدنا صار إلى ما تعرفون! فعلام نتقاتل؟ ولماذا نتجاهل هذا الواقع ونريد أن نحشر أبناءنا حشرًا في ذلك الطريق؟! لا أدري!
ألا إنّما هذا المقال سهم في الاتجاه، ليس إلّا.. وإلا فالواقع يحتاج -كما بدأت كلامي- لتضافر الجهود، وتركيز دعوات الإصلاح، وتوحيد الجهود المبذولة للتّصحيح والتّرشيد على أعلى مستوى وبكل حزم، وعلى الله قصد السبيل.