تقارير

سياسة أمساك العصا من المنتصف تشعل الصراع بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران

في إطار الصراع المتواصل بين أقطاب النظام الإيراني، نشهد تكثيفًا ملحوظًا للخلافات بين التيارات الإصلاحية والمحافظة حول النفوذ والسيطرة على المناصب الحساسة، ويدخل محمد جواد ظريف كأحد الشخصيات الرئيسية في هذا الصراع. تكشف المقالات الأخيرة الصادرة عن الصحف الحكومية الإيرانية عن تفاقم هذا النزاع، حيث يتم توجيه اتهامات متبادلة وصراعات خفية على خلفية السعي للسيطرة على السلطة وتحديد مستقبل الإصلاح في البلاد.

. “صراع الإصلاحيين مع حكومة پزشکیان” تطرقت إليه صحيفة جوان الرسمية في مقال لهاحيث أشارت لحدة الخلافات بين الإصلاحيين وحكومة پزشکیان، حيث “يواجه الإصلاحيون ضغوطاً كبيرة من الحكومة في ظل محاولاتهم لتطبيق رؤية إصلاحية.” وتصف الصحيفة الصراع بأنه “تحدٍّ شديد يعكس تعقيدات النظام السياسي الإيراني

. “فيما وصفت صحيفة ابتكار الحكومية الصراع بأنه اعتراض تحت وصاية أصحاب النفوذ!” أذ تناولت هذه المقالة دور أصحاب النفوذ في إدارة مسارات الاعتراض داخل النظام، حيث تذكر أن “الأصوات المعارضة والاعتراضات غالباً ما يتم توجيهها والسيطرة عليها من قِبَل أصحاب المصالح والنفوذ، مما يجعلها غير صادقة بالكامل.” ويرى الكاتب أن “هذا الصراع على النفوذ يعزز المظاهر السلبية في النظام.”

مسعود بزكشيان

“فيما عنونت صحيفة اعتماد الصحكومية مقالها بأسوأ بروتوكول”إذ وصفت المقالة بعض الإجراءات في النظام بأنها “البروتوكول الأسوأ الذي قد يواجه البلاد في هذا الوقت الحساس.”

ويؤكد الكاتب أن هذه السياسات “لا تساهم في بناء الثقة بين الشعب والنظام، بل تخلق جواً من الإحباط المتزايد”وفي سياق اخر تطرقت نفس الصحيفة الي الصدام مع ظريف”

إذ  المقالة الضوء على الخلافات المحيطة بمحمد جواد ظريف، حيث يبدو أنه “في مواجهة مباشرة مع العديد من الشخصيات النافذة في النظام.”

ويذكر الكاتب أن “ظريف لا يزال رمزاً للخلافات العميقة بين التيارات الإصلاحية والمحافظة، مما يجعله في دائرة استهداف القوى المتشددة التي تعارض توجهاته الدبلوماسية.”

البرلمان الايراني

“صحيفة ارمان ملي تطرقت لقيام پزشکیان يمنح الكراسي لمعارضيه” إذتناقش المقالة قضية تولي پزشكيان لمناصب تسمح للمعارضين بالتمدد في دوائر السلطة، حيث يذكر الكاتب أن “پزشكيان اختار توزيع بعض المناصب على معارضيه كجزء من تكتيك سياسي.”

وتضيف المقالة أن “هذا التصرف يُعد إشكالياً، حيث يزيد من تعقيد المشهد السياسي

“نفس الصحيفة الرسمية أشارت إلي أن الوفاق مع المتشددين أشبه بالمحال” إذ توضح المقالة استحالة تحقيق وفاق بين الإصلاحيين والمتشددين، حيث “يصعب على التيارات الإصلاحية أن تجد لغة مشتركة مع القوى المتشددة.” وتؤكد الصحيفة أن “التصالح مع المتشددين في النظام لا يمكن أن يكون واقعياً في ظل التباعد الجوهري في الرؤى والأهداف

تعكس هذه المقالات أن الصراع على النفوذ بين الأقطاب السياسية في إيران بات مكشوفًا، حيث تتعمق الانقسامات بين التيارات الإصلاحية والمحافظة بشكل واضح.

وتحتدم المعركة بين قادة النظام وسط جهود متباينة للسيطرة على السلطة والثروة، مما يؤدي إلى تعقيد العلاقات السياسية وزيادة التوترات. تظهر شخصية محمد جواد ظريف كواجهة لهذا الصراع، إذ يمثل بمواقفه رؤيةً مغايرة تقابل رفضًا متزايدًا من التيارات المتشددة.

ومن الواضح أن هذا الصراع الداخلي لا يسهم إلا في تعميق الأزمات السياسية التي تواجه النظام الإيراني.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى