اتخذ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف موقفا حازما ضد الإجراءات الإسرائيلية في غزة ولبنان وإيران خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية في الرياض اليوم الإثنين، حيث أكد دعم باكستان الثابت للشعب الفلسطيني.
وفي كلمته أمام الزعماء العرب والمسلمين، حث الشريف على وقف فوري لإطلاق النار، وأدان الحملة العسكرية الإسرائيلية، ودعا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة.
ووصف الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بأنها غير مسبوقة، مسلطا الضوء على الدمار وفقدان الأرواح وكفاح الأسر التي تعيش تحت التهديد المستمر.
ووصف الوضع في غزة بأنه “إبادة جماعية”، وهو المصطلح الذي استشهدت به محكمة العدل الدولية أيضا، وانتقد بشدة ما اعتبره افتقارا إلى العمل العالمي، مضيفا أن “إسرائيل تنتهك كل القواعد الأخلاقية بشكل صارخ”.
وأضاف رئيس الوزراء شهباز أن “لامبالاة المجتمع الدولي وتقاعسه” قد شجعا إسرائيل على مواصلة تصرفاتها، مما جعل النداءات لتقديم المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار غير فعالة إلى حد كبير.
وأعرب عن إحباطه إزاء استمرار توريد الأسلحة المتطورة لإسرائيل، ووصفها بأنها مضمونة “بالمساعدة والحماية غير المشروطة”، في حين اتهم إسرائيل بتجاهل القوانين الإنسانية التي تحمي المدنيين.
وأكد أن “الإنسانية تتعرض لاختبار وتفشل”، مضيفا أن هذه المعاناة الطويلة أدت إلى تكثيف المقاومة الفلسطينية وعززت إرادتهم في النضال من أجل الحرية.
وفي نداء عاطفي من أجل الوحدة، أكد رئيس الوزراء شهباز التزام باكستان بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة، وعاصمتها القدس الشريف على أساس حدود ما قبل عام 1967.
وأكد أن تقرير المصير الفلسطيني ضروري لتحقيق “العدالة والسلام الدائم في الأرض المقدسة”، كما أدان التهديد الذي تشكله تصرفات إسرائيل على المنطقة.
وحذر من أن التصعيد الأخير في غزة ولبنان وإيران يحمل في طياته خطر إشعال صراع إقليمي أوسع نطاقا. وحث الأمة على التوحد لدعم الفلسطينيين، مؤكدا أن الصمت على “الإبادة الجماعية والعدوان الممنهج” الذي تمارسه إسرائيل لن يؤدي إلا إلى استمرار هذه المظالم.
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الوزراء شهباز على ضرورة الوحدة، داعياً زعماء القمة إلى التصرف بحزم في الاستجابة للأزمة. وحث على أن تكون هذه القمة فرصة لتحويل أصواتنا إلى أفعال، آملاً أن تشكل مثل هذه الجهود الجماعية بداية الحرية التي طال انتظارها لفلسطين.
