تقارير

سوادجو :سياسات الجزائر تقف وراء تدهور علاقاتها مع دول الساحل الإفريقي

حمل محلل سياسي بوركيني الجزائر المسئولية عن  جُرُّ الدول الأفريقية إلى عداوتها ومهاجمتها إعلامياً ثم تشتكي وتصرخ أنها مستهدفة من أقلام الأفارقة، الكل يهاجم عليها اليوم ويبغضها في الساحل الأفريقي،  بسبب تصرفاتها المعادية غير الوُدّية تجاه جيرانها.

وقال محمد الأمين سوادجو في تغريدة مطولة له علي منصة “إكس “أن السلطة في مالي تعمل لوحدة تراب أرضها،  ومعها الشعب المالي كلّهم، ومالي دولة مستقلة ذات سيادة، تحارب جماعات مسلحة متعدد التوجهات وهي مشكلة داخلية، بينما منذ عام 2015  تتحرك الجارة الجزائر في ملف مالي وكأنها وِلاية جزائرية،

ومضي للقول بل تتحرك الجزائر   عكس الأمن القومي المالي ودول المنطقة، وهذه هي المرة الثانية تسحب السفراء في أقل من سنة، هل تقبل الجزائر بدعم دول المنطقة لأي تحرك انفصالي سياسي كان أو مسلح في جنوب الجزائر ؟

وتساءل هل الجزائر تعمل لمصلحة فرنسا والغرب في الساحل الأفريقي التي تريد تخريب دول الساحل؟ ماذا تجني وراء هذه التصرفات تجاه مالي؟  كيف تكون ردّة فعل حكومة الجزائر لو تحركت دول آييس مالي وبوركينافاسو  والنيجر لدعم (حركة تقرير مصير منطقة القبائل)

وتعرف هذه الحركة وفقا لسوادجو باختصار ب (حركة الماك) وكانت تعرف قبل 3 أكتوبر عام 2003 باسم؛ (حركة استقلال القبائل) وهي حركة قومية منظمة سياسية تسعى للحكم الذاتي والإنفصال عن الجزائر، تأسست عام 2001 بعد اضطرابات (الربيع الأسود) على يد فرحات مهني.

تبون

وتابع المحلل السياسي البوركيني تساؤلاته هل تعتقد الجزائر أنها إذا واصلت في الاضرار والتلاعب بأمن واستقرار ووحدة تراب جيرانها واستفزازها  بغية مخاطبة وُدّ أوروبا وخاصة فرنسا وأمريكا وأوكرانيا  لن تتحرك تلك الدول ضدّ وَحدتها وأمنها القومي، معاملةً بالمِثل ؟ هل الذي طرد فرنسا  والأمم المتحدة والقواعد الامريكية يصعب عليه منع هذا العَبث الأمني الخطير ؟!

وتابع :تدخلت الجزائر سلباً في شؤون جارّتها المملكة  المغربية، واليوم تتدخل بالطريقة نفسها في شؤون جارّتها مالي وسبقت أن تدخلت في موريتانيا وربما غدا في شؤون ليبيا والنيجر، ما هذه العَقلية المتفرنسة المعادية للجميع ؟! متّى تتفرغ لشؤونها الداخلية ؟!!

ومضي سوادجو للقول :اتهم لافروف وزير خارجية  روسيا أوكرانيا علناً بدعم الإرهاب في الساحل الأفريقي، وسبق تهمته اعتراف سفارة أوكرانيا في السنغال بدعم الارهاب والمسلحين في مالي،

واستدرك والكل يعلم أن أوكرانيا هي ابنة  أمريكا والصهاينة وفرنسا، ويقودها صهيوني بهلواني معادٍ للاسلام والعرب والمسلمين، ومع ذلك تجد من يغمض عينيه ويعتقد أن ما يجري في الساحل هو لنصرة الاسلام والمسلمين؛ وتطهير عرقي،

وتساءل متى كانت أوكرانيا الصهيونية داعمة للاسلام ومع القبائل في أفريقيا ؟! إنه مشروع صهيوني بامتياز …والجزائر نفسها مستهدفة…

وعاد المحلل السياسي البوركيني للقول نحن ضدّ الاعتداء على أي بريء في الساحل الأفريقي، ضد الاعتداء على أي فلاتي أو طارقي أو بمبري  أو أي شخص بريء بسبب أفعال مَن حمل السلاح ضد الشعوب وتقسيم البلدان ثم رفعوا شعار الاسلام زُوراً وبهتانا تحت عباءة القومية والاثنية والقبلية لتضليل المسلمين في العالم، ندين قتل الأبرياء العزل تماما، كتبنا عنها كثيراً.

مالي

وأردف السؤال المطروح كيف دخلت الأوكران الى شمال مالي باعتراف سفارة أوكرانيا  نفسها في السنغال؟ مَن يُساندهم ؟ ولاي مصلحة ؟ ماذا قالت الجزائر في شأن دعم أوكرانيا  لمسلحين عند حدودها ؟ماذا يعني صمتها ؟

ومضي في انتقادل الدور الجزائري قائلا :سأكون صريحاً معكم، ما مصلحة الجزائر في الاضرار بأمن واستقرار جاراتها ؟ ما مصلحتها في دعم الجماعات المسلحة التي تسعى الى تقسيم جاراتها المغرب ومالي على سبيل المِثال ؟!

وتساءل هل في وحدة تراب جارات الجزائر كما هي الآن ضرر لأمن واستقرار الجزائر ؟!!  والكل يعلم أن فرنسا ومعها الجماعات المسلحة المتعدد التوجهات/ القومية والدينية والعلمانية وهلم شرا هي التي تفرح وتمرح بأي إضرار بأمن واستقرار مالي ودول آييس AES قاطبة .

هذا بيان صحفي مؤرخ في 6 أبريل 2025 أمس صادر عن اجتماع رؤساء دول اتحاد دول الساحل AES (بوركينافاسو ومالي والنيجر) تشتكي من تصرفات الجزائر في مالي، وذلك عقب  اسقاط الطائرة بدون طيار المسجلة TZ-98D للقوات المسلحة المالية داخل الأراضي المالية، وذلك في ليلة 31 مارس إلى 1 أبريل 2025، بتن زواتين  دائرة أبيبارة، بمنطقة كيدال شمال مالي..كيف تسقط طائرة مالية داخل أراضي مالي ثم تعتقد ذلك عادية ؟ أليس هذا عداء ؟!

وعاد للقول :بهذه التصرفات اللامسئوولة، ستواجه الجزائر  جميع شعوب دول اتحاد الساحل AESولن يسكتوا عن أفاعليها، لن يسكتوا عن من يتلاعب بأمن ووحدة بلدانهم لصالح مشروع غربي تقسيمي ماسوني.

وافاد بأن  الشعوب في الساحل الافريقي  تعاني من قتل وتشريد  بسبب تصرفات هذه الجماعات المسلحة العبثية الارهابية، وأحد أسباب الانقلابات العسكرية الأخيرة في مالي وبوركينافاسو والنيجر هو لإنهاء هذه الدماء التي تسفك لصالح مشروع غربي فرنسي في تقسيم المقسّم ومواصلة نهب ثروات افريقيا، فاستغلوا جماعات مسلحة اثنية أعمتها القومية والقبلية والانفصالية ترفع شعار الاسلام زورا وهو بريء منهم لتحقيق أهدافهم.

وخاطب سوادجو الجزائريين بالقول :الشعبُ الجزائري شعبٌ شجاعٌ مجاهدٌ بطلٌ، نحبهم كثيرا، حاربوا الاستعمار الفرنسي بشجاعةٍ لوحدة تراب بلدهم، بينما سياسة الجزائر اليوم غريبة،  تعمل ضدّ من يواجه الاستعمار الفرنسي الجديد في الساحل الأفريقي التي تستهدف تقسيم البلدان لغرض اقتصادي، وهي خيانة لشهداء الجزائريين الذين حاربوا الاستعمار الفرنسي بالأمس.

وتساءل لماذا لا تقف الجزائر مع وحدة تراب جاراتها المستقلة الآمنة المسالمة التي لم تستهدفها قط مثل مالي والمغرب ؟! تنديد حكومة المالي ضد تصرفات الجزائر اللامسئولة  بلغت رقما قياسيا، وكذلك المملكة المغربية الشقيقة،

وواضاف :الآن انتقل التنديد والشجب والغضب إلى جميع شعوب دول اتحاد آييسAES ضد تصرفات الجزائر  في مالي والساحل الأفريقي، وجميع النشطات والمثقفين الافارقة في أفريقيا وخارجها تنتقد هذه الأيام سياسات الجزائر اللامسؤولة تجاه جيرانها، التي هي نفس سياسات الاستعمار  الجديد مع الأسف العريض.

وخلص في نهاية تحليله للقول :الشريف لا يطعن ظهر جاره من الخلف وانما يحميه خوفا من أن يصيبه ما أصاب الجار…الغدر ليس من شيمة الكرماء…ومن غُدر غَدِر به ولو بعد حين، والاثنية القومية نتنة اتركوها…نريد الأمن والاستقرار لكل ربوع افريقيا حيث يعيش جميع القبائل فيها في محبة ورخاء ويسود الأمن والاستقرار، وينتشر الاسلام السمح دون عنف ولا سلاح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights