تقاريرسلايدر

صراع الأجنحة يسدد ضربة قاضية لنظام الملالي وسط تحذيرات من التفاوض مع ترامب

يتصاعد الصراع بين الأجنحة السياسية داخل النظام الإيراني، حيث تتباين المواقف بشكل حاد حول قضايا حيوية مثل إدارة الاقتصاد، العلاقات الخارجية، والموقف من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

لا تعكس هذه الانقسامات فقط اختلافات في الرؤى، بل تكشف أيضًا عن أزمات هيكلية عميقة تهدد استقرار النظام وقدرته على مواجهة التحديات.

صحيفة جمهوري الرسمية وجهت انتقادات لبناء قبور رمزية في موقع سقوط مروحية الرئيس الإيراني رئيسي حيث ناقشت الصحيفة حادثة بناء القبور موقع سقوط المروحية التي كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي، ووصفتها بأنها مؤشر على الانقسامات العميقة داخل النظام. اعتبرت المقالة هذه التصرفات رمزية لكنها تحمل دلالات خطيرة على تآكل شرعية الحكومة.

وقد أثار بناء قبور رمزية في موقع سقوط مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي جدلاً واسعًا في الإعلام والرأي العام. هذا المشروع، الذي تطلب إنفاق ميزانية ضخمة وإنشاء منشآت أمنية لحمايته، قوبل بانتقادات شديدة، خصوصًا في ظل الوضع المتردي للبنية التحتية التعليمية في المناطق المحرومة حيث يدرس الأطفال في ظروف قاسية وغير لائقة.

تشير التقارير إلى أن المشروع تضمن بناء قبور رمزية لا تحتوي على أي جثث، بل صُممت لأغراض رمزية فقط. هذه القبور، التي وُصفت بأنها رمز لـ”التقدير والاحترام” لبعض الشخصيات والسياسات، استهلكت ميزانية كبيرة من الأموال العامة. علاوة على ذلك، تم إنشاء منشآت أمنية لحماية الموقع، مما زاد من تكاليف هذا المشروع.

هذا الإنفاق يأتي في وقت تعاني فيه العديد من المناطق المحرومة في إيران، خصوصًا القرى النائية، من نقص حاد في المرافق التعليمية. فالعديد من المدارس في هذه المناطق عبارة عن أكواخ أو حاويات معدنية تفتقر إلى أدنى مقومات التعليم الحديث.

وفي المقابل رصدت الصحيفة تداعي  مدارس الأكواخ والحاويات واصفة أياها  مأساة التعليم في المناطق الفقيرةفي محافظات مثل سيستان وبلوشستان وهرمزغان وكرمان، يدرس الأطفال في مدارس غير صالحة للاستخدام. يواجه الطلاب درجات حرارة شديدة في الصيف وبردًا قارسًا في الشتاء، دون تجهيزات أساسية مثل المقاعد المناسبة أو المكتبات أو حتى دورات مياه صحية

واكدت الصحيفة أن المبالغ التي أُنفقت على بناء القبور الرمزية كان يمكن استخدامها في إعادة بناء هذه المدارس. على سبيل المثال، كان يمكن لهذا المشروع أن يوفر عشرات المدارس المجهزة بالكامل، مما يغير حياة آلاف الأطفال في هذه المناطق.

من جانبهم يدافع مؤيدو المشروع بأن القبور الرمزية تحمل قيمة ثقافية ورمزية تُظهر الاحترام للشخصيات المهمة. ومع ذلك، يرى المنتقدون أن هذه الخطوة تمثل سوء إدارة للموارد العامة. أشارت جمعيات المعلمين إلى أن هذه الأنشطة تعكس تجاهلاً لاحتياجات الشعب، لا سيما الأطفال الذين يمثلون مستقبل البلاد.

يمثل بناء القبور الرمزية في ظل الظروف المعيشية والتعليمية الصعبة للكثير من الإيرانيين فجوة كبيرة في إدارة الموارد والتخطيط الوطني. هذا الإجراء لا يفتقر فقط إلى التبرير الأخلاقي والاجتماعي، بل يضعف أيضًا ثقة الجمهور في نظام صنع القرار. إن توجيه الموارد لتلبية الاحتياجات الحقيقية مثل تحسين التعليم هو الخطوة الأولى نحو تقليص الفجوات وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة

من ناحية أخري تناولت صحيفة هم ميهن الرسمية أزمة سعر الدولار ومستقبل الاقتصاد  في ظل أزمة ارتفاع سعر الدولار وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الإيراني.

وأشارت المقالة إلى أن غياب السياسات الاقتصادية الشفافة يزيد من الأعباء على المواطنين، ويمنح الأجنحة المعارضة وسيلة إضافية للضغط على الحكومة.

.ومن جانبها ناقشت صحيفة شرق   ظاهرة الأجنحة السياسية التي تسعى لتأسيس مناطق نفوذ مستقلة داخل النظام. وأكدت أن هذه السياسات تؤدي إلى تعطيل الإدارة المركزية وتفاقم الأزمات.

وركزت صحيفة اعتماد  على دور التيارات المتشددة في تعقيد المشهد السياسي حيث  وأوضحت أن هذه التيارات تسعى لتقويض جهود الحكومة وزيادة التوترات لتحقيق مكاسب سياسية خاصة.

وفي سياق منفصل انتقدت  صحيفة كيهان أي دعوة للتفاوض مع ترامب، معتبرة ذلك خيانة للمصالح الوطنية. وأشارت إلى أن هذا الجدل يعكس الخلافات العميقة بين الأجنحة المؤيدة والمعارضة للتعامل مع الغرب.

صحيفة أرمان ملي ” تناولت في مقالة لها ممارسات جبهة “پايداري” المتشددة وسعيها المستمر لإضعاف الحكومة. واعتبرت أن هذه السياسات تزيد من الفجوة بين الأجنحة وتضعف فعالية الحكومة.

فيما تطرقت  صحيفة فرهيختگان إلى التحديات السياسية التي يواجهها قاليباف كإحدى الشخصيات البارزة في النظام معتبرة أن الضغوط السياسية عليه تعكس أزمة أوسع داخل النظام.

كذلك تناولت صحيفة جوان  مقارنة بين الوضع في إيران وسوريا، مؤكدة أن إيران تمتلك إمكانات تمنعها من الانهيار الكامل. لكنها حذرت من أن استمرار الصراعات الداخلية قد يؤدي إلى فقدان هذه المزايا.

تُظهر هذه التغطية أن النظام الإيراني يواجه أزمة هيكلية عميقة نتيجة للصراعات بين الأجنحة المختلفة. من القضايا الاقتصادية مثل ارتفاع سعر الدولار، إلى النقاشات حول المفاوضات مع الغرب، تتفاقم الأزمات بسبب انعدام التنسيق وغياب استراتيجية موحدة.

تشير التحليلات إلى أن هذه الصراعات تُضعف الحكومة وتؤثر بشكل مباشر على شرعية النظام، في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. بينما تروج بعض الصحف لوجود إمكانات لتجنب الانهيار، فإن استمرار هذا النهج التصادمي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار النظام بشكل أكبر.

إذا لم يتمكن النظام من معالجة هذه الأزمات بحلول جذرية، فإن السيناريوهات المستقبلية قد تكون أكثر تعقيدًا وخطورة على بقاء النظام داخليًا وخارجيًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى