مقالات

د. محمد أكرم الندوي يكتب: دراسة كتب الأدب العربي

سألني طلاب معهد السلام اليوم عن الترتيب الذي يتبعونه في دراسة كتب الأدب العربي، فقلت:

ينبغي لمن أتقن كتب النحو والصرف والقراءة العربية مثل سلسلة (العربية للناشئين) وما في مستواها، أن يعتني بـ(كليلة ودمنة)، وهو كتاب مختصر، يعينهم على تذوق الأدب العربي في يسر وسهولة وفصاحة وبيان، وأصله كتاب في الهند، ترجم إلى الفارسية، ونقله ابن المقفع من الفارسية إلى العربية، وصار هو الأصل، وفقد الكتاب الهندي والكتاب الفارسي، وقد ترجم من العربية إلى عامة اللغات العالمية، وحدثنا شيخنا أبو الحسن الندوي أنه قرأه أربعين مرة، فاتبعته وقرأته أربعين مرة أو أكثر، وأوصي تلاميذي أن يقرأوه أربعين مرة.

ثم ينبغي لهم أن يطالعوا كتاب (مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع) مطالعة متأنية محللة لما فيه من محاسن الشعر والنثر، ويتبعوه دراسة (منثورات من أدب العرب) لشيخنا العلامة الأديب محمد الرابع الحسني الندوي، و(مختارات من أدب العرب) لشيخنا حجة العرب أبي الحسن علي الحسني الندوي، وباب الأدب، وباب المراثي، وباب الحماسة من (ديوان الحماسة) لأبي تمام، ثم سائر الكتاب مع شرحيه للمرزوقي والتبريزي.

وأرشدتهم إلى مطالعة كتب مصطفي لطفي المنفلوطي، وطه حسين، وأحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، والشيخ علي الطنطاوي، وأبي الحسن علي الندوي، واصلي حبالهم بحبالهم، وموثقي أسبابهم بأسبابهم، فإنهم فرسان الأدب، وأمراء البيان، والممتلكون ناصية الفصاحة، والمتصرفون في صنوف التعبير.

النظر دواوين العرب في الجاهلية والإسلام

وشددت عليهم أن ينظروا في دواوين العرب في الجاهلية والإسلام، وعلى رأسها (المعلقات السبع)، و(ديوان حسان بن ثابت)، وشعر الفرزدق، وجرير، والأخطل، وبشار بن برد، وأبي نواس، وأبي تمام، والبحتري، والمتنبي، وأبي العلاء، وابن المعتز، وابن الرومي، لم يأت بعد أولئك الشعراء الفحول من يماثلهم أو يقاربهم إلا أحمد شوقي أمير الشعراء، ومحمد مهدي الجواهري.

وذكرتهم بمقالة ابن خلدون الشهيرة: “وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم، أن أصول هذا الفن – علم الأدب – وأركانه، أربعة دواوين: وهي (أدب الكاتب) لابن قتيبة، وكتاب (الكامل) للمبرد، وكتاب (البيان والتبيين) للجاحظ، وكتاب (النوادر) لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة، فتبع لها وفروع عنها”.

د. محمد أكرم الندوي

عالم ومحدث، من أهل جونفور الواقعة ضمن ولاية أتر برديش الهندية. وباحث في مركز أوكسفورد للدراسات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights