
الأمة| ألقت الباحثة المسيحية العراقية إيزابيل بنيامين ماما آشوري باللوم على الخمور في حادث فاجعة الحمدانية حيث اشتعلت النيران في حفل زفاف مسيحي أقيم يوم الثلاثاء الماضي في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، متسببا في وفاة أكثر من مئة شخص وإصابة 150 آخرين.
سبب حريق الحمدانية
واستشهدت الكاتبة والباحثة إيزابيل في مقال لها على موقع “كتابات” بتحذير القس عمانوئيل توما خلال تأبين القتلى في المقبرة المسيحية، حيث نقلت عنه القول (اتمنى في الاحتفالات القادمة أن تضعوا المشروبات الروحية خارج مكان الاحتفال، لأنكم رأيتم ماذا فعل اشتعال الخمر بالمدعوين)، وهو ما اعتبرته “زلة لسان”.
وقالت الباحثة المسيحية إن حديث القس الذي اذاعتهُ الاذاعة الاشورية في بث مباشـر، دفعها للاتصال بقريبتها التي كانت في الحـفل، وسألتها عن ملابسات الحادث، فقالت إن: إحدى “النسـاء جفلت من صوت مفرقعات رماها طفل وبسبب خوفها انقلبت الطاولة التي كان عليها مئآت الأقداح وقناني الخمر السريع الاشتعال فألتهب المكان بسرعة هائلة فـاجأ المدعوين المشغولين بالرقص والشرب، وانفجرت بقية القناني التي يبلغ عددها اكثر من اربعمائة قنيـنة هي هدايا لحفل الزفاف”.
قتلى حريق الخمر
وتستنتج الكاتبة التي تقدم أبحاثا عن الديانة المسيحية، في مقالها أن “سبب اشتعال المكان بهذه السرعة هو كميات الكحول الهائلة التي كانت في وسط قاعة الاحتفال قرب الباب ولهذا لم يستطع المدعوين الهروب لأن الباب كان يمور بالنيران المشتعلة وقناني الكحول المنفجرة ترمي بشضايا الزجاج فحوصر الجميع وهكذا كانت الفاجعة”.
وقالت الباحثة المسيحية إيزابيل بنيامين “لعل الغريب في المسألة أن ممثل الآشوريين السريان سمير ميخا في مجلس المحافظة انتقد القس على كلامه هذا ، لأن بعض السياسيين الاشوريين يريدون أن يحسبوا قتلى حريق الخمر (شهداء). ينالون كامل حقوق شهداء الحشد الآشوري. طبعا هذا استغفال للدولة واستغلال وانتهازية. لأن العراق في كل يوم تحصل فيه حرائق ويسقط ضحايا بالعشرات. في حرائق او حوادث سيارات”.
ورأت الكاتبة التي تحمل درجة الجستير في علم أللاهوت، أنه “على أي إنسان يتحمل نتيجة غفلته وأفعاله ، وحادث الحمدانية هو نفس ما حصل لكنيسة العذراء في الموصل الذي اشتـعلت فيها النيران نتيجة اشتعال (الخمر المقدس في المذبح). الذي يشربونه قبل الصلاة لنـيل بركة يسوع في أولى معجزاته صانع للخمور.فاشتعلت الكنيسة واحتـرق المصلّين بالعشرات”.
الخمر سبب مصيبة قاعة الحمدانية
وختمت إيزابيل بنيامين ماما آشوري مقالها بالقول “هذه الخمر هي سبب مصيبة قاعة الحمدانية. علما أن الكحول مصنوعة محليا وفيها اكثر من تسعين بالمائة من الكحول. أي أنها أسرع اشتعالا من البنزين. ثم ساعدت كراسي البلاستك على اتمام بقية الحريق. الغريب هو تعلق المسيحية بالخمر مع أنهم يقرأوا قول الرب : ( يكون عظيما أمام الرب الذي لا يشرب خمرا ولا مسكرا). إنجيل لوقا 1: “.
يشار إلى أن تقرير لجنة وزارة الداخلية للتحقيق في حادث قاعة الحمدانية خلص إلى أن وجود كميات كبيرة من المشروبات الكحولية فاقم من سوء الحريق، الذي انتشر بفعل المواد القابلة للاشتعال الموجودة في سقف القاعة وأثاثها، وأكد أن الحادث لم يتم بفعل فاعل، وهي النتيجة التي رفضتها الكنيسة في الموصل وطالبت بتحقيق دولي في الحريق.