“صرخةُ شعب”.. شعر: صالح محمّد جرّار
لِتُصارعِينا يا بناتِ الدهر قاصمةَ الظهورِ
قولي لِنَبِلكِ ترتوي من قَلْبِ هاتيكِ الصدورِ
وإذا أرادت مسكناً فَلْتَبقَ في تلك النحورِ
ولْتردُ فيها بالنّصالِ الزُّرْقِ كالمطرِ الغزيرِ
فتُعَلَّ من دَمِنا الطَّهورِ لدى المسا ولدى البُكورِ
ولْتُنشِبي أظفارَكِ العَصْلاءَ في الشّعبِ الصَّبورِ
ولْتَمْلأي طُرَقَ الحياةِ بكلِّ شَرٍّ مُسْتطيرِ
ولْتُرسلي سُحُبَ الهَلاكِ، مناجِمَ الخطْبِ النَّكيرِ
إِنَّ المَخَاوِفَ لن تَردَّ الجَلْدَ عَن خَوْضِ البحورِ
لن تَشْهدي الإعياءَ مِنّا أو نُوارى في القبورِ
*****
إِنّا أردْنا العَيْشَ في ظلِّ الحِمى أبدَ الدُّهورِ
وإذا أراد الشّعبُ عيشاً هبَّ كالأسدِ الهصُورِ
لا يستطيع النومَ رهنَ القيدِ كالعبدِ الأسيرِ
فيُحطّمُ الأغلالَ بالعزمِ القويِّ وبالمريرِ
ويَهُبُّ يطلُبُ حقَّهُ، وإلى النفيرِ، إلى النفيرِ
وتراهُ طالبَ عِزّةٍ بالروحِ غاليةِ المهورِ
فإذا القتادُ قد استحال إلى فراش من حريرِ
والشّعبُ يخطرُ فوقَهُ بمشيئةِ اللهِ القديرِ
يتسنّمُ الجَوْزاءَ صَرْحاً باذلُ النَّفَسِ الأخيرِ
واللهُ ناصِرُ جُنْدِهِ، ومُحَقِّقُ الأملِ الكبيرِ
ومُدَمِّرُ الباغي الذي قد فاتَهُ وعْظُ النذيرِ