مقالات

د. محمد جمال القصاص يكتب: خرافة التطور

يقول تتطور الأنواع، ويتطور التاريخ، ويتطور الفرد. وينفي أن في القرآن الكريم ما يدل على رفض التطور، مع أنك لا تكاد تقرأ في كتاب الله ساعة حتى تمر على عدد من المفاهيم البينات التي تبين أن التطور بشقيه (المعرفي والعضوي) خرافة، وهذه أهمها:

أولًا: في محكم التنزيل أن أصل الإنسان من طين

(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) (السجدة: آية7). لاحظ قول الله تعالى (وبدأ خلق الإنسان).

ثانيًا: أن البشر حين يمكنهم الله من أسباب يستكبرون في الأرض بغير الحق فيرسل الله لهم الرسل فيكذبوهم فيكون ذلك سببًا لهلاكهم.. لتخريب ما صنعوه. فسنة الله في خلقه هي إهلاك الظالمين، بمعنى أن البشرية تحركت في دوائر أو صعودًا، يقول الله تعالى:

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)) (الفجر: 6-14)،

ويقول الله تعالى (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (يونس:13)،

ويقول الله تعالى: (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا) (الإسراء:58).

ثالثًا: أن تاريخ البشرية مفقود إلا ما جاء به الوحي،

يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَىٰ بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (القصص:43)،

ولذا كان أول سؤال سأله فرعون لموسى حين جاءه رسولًا من عند الله (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى) (طه:51)،

وكانت إجابة رسول الله موسى- عليه السلام، – أن أخبار السابقين معلومة عند الله وحده (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى)(طه:52) ( )؛

ومثل هذا قول الله تعالى: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ)(إبراهيم: ).

رابعًا: أن الله لم يطلع أحدًا على خلق السموات والأرض،

يقول الله تعالى: (مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا) (الكهف:51).

ومع هذه المداخل المتعددة التي تتكرر في المصحف تترا تذكر من يتلو بأن “التطور” خرافة ظل عبّاس إلى وفاته يدافع عن التطور!!

وبعد أن استقر الاحتلال في بلاد المسلمين جاءت حملات التنصير تترا، كلما فشلت حملت جاءت أختها، وبعد أن كان النصارى يحتمون في العائلات وكبار الشخصيات أصبحوا من كبار موظفي الدولة وتسللوا للسلطة، والثقافة، والفن، والمال،

واستدعى هذا يقظة من المسلمين فاشتدوا لرد حملات التنصير.

فكتب “الشيخ” محمد عبده، وكتب الشيخ محمد رشيد رضا،

وكتب الشيخ الدكتور محمد محمد حسين، وإلى يومنا هذا هناك من يكتب ويرد إفك النصارى على نبيهم ونبينا. إلا عبَّاس العقَّاد.

خالف جموع المسلمين ووقف بجوار النصارى يتحدث بما لا يصدقه عاقل.

فقد امتدح بولس (شاؤول اليهودي… محرف النصرانية)، يقول: أحد مركزين اتكأت عليهما النصرانية في نشأتها وتطورها، يجعل “بولس/ شاؤول الطرسوسي” ندًا لتلاميذ المسيح!!

د. محمد جلال القصاص

دكتوراة علوم سياسية كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى