الجمعة سبتمبر 13, 2024
تقارير

سؤال لا إقرار في إجابته.. كيف يحرر حزب حسن نصر الله فلسطين؟  

أبوبكر أبوالمجد| المقاومة حق.. وقضية فلسطين هي قضية تتجاوز الحدود العربية إلى نظيرتها وشقيقتها الإسلامية؛ لكن البون شاسع بين الأمنيات وما يثبته الواقع وترويه الوقائع.

 

فالأمة الإسلامية مواقفها متباينة وهشة أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما جنته الأمة من إيران وأذرعها، حيث ظن الملايين من المسلمين أن هذا الفصيل المدعي يمكن أن ينجح في مدعاه تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وهو المؤدلج بفكر مناهض لأكبر فصيل من هذه الأمة وإن تلبث بالتقية؟!

وحول مدى قدرة لواء الحرس الثوري في لبنان ممثل في حزب الله وزعيمه حسن نصرالله، تساءل الكاتب خيرالله خيرالله، كيف يمكن لبلد لا وجود للكهرباء فيه تدمير إسرائيل عن بكرة أبيها، أي تحرير فلسطين؟ لا جواب منطقيا عن هذا السؤال باستثناء أنّ لبنان دخل حربًا لا هدف لها سوى تبرير العدوان الإسرائيلي الذي يتعرّض له في ظلّ تفهّم دولي لهذا العدوان، للأسف الشديد.

مضيفًا أن هناك بلد لا علاقة للمسؤولين فيه بالمنطق. كلّ ما يسعى إليه هؤلاء المسؤولون هو استرضاء “حزب الله” الذي يتأكّد يوميا أنّه الحاكم الفعلي في لبنان بصفة كونه لواء في “الحرس الثوري” الإيراني.

تبرير حرب الاحتلال

 

يضيف خيرالله، أن الحرب التي أعلنها حزب الله لا هدف لها سوى تبرير الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان؛ بل والفسطينيبن وخدمة المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة العربيّة وما يتجاوزها.

 

ويحصل ذلك على حساب لبنان البلد الذي بات في حيرة من أمره في وقت يبدو واضحا أنّ إيران، التي تعيش أزمة داخلية عميقة، لم تعد تعرف هل لديها مصلحة في الردّ على إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنيّة في قلب طهران؟ هل توجه ضربات إلى إسرائيل انطلاقا من أراضيها، أم تكتفي بردّ محدود، إنقاذا لماء الوجه، وبما يقوم به الحزب انطلاقا من جنوب لبنان وعلى حساب شعبه.

افتعال حرب

 

يؤكد الكاتب خيرالله خيرالله، أن لبنان لا يستطيع في غياب اعتراف كبار المسؤولين فيه بأن “حزب الله” ومن خلفه إيران افتعلا حربا مع إسرائيل، سوى لوم نفسه على هذه الجريمة. هذه حرب يبدو لبنان مصرا على خوضها غصبا عنه وغصبا عن إرادة أكثرية اللبنانيين.

 

مضيفًا أنه أعطى لبنان، الذي يحكمه “حزب الله”، إسرائيل كل المبررات لشنّ عدوان آخر عليه. يحصل ذلك في ظلّ غياب تام للحكومة اللبنانية ولمجلس النواب… وفي ظلّ الفراغ القائم في رئاسة الجمهورية. أكثر من ذلك، أعطى لبنان إسرائيل مبررا لشنّ حرب عليه، في ما تسعى إيران إلى تفادي أيّ مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مواجهة ستكون أمريكا طرفا فيها أيضا.

المخرج

ونتساءل هل من مخرج للبنان من المأزق الذي أوقع نفسه فيه، أو على الأصح، الذي أوقعته فيه إيران التي تريد تحويله خطا من خطوط الدفاع عنها وعن نظامها وورقة في مساومات مع أمريكا وإسرائيل؟ والأهمّ من ذلك كلّه هل سيساعد فتح جنوب لبنان في جعل إيران تتفادى المواجهة المباشرة مع إسرائيل؟

 

يجيب خيرالله قائلا: أنه سيكون هناك مخرج للبنان عندما يوجد فيه سياسيون يقولون ما يجب قوله عن طبيعة العلاقة، أو اللاعلاقة مع إسرائيل، بدءا باتفاق الهدنة للعام 1949 الذي استمرّ ساريا حتى العام 1969 والذي خرقه لبنان بتوقيع اتفاق القاهرة في نوفمبر 1969. ولا يوجد في لبنان سوى عدد قليل من السياسيين يعرفون ما طبيعة إسرائيل وما تريده إسرائيل. لا يوجد في لبنان من يتحدّث عن تنفيذ القرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مثل هذه الأيّام من العام 2006 من منطلق أن ذلك مصلحة لبنانيّة وليس مصلحة إسرائيليّة… أو إيرانيّة.

ليس كافيا الحديث عن القرار 1701 في غياب الاعتراف بأن لبنان يعرف في العمق أنّ “حزب الله” رفض منذ البداية القرار، الذي يعني عودة الجيش إلى جنوب لبنان. أصرّ الحزب، ومن خلفه إيران، على إفراغ القرار 1701 من مضمونه. عندما يوجد في لبنان من يسمّي الأشياء بأسمائها، يصبح في الإمكان الحديث عن مخرج.

فمثل هذا الأمر ليس واردا ما دامت الحكومة القائمة وضعت نفسها في خدمة الحزب وإيران وأنّ لا فارق بين الخطاب السياسي لوزير الخارجية اللبناني الحالي وخطاب أيّ مسؤول إيراني.

 

لا يمكن لوم الحكومة أو أيّ مسؤول أو زعيم لبناني، مثل وليد جنبلاط، على سبيل المثال وليس الحصر، على الانبطاح أمام “حزب الله” واعتماد منطق الحزب الذي يتحدث عن اعتداءات إسرائيلية على لبنان ويتجاهل في الوقت ذاته أنّ إعلان الحرب على إسرائيل تترتب عليه مسؤوليات كبيرة.

الحالة اللبنانية

 

وأوضح خيرالله أن لبنان في مأزق أكثر من أيّ وقت في تاريخه الحديث، بل منذ قيامه، يعاني لبنان من فراغ سياسي. لا يعبّر عن هذا الفراغ أكثر من أنّ مصيره لم يعد مرتبطا بحرب غزّة وما ستؤول إليه فحسب، بل صار مرتبطا أيضا بمستقبل الدور الإيراني في المنطقة. لم يعد من وجود لقوّة لبنانيّة يمكن أن تشارك في تحديد مستقبل البلد في ضوء الغياب السنّي المخيف والسقوط المسيحي الذي ليس بعده سقوط والذي جسده عهد ميشال عون – جبران باسيل الذي لم يكن سوى “عهد حزب الله”.

 

يضاف إلى ذلك كلّه الانكفاء العربي والدولي الذي يعكسه اعتبار الدول العربيّة النافذة أن لبنان ساقط عسكريا وسياسيا أمام إيران…

Please follow and like us:
Avatar
صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب