شعراء فلسطينيون يبدعون في أمسية أم الدنيا بقلب القاهرة

بالصور.. شعراء فلسطينيون يبدعون في أمسية أم الدنيا بقلب القاهرة

كتب: سهيل علي

استضاف صالون مكتبة فضاءات أم الدنيا، بوسط القاهرة، مساء اليوم الثلاثاء، أمسية شعرية في حب فلسطين، بحضور عدد كبير من الشعراء الفلسطينيين والمصريين.

أدار الأمسية الروائي الفلسطيني أحمد عيسى، وشارك فيها الشعراء ناصر عطا الله ومصطفى مطر وماهر مقوسي.

قدم الشعراء إطلالة على واقع فلسطين وغزة الجريحة، موطن الشعراء العالقين في مصر بفعل الحرب، وسط تفاعل كبير من الحضور.

وقرأ الشاعر ماهر المقوسي قصيدته :

بحرٌ يُطاردُنا، وريحٌ عصفها

يجتاحُ أجساداً تهيمُ بلا وطنْ.

ماذا تبقَّى من هويتنا سوى

هذا البكاء الساكن الدمويِّ

في كفِّ الزمنْ؟

**

يا قاتلَ الأحلامِ، يكفي أننا

نحيا كأشباحٍ تهاوت في العراءْ.

نحيا كأمواتٍ يُعدِّدهم ترابُ الليلِ،

يطردهم رمادُ الأنبياءْ.

**

من ذا يعيدُ لنا ملامحَ ما مضى؟

أين الطريقُ إلى الحقولِ

إلى بقايا الدفءِ في أسمائنا؟

من ذا يرينا وجهَ ذاكَ الصبحِ

في عينِ الشتاءْ؟

**

بحرٌ يخاصمُ وجهَهُ،

ويعودُ مقتولاً إلى جرحِ البدايةْ.

بحرٌ يعاتبُ موجهُ الغافي

على صدرِ الفريسةِ،

ثم يطوي ما تبقَّى من حكايتهِ،

ويمنحنا النهايةْ.

**

هذا الرمادُ أنا،

وهذا الصمتُ دربٌ

لا يُضيعُ سوى خطايْ.

كلُّ الجهاتِ هنا أسايْ،

كلُّ الهواءِ جنازةٌ

تمضي لتسألَني:

متى يكفي الفضاءْ؟

**

يا بحر

كيفَ أضيءُ فيكَ؟

وكيف أغرقُ في رثاءٍ

لا يداوي نكهةَ الطينِ

المعلّقِ في العراءْ؟

وألقى الشاعر مصطفى مطر قصيدة “شكاوى قُبلٍ مؤجّلة”

بعيدةً عنكَ.. كانت خارجَ الرّصدِ

كالقشعريرةِ تسري دونَما قصدِ

وعادةً تقشعرُّ الروحُ مترفةً

بما تُحسُّ كمعناها الذي تُبدي

ترى بها خفَّةَ الشُّطَّارِ، تُبصرُها

قلبيّةً وشَّتِ المضمار بالرَّندِ

علاقةٌ ما، هنا تمتدُّ بينهما

كالسرِّ في العمقِ بين العطر والوردِ

بعيدةً.. كلّما استدعيتُ خاطرَها

وجدتُها شامةً حطَّت على خدّي

لا النّأيُ يملكُ أسبابًا لفُرقتِنا

ولا هُناكََ التي سمّيتُها عندي

المستحيلةُ في أعصابِ شاعرها

كحُرَّةٍ في الهوى حنَّت إلى عَبدِ

مسافتانِ على أضلاعِهِ مشَتا

مشيَ الحنين على شوكٍ من الصّدِّ

كان الحنينُ على شُبّاكِها وطنًا

وكنتُ في حربِها فردًا بلا جُندِ

رضيتُ هذا..

بأن تغتالَني امرأةٌ

حُبًّا أموتُ بهِ من قُبلةِ السّعدِ

فإن رضيتِ فَزيدي من دلالِكِ يا

بنتَ الأناشيدِ يا أغنيّةَ الشّهدِ

رشّي على الروحِ مُوسيقاكِ

وانسكبي ضوءًا قريبًا يُغنِّينا بلا بُعدِ

حصريّةُ الحضنِ من يحتاجُ غمرتَها

إلّايَ يا صورةً للدار، يا وحدي

إلّايَ هيّا أصيبي قلبَ مندهشٍ

بصوتِ كعبِكِ أهوى جرسَهُ المُعدي

سأشتري كهرباءَ القربِ بالشّغفِ

الذي يُغرّدُ ما للحضن مِن بُدِّ

كوني كغزةَ بالإقدامِ يا امرأةً

تُحبُّ حتى إذا انقادَت إلى اللحدِ

ومثلَ رسّامِها المعزولِ في بلدٍ

لا تتقنُ الحبَّ،، تهوى رنّةَ النّقدِ

في الحُبِّ قلبي عدوّي فالتمنّعُ بي

متوّجٌ يصرفُ الحسناء بالكيدِ

فالعفوُ إن لم أُطِل فيكِ الشُّرودَ أنا

دائي، وطُولُ عنادي فيكِ لا يُجدي

تعلَّمي يا سموَّ الرّوحِ أن تجدي

لهلوساتي دواءً منكِ يا وعدي

وكلُّ هذا لأنّي في الهوى رجلٌ

يخفي من الحبِّ أضعافَ الذي يُبدي

وشهدت الأمسية توقيع الشاعر ناصر عطاالله ديوانه “رماد للظلال”، الصادر عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع.

يقع الديوان في 150 صفحة من القطع الصغير، ويضم 38 قصيدة، أبرزها “غزة خارج مقبرة الكون، رطوبة الموت، دعيني أيتها الحرب، ظنون، وقصيدة حنين”.

ومن قصيدته “يا أمة العرب” ألقى الشاعر ناصر عطاالله:

وأنا ولد المطارح لا أبيع

ثوب أمي في المزاد

هي شرور باغتتني دونها

قيل ماذا بعدها فكن جهاد

ضاع عني أين عمري ولها

نور عيني ألف روح أو أبعد

لم يخن محمد في دينه

هو قرتي وسنان المعتمد

جاء مولدي أو الجمر يميني

رب مؤتي دون اجتهادي عناد

نحن سيف سلنا العدا فكنا

عند جرح عند نزف كالعماد

أمة أتعبها الشرف الرفيع

لا تريد ترك دور المستعبد

كن مطبعا تكن أمين روح

دون قيد.. ويح هذا زوال الند

يوم حزني يا لقلبي لم تساوم

إن تشاء لي حياء لم يكن بد

نحن قوم غير خاف يا صديقي

في كرامة تهون النعم وزد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights