سيف القلموني يكتب: كلام في الصميم.. لا يعرفه كثير من الناس
الشيخ (ياسر الحزيمي) الخبير في (فن العلاقات).. سمعت منه كلمة منذ فترة قريبة أعجبتني جدا.. كان يقول كلمة ما معناها:
(من الأخطاء في الحياة الزوجية:
أن تجعل المرأة زوجها هو محور حياتها.. وتتعلق به فقط.. والصحيح أن المرأة حياتها: «كتاب» .. وزوجها هو «صفحة من صفحات حياتها») .
وهذا هو منهجي في حياتي .
لهذا أتذكر أنني عندما تزوجت.. قلت لزوجتي في أول زواجنا:
(لا تتخذيني قدوة.. لأنني قد أخطئ في شيء يوماً من يوم الأيام.. فتنهدم صورة الدين في ذهنك بسببي.. فإذن المنهج الصحيح هو أن نجعل الدين فوقي وفوقك.. نحتكم إليه عند الاختلاف.. وليس أنا صورة للدين).
وقد قرأت منشوراً.. يتحدث عن (المنهج السويَ) في الحياة الزوجية.. وهذا المنهج لأنه لا يعرفه كثير من الزوجات.. فإنهن للأسف لا يتمتعن بحياة زوجية سعيدة.. وذلك بسبب افتقادهن لهذا الأمر.
حيث إنهن يجعلن أزواجهن هم محور حياتهن فقط.. ولا يجعلن رضا الله هو محور حياتهن.. وإذا رضي الله عنهن.. حبب أزواجهن إليهن.. لأن المحبة رزق وهي بيد الله.. لهذا لما سُئل النبي عن خديجة.. قال: (إني رُزقت حبها).
هذا المنشور كُتب فيه:
(خلال حلقة نقاش للأزواج في إحدى الجامعات، طلب أحد المتكلمين واحدة من الزوجات الصعود إلى المنصة، وسألها:
هل زوجك يجعلك سعيدة؟
في هذه اللحظة وقف زوجها أكثر استقامة، مما يدل على ثقته الكاملة.. كان يعرف أن زوجته ستقول نعم.. لأنها سعيدة دائما لم تشتكِ أبدا من أي شيء أثناء زواجهما.. وهو سعيد لسعادتها.
ومع ذلك، أجابت زوجته على السؤال بـ«لا، لا.. زوجي لا يجعلني سعيدة».
كان الزوج محتارا.. ولكن زوجته استمرت قائلة:
(زوجي لم يجعلني سعيدة.. ولن يجعلني سعيدة.. لكن أنا سعيدة.
أما إذا كنت سعيدة أم لا.. فهذا لا يعتمد عليه.. ولكن هذا يعتمد عليّ أنا.. فأنا الشخص الوحيد الذي تعتمد عليه سعادتي.
لذلك اخترت أن أكون سعيدة في كل حالة وكل لحظة من حياتي،
فإذا كانت سعادتي تعتمد على شخص آخر، أو شيء أو ظرف، فسوف أكون في ورطة خطيرة.
كل ما هو موجود في هذه الحياة يتغير باستمرار:
الإنسان، والثروات، والمناخ، والمتعاطفين معي والأصدقاء، وصحتي الجسدية والعقلية، أستطيع أن أسرد قائمة لا نهاية لها.
إذاً أنا بحاجة إلى أن أُقرر أن أكون سعيدة بغض النظر عن أي شيء آخر يحدث لي. سواء أملك الكثير أو القليل أنا سعيدة. سواء أخرج أم أبقى في المنزل وحدي أنا سعيدة، سواء كنت غنية أو فقيرة أنا سعيدة.
أنا متزوجة الآن، ولكن كنت سعيدة أيضا عندما كنت عزباء.
أنا سعيدة لنفسي.
أحب حياتي ليس لأن حياتي أسهل من أي شخص آخر، ولكن لأنني قررت أن أكون سعيدة.. إذاً كفرد أنا مسئولة عن سعادتي.
عندما أخذت هذه المسؤولية حررت زوجي وأي شخص آخر من حمل هم سعادتي على أكتافهم.. مما يجعل حياة الجميع أسهل بكثير.
وهذه هي الطريقة التي كانت سبب زواجنا الناجح لسنوات عديدة،
لذلك لا تعطوا أي شخص آخر الحق في السيطرة على سعادتك.
كن سعيدا، حتى لو كان الجو ساخنا، حتى لو كنت مريضا، حتى لو لم يكن لديك المال، حتى لو كان شخص ما يؤذيك، حتى لو كان شخص ما لا يحبك، وحتى لو كنت لا تُقدر نفسك.
وهذا ينطبق على النساء والرجال.
إذاً لا تقلقوا
كونوا سعداء
قرروا أن تكونوا سعداء
فالسعادة هي بالرضا، بالقناعة بكل ما نملك.. حتى وإن كنا لا نملك إلا القليل.
كن سعيدا لأجلك أنت فقط.
فالحياة لا تنتظر أحدا) [انتهي الكلام].
****
وتعليقاً علي هذا الكلام أقول:
سنة الله في الحياة.. أن الذي يعطي شيئاً ويحبه بقدر زائد عن اللازم.. فإنه يُعذب به.
لهذا قال العلماء: (من أحب شيئا غير الله = عُذب به ولا بد).
وقد قال النبي صلى عليه وسلم: (من تعلق بشيء وُكِل إليه).
فالرجل الذي يحب امرأة.. ويحاول أن يسترضيها بكل الطرق.. ويجعلها محور الكون.. على حساب علاقته بربه = فإنها لن تحبه.. لأن الحب بيد الله.. وسوف يُعذب بها في حياته.
وكذلك المرأة التي تجعل زوجها محور الكون.. على حساب علاقتها بربها.. ولا تهتم بالجوانب الأخرى في حياتها.. ولا تجعل حياتها متوازنة = فإن زوجها لن يحبها .
فالخلاصة إذن :
أن نجعل رضا الله هو محور حياتنا.. ولا نجعل سعادتنا مرتبطة بأحد.. ونكل إلى الله تدبير أمورنا.. وسوف يتولاها بأفضل مما نريد.