صفوت بركات يكتب: العلوم النبوية.. والعقلية
تعذر إدراك العلوم النبوية على من لم يتهذب في العلوم العقلية
المعقولات تجرى مجرى الأدوية الجالية للصحة، والشرعيات تجرى مجرى الأغذية الحافظة للصحة، وكما أن الجسم متى كان مريض النفس كما قال تعالى {في قلوبهم مرض} لم ينتفع بسماع القرءان الذي هو موضوع الشرعيات.. بل صار ذلك ضارا له مضرة الغذاء للمريض ولهذا قال تعالى
(وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (125
والقلب مزرعة المعتقدات
والاعتقاد فيه بمنزلة البذر إن خيرا وإن شرا وكلام الله بمنزلة الماء الذي يسقيه ولذلك سماه الله ماء.. وكما أن الماء إذا سقى الأرض يختلف نباته بحسب اختلاف بذوره، كذلك القرءان إذا ورد على معتقدات راسخة في القلوب تختلف تأثيراته وإلى ذلك أشار الله تعالى في قوله {وفى الأرض قطع متجاورات} وقال تعالى {البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا}
والجهل بالمعقولات والعاديات من أمور الدنيا جارى مجرى ستر مرخى على البصر وغشاء القلب ووقر في الأذن والقرآن لا تدرك حقائقه إلا لمن كشف غطاؤه ورفع غشاؤه وأزيل وقره ولهذا قال تعالى
{وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ( 45 ) وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ( 46 )}
تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في يوتيوب