الأمة : دعا وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إلى ضم الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل فعال، داعيا إلى إنشاء مستوطنات جديدة في عمق المناطق الفلسطينية وترحيل العرب ذوي التطلعات القومية.
وتمثل تعليقات زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف أحدث مثال على دعوة أحد حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السياسيين إلى إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية داخل قطاع غزة مع التراجع عن انسحاب الاحتلال من القطاع في عام 2005.
وقالت صحيفة/تايمز أوف إسرائيل/ العبرية إن تصريحات سموتريتش وردت خلال كلمته أمام “قمة الشرق الأوسط”، وهو مؤتمر في القدس المحتلة نظمته ما يسمى “مؤسسة إسرائيل 365″، وهي مؤسسة إعلامية إسرائيلية تستهدف الإنجيليين الأميركيين،
ووصف سموتريتش المحاولات المتكررة للتوصل إلى “حل الدولتين” بأنها خاطئة، وحث على التخلي عنها واستبدالها بـ “بيان إسرائيلي لا لبس فيه للعرب والعالم أجمع بأن الدولة الفلسطينية لن تنشأ”، داعيا بدلا من ذلك إلى إنشاء مدن ومستوطنات جديدة في عمق الضفة الغربية والتي ستضم مئات الآلاف من المستوطنين الجدد.
كما دعا سموتريتش أيضا إلى توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل قطاع غزة بشكل دائم.
وفي تصريحاته، توقع سموتريتش منح الفلسطينيين حكما ذاتيا محليا محدودا “خاليا من الخصائص الوطنية”، قائلا إن أولئك الذين يستمرون في دعم الدولة الفلسطينية لن يكونوا موضع ترحيب.
وقال إن “الذين لا يريدون أو لا يستطيعون التخلي عن طموحاتهم الوطنية سيتلقون منا المساعدة للهجرة إلى إحدى الدول العربية العديدة التي يستطيع العرب فيها تحقيق طموحاتهم الوطنية، أو إلى أي وجهة أخرى في العالم”.
وكان سموتريتش واحداً من بين العديد من الوزراء في حكومة الاحتلال، الذين حضروا حدثاً استيطانيا الأسبوع الماضي يدعو إلى إعادة إنشاء المستوطنات اليهودية في غزة.
وخلال المؤتمر، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن “تشجيع الهجرة” للسكان الفلسطينيين في المنطقة هو الحل الأفضل والأكثر “أخلاقية” للصراع.
كما رفض سياسيون آخرون في الائتلاف في حدث “إسرائيل 365” فكرة الدولة الفلسطينية. وقال جدعون ساعر، الذي انضم مؤخرا إلى الائتلاف كوزير بلا حقيبة ويُعتبر التالي في ترتيب تولي منصب وزير الحرب، للحاضرين إن “إسرائيل يجب أن تتخلى عن أي سياسة قائمة على التنازلات وتقيم جدارا سياسيًا حديديًا ضد الجهود الدولية الرامية إلى حل الدولتين”.
وأكد رئيس حزب “الأمل الجديد” أنه “لن يكون هناك أي بديل عن السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على المنطقة الممتدة من البحر إلى نهر الأردن”.
واتفق عضو الكنيست عن “الصهيونية الدينية” أوهاد تال، أحد منظمي المؤتمر، على أنه “يجب أن ندرك أنه لا يمكن أن تكون هناك سوى السيادة اليهودية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف:”سيقول البعض إن هذا غير واقعي، ونحن نرد بأن سيناريو الدولتين أثبت في حد ذاته أنه وهم خطير. وسيقول آخرون إن العالم لن يسمح بذلك، ونحن نرد بأن الشعب اليهودي بمجرد أن يقرر أن هذا هو الطريق الصحيح، فلن يكون هناك عقبة كبيرة لا يمكن التغلب عليها”.
وأشار ساعر إلى أن التحالفات الإقليمية قد تتغير، مشيرا إلى أن تركيا وإيران كانتا في السابق حليفتين لإسرائيل في حين كانت مصر والأردن خصمين. لكنه حذر أيضا من أن الدول السنية التي تقف إلى جانب إسرائيل قد تتخلى عنها.
وأضاف “إن توقعاتنا من علاقاتنا معهم يجب أن تكون واقعية ومبنية على الواقع”.
وبحسب ساعر، فإن إسرائيل، باعتبارها أقلية وطنية ودينية في المنطقة، ينبغي لها أن تعمل على تعزيز العلاقات مع مجموعات مثل الأكراد والدروز.