أقلام حرة

د. محمد المثيل يكتب: احتفالاتُ الموالد.. والخلافُ المتصاعد!

يتصاعد الخلاف عامًا بعد عام حول الاحتفال بالمولد النبوي…!! ما بين المشروع والممنوع

فهذا يقول: بدعة محدثة منقولة من النصرانية؟!

وهذا يقول: سنَّة حسنة لها مقاصد عظيمة؟!

وذاك يقف في الوسط فيقول: منها ما يجوز ويستحب وفيها ما لا يجوز ولا يندب

وآخر يضع الضوابط..

ثم تأتي التصنيفات.. فمن يحتفل يصنف على أنه صوفي جاهل أو شيعي منافق!!

ومن لا يحتفل يصنف على أنه وهابي متشدد أو إخواني متحذلق!!

وهكذا كل عام في شهر ربيع الأول الأنور..

ومقالات ومؤلفات وحلقات حوارية ومناقشات مجلسية وجامعية ومحادثات في وسائل التواصل الاجتماعي وإنتاج مقاطع تحث وأخرى تحذر..!!

والأصل والواجب أن تكون هذه المناسبة -سواءً كانت يوم 12من ربيع أو قبله أو بعده- سببًا لاجتماع القلوب وألفتها وتوحيد الصفوف ورفعتها

والالتفاف حول الشخصية الجامعة والأسوة الحسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله كل بر تقي من أمته الى يوم الدين.

وفي وجهة نظري -وقبل أن “أُصنّّف”- أنّ ما نراه ونلمسه في هذا الحدث هو أمر طبيعي ومتوقع لأنه ترجمة دقيقة لواقع مأساوي في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا العربية والاسلامية.

فنحن ممزقون وبلا قيادة رشيدة ضابطة!

فترانا إما ننزع ذات اليمين بأقصى درجة

وإمّا ننزع ذات الشمال بأقصى درجة فلا توسط بيننا، كما قال أبو فراس الحمداني:

وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا

لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ

والحقيقة أن الشرع الحنيف والدين القويم كما قال نبينا صلوات ربي وسلامه عليه:

في حديث عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى..))

فهو ينظر إلى الأمور بمقاصدها ويترك الأمر للنوايا حسنة كانت فتثاب أو سيئة فتجازى..

وإن قيل: إن الاحتفال لم يكن مِن عمل الصحب الكرام والتابعين لهم بإحسان فالجواب: هو أنه يدخل في باب الوسائل كالمحاضرات والندوات والمناسبات المستحدثة التي ينظر فيها إلى المقاصد ونقوم بتقييمها بعد..

وقد يختلط فيها المشروع والممنوع فنعرف المعروف وننكر المنكر ونقبل الجيد الموافق ونرفض الردئ المخالف.

مع أخذ العُرف بعين الاعتبار وما جرت عليه عادة الناس، والتعامل بحكمة وموعظة حسنة عند وجود ما يجب أن ينصح فيه الناس..

 

البارحة في الحيّ الذي أقطن فيه قررتُ أن أحضر المناسبة -بين المغرب والعشاء- في جامع الحيّ ووجدتُ الأمر يقتصر على تلاوة سورة يسٓ وبعض الآيات ثم درس مختصر في السيرة النبوية، ثم قصائد في المديح النبوي ملحّنة بصوت الإمام ومن حفظ من الحاضرين يردد

ثم الدعاء.. وبعد الصلاة تم توزيع بعض الحلوى ولا شيء غير ذلك.. ولا أرى بأسًا في ذلك

 

وإنني أؤكد على ثلاثة أمور مهمة في مناسبات واحتفالات المولد النبوي وأحذر منها أشد التحذير:

الأولى: السلالية

الثانية: الخرافية

الثالثة: التوظيف السياسي

أما الأولى: فهي ملموسة وبشدة عند الطرق الصوفية فضلًا عن الجماعات الشيعية.

والثانية: ما يحصل في الموالد من رقص وجذب واهتزاز وابتذال ومرويات واعتقاد في الشيوخ والقبور.

وأما الثالثة: فهي نتيجة واضحة نجدها في هذه المناسبات وبعدها.. كما تفعله الحوثية الشيعية العميلة للمشروع الإيراني الإجرامي الإرهابي في اليمن وقد تحدثت عن هذا في مقال سابق قبل عام..

لا أرى داع للإطالة في التفاصيل فالحليم تكفيه الإشارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى